لماذا ترفض شخصيات إخوانية عودة العلاقات بين حماس ودمشق؟
لماذا ترفض شخصيات إخوانية عودة العلاقات بين حماس ودمشق؟لماذا ترفض شخصيات إخوانية عودة العلاقات بين حماس ودمشق؟

لماذا ترفض شخصيات إخوانية عودة العلاقