مجنّدات الجيش الجزائري.. حضور لافت
لفتت نساء القوات الخاصة الجزائرية الإعجاب منذ ظهورهن الأول، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات عن حضور المرأة الجزائرية الفاعل بالقوات المسلحة.
وتشهد القوات المسلحة الجزائرية تطورا لافتا في عدد النساء المجنّدات، في مختلف الاختصاصات وفي أعلى الرتب العسكرية.
وأكد الخبير العسكري الجزائري أكرم خريف، لـ"إرم نيوز"، أنّ "العنصر النسوي يقدر بـ7 آلاف في كل فروع الجيش الشعبي الوطني، كما كانت الجزائر أول دولة عربية منحت رتبة عميد في الجيش لامرأة في عام 2009 ومنحت رتبة لواء في العام 2017".
وأوضح خريف أن "تجنيد النساء في الجزائر يعود لعدة سنوات، وتجني المؤسسة العسكرية اليوم ثمرة تجنيد النساء اللاتي بلغن أعلى المراتب في الجيش"، مشيرا أن مدرسة "أشبال الأمة" استقبلت البنات منذ إعادة فتحها في العام 2010.
وتخوض المجندات الجزائريات تمارين قتالية وتدريبات على مختلف الاختصاصات العسكرية.
ويؤكد أكرم خريف أنه "لا يوجد إقصاء في مختلف الاختصاصات إلا في الغواصات مثل معظم الدول، ولم تكن مشاركة للعنصر النسوي في هذا السياق إضافة إلى عدم المشاركة في العمليات العسكرية ضد الإرهاب" وفق قوله.
لكن حفل تخريج دفعة جديدة من العسكريين والعسكريات الذي انتظم أمس الأول الأربعاء شهد مشاركة نسائية في مختلف التمارين ومن بينها البحث عن مجموعة إرهابية والقضاء عليها.
وأكدت مصادر عسكرية جزائرية أن الاستعراض الذي جرى خلال حفل التخرج يهدف إلى إظهار مدى استعداد القوات الخاصة الجزائرية لأي طارئ، ويثبت أنّ المرأة ليست مجرد "ديكور" داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، وفق تعبيرها.
وأضافت المصادر أن "المجندات المتخرجات من هذه الدفعة الجديدة سيباشرن مهامهن في صلب الجيش، كل حسب اختصاصه ورتبته"، معتبرة أنّ "الجزائر تحتاج كل قواتها وكل أبنائها للدفاع عنها والذود عن أرضها ومصالحها والتصدي لأيّ خطر قد يصيبها" حسب قولها.
وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بسيدات القوات الخاصة اللواتي ظهرن بقوة بدنية كبيرة، خلال عرض عسكري، بمناسبة حفل تخرج دفعات في أكاديمية شرشال العسكرية بحضور الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق الأول سعيد شنقريحا.
وتفاعل مستخدمو الإنترنت على منصات التواصل الاجتماعي مع صور خريجات أكاديمية "شرشال"، اللاتي نفذن مع زملائهنّ الرجال عرضًا عسكريًا، وأبدين استعدادا كبيرا وقوة بدنية لافتة، وصفها البعض بـ "القوة الناعمة"، ووصف البعض الآخر المجنّدات بالمناضلات اللاتي يُعدن إلى الأذهان نضال المرأة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي.
ويتخرج كل عام من أكاديمية شرشال العسكرية جنود من الرجال والنساء من مختلف الفرق العسكرية ممن تلقوا تدريبات خاصة، وتتجه الجزائر نحو تكثيف تجنيد النساء في مسعى لتعزيز قوتها العسكرية والتأهب لأيّ مخاطر داهمة.
وأشرف الرئيس تبون على حفل تخرج دفعات جديدة من الكلية الحربية بشرشال، وهي الدفعة 53 من التكوين الأساسي والدفعة الخامسة عشرة من التدريب العسكري الأساسي المشترك والمجموعة السادسة من ضباط دورة الماجستير.
وقام الخريجون بعروض رياضية في القتال المتقارب والكاراتيه والكونغ فو وغيرها، إضافة إلى تمارين استعراض القوة وأداء تمرين قتالي مصور في البحث عن مجموعة إرهابية والبحث عنها والقضاء عليها وأداء قتالي آخر.
وعشية احتفال الجزائر بالذكرى الستين لاستقلالها تولى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ترقية العميد الزهرة بوعناش إلى رتبة لواء.
ومنذ عهد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة كانت الجزائر تحتل مكانة متقدمة من حيث موقع النساء في المؤسسة العسكرية، وتولى بوتفليقة سنة 2017 ترقية ثلاث نساء إلى رتبة لواء بالجيش.
وتسعى السلطات الجزائرية لتعزيز قواتها الخاصة ودعم قدراتها العسكرية تحسّبا لأيّ مخاطر قد تواجهها وسط مناخ إقليمي متوتّر.
وصوّت أعضاء مجلس الأمّة الجزائري، أمس الخميس، بالأغلبية، لصالح مشروع قانون يحدد لأول مرة شروط استدعاء جنود احتياط لدعم الجيش في حال استدعت الضرورة، في ظل التوتر الذي تعرفه المنطقة.
وخلال جلسة علنية عقدها المجلس الذي يعرف بالغرفة الثانية في البرلمان، خصصت للتصويت ومناقشة القانون الذي قدمته وزارة الدفاع، تمت تزكية القانون بعد أيام من التصويت عليه بالغالبية في الغرفة الأولى للبرلمان.
