هل يضمن "إعلان القدس" حرمان إيران للأبد من السلاح النووي؟
هل يضمن "إعلان القدس" حرمان إيران للأبد من السلاح النووي؟هل يضمن "إعلان القدس" حرمان إيران للأبد من السلاح النووي؟

هل يضمن "إعلان القدس" حرمان إيران للأبد من السلاح النووي؟

رأت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، أن الإعلان المشترك الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء يائير لابيد، والذي حمل تعهدًا مكتوبًا بشأن منع إيران من امتلاك السلاح النووي، يشكل تحولًا مهمًا؛ لأنه يعد الأول من نوعه.

ووقع بايدن ولابيد ما أطلق عليه "إعلان القدس"، والذي يعد شراكة استراتيجية بين تل أبيب وواشنطن، يتضمن موقفًا مشتركًا ضد برنامج إيران النووي ونشاطاتها الإقليمية، ويضمن عدم حصول طهران على سلاح نووي.

وذكر يارون أفراهام، مقدم البرامج بقناة "أخبار 12" العبرية، أن هذا الإعلان "يضمن للمرة الأولى، عبر وثيقة مكتوبة، ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، فضلًا عن تأكيده على الدعم الاقتصادي والعسكري لإسرائيل".

ووفق الإعلان، "يتعهد البلدان بمواصلة الشراكة الاستراتيجية القائمة على القيم والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية، وضمان استمرار التفوق الإسرائيلي العسكري، وتعزيز تفوقها النوعي، وردع أعدائها وتعزيز قدراتها العسكرية من أجل دعمها لحماية نفسها ضد كل عدو أو خطر".

وجاء في البيان: "تتعهد الولايات المتحدة مرة أخرى، بألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، وتؤكد على أن هذا الأمر جزء لا يتجزأ من التزاماتها أمام العالم، وأنها على استعداد لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية من أجل ضمان تحقيق هذه النتيجة".

خصم هامشي

لكن في المقابل، تبقى قضية التنفيذ، إذ رأى موقع "إسرائيل ديفينس" أن الولايات المتحدة "لا تفضل الخيار العسكري بشأن الملف الإيراني، وستعمل على تعزيز قوة إسرائيل، دون أن تصبح طرفًا في عمل عسكري علني ضد برنامج إيران النووي".

وذكر الموقع أنه على الرغم من التوافق الظاهر للعيان بشأن الملف الإيراني، "لكن واشنطن ما زالت تنظر إلى إيران كخصم هامشي وإقليمي".

ورأى أن الولايات المتحدة ما زالت تضع روسيا والصين على رأس أعدائها الأساسيين، في وقت ترى فيه إسرائيل إيران عدوًا أساسيًا يهدد بفرض هيمنته على المنطقة، سواء على حسابها أو على حساب الدول العربية.

ولفت الموقع إلى مساعي واشنطن لتقليص الوجود العسكري في الشرق الأوسط، لكن من دون أن يتسبب ذلك في منح إيران المجال لفرض هيمنتها، ولذلك جاءت فكرة إنشاء تحالف عربي – إسرائيلي، لكنه يبقى خيارًا صعبًا ومعقدًا، لا سيما من النواحي العسكرية.

وأضاف أنه حتى ولو تم تشكيل مثل هذا التحالف، من الصعب أن يتماسك، خصوصًا لو اندلعت مواجهة عسكرية مع إيران.

وبينما تنظر إسرائيل إلى إيران كعدو أساسي، وتعتبر الصين وروسيا شريكين من زاوية محددة، حتى ولو كان الأمر يحمل إشكالية، ترى واشنطن أن طهران مجرد خصم فرعي وإقليمي، واضعة روسيا والصين على رأس أعدائها الأساسيين، بحسب قول الموقع.

وأوضح أن إسرائيل لا تعتبر الصين أو روسيا عدوين أو خصمين، وتحاول أن تحتفظ بمساحة للمناورة بينهما وبين الولايات المتحدة الأمريكية؛ الأمر الذي يضعها تحت سهام الضغط الأمريكي، ليصل الأمر أحيانًا إلى وقوفها أمام خيار المفاضلة بين علاقاتها مع واشنطن أو تلك مع بكين وموسكو.

خيار أخير

وحسب الخبير في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، إيهود عيلام، يدفع ارتفاع أسعار النفط عالميًا الإدارة الأمريكية، للتساهل مع الملف الإيراني؛ بغية إعادة النفط الإيراني إلى الأسواق لإحداث توازن، الأمر الذي تنظر إليه إسرائيل على أنه يهدد مصالحها.

ولا ترى إسرائيل أن مصادر الطاقة الإيرانية يمكنها أن تصبح بديلًا لتلك الروسية في أسواق أوروبا، وترى أنه لو حدث ذلك، فإن طهران بصدد استغلال هذا الملف لتهديد مصالح إسرائيل.

وذهب عيلام إلى أن إدارة بايدن "تعارض أي عمل عسكري ضد إيران، لكن لو فشلت المفاوضات بشكل نهائي، سيكون على الإدارة الأمريكية بحث البدائل من أجل منع طهران من امتلاك السلاح النووي".

لكنه رأى أن الإدارة الأمريكية ستبدي تحفظًا على الحديث عن الخيار العسكري بشكل علني.

وعلى الرغم من معارضة الولايات المتحدة للمشروع النووي الإيراني، لكن الخبير الإسرائيلي توقع أن تعارض أوساط ديمقراطية وجمهورية أمريكية على حد سواء، مسألة الخيار العسكري ضد إيران.

وتابع أن تلك المعارضة "لن تعني منع إسرائيل من تحذير إيران أو مهاجمة البنية التحتية النووية بدعم أمريكي، وأن واشنطن ستمتنع عن توجيه تحذيرات لطهران، وستترك المهمة لإسرائيل، وستمنح الأخيرة مساعدات عسكرية تحتاج إليها للاستعداد لإمكانية توجيه ضربة عسكرية".

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد عيلام أن إدارة بايدن تفضل منع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، لكنها لا تستبعد حدوثها إذا أصبحت الخيار الأخير، على أن يكون ذلك عبر إسرائيل، ودون تدخل عسكري أمريكي في حرب من هذا النوع.

معلومات سرية

وكان مسؤولون عسكريون إسرائيليون قد عرضوا على الرئيس بايدن، أمس الأربعاء، معلومات سرية بشأن الملف الإيراني.

وذكرت قناة "أخبار 12" أن المعلومات تشمل تفاصيل حول ما طورته إيران من أسلحة حديثة، وما قامت به من عمليات تسليح لميليشيات عسكرية في أنحاء الشرق الأوسط.

وعقب مشاركة بايدن في تفقد نظام دفاعي إسرائيلي يعتمد على شعاع الليزر، أمس الأربعاء، شارك الرئيس الأمريكي في اجتماع مغلق بمشاركة مسؤولين إسرائيليين عسكريين، على رأسهم وزير الدفاع بيني غانتس، عرضوا عليه المعلومات السرية.

ووفقًا للقناة، استثمرت إيران مؤخرًا مليارات الدولارات من أجل تطوير أسلحة حديثة، وتسليح ميليشيات مسلحة في الشرق الأوسط.

ونوهت إلى أن وزير الدفاع عرض على بايدن سلسلة من الاتفاقات الأمنية التي وقعت بين إسرائيل ودول عربية مؤخرًا، بصرف النظر عن الاتفاقات الإبراهيمية، وحثه على دعم هذه الاتفاقات لكي يمكنها أن تصبح علنية.

واطلع بايدن على الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة بشأن الملف الفلسطيني، والتي تهدف إلى إضعاف "حماس" وتعزيز السلطة الفلسطينية، وفق القناة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com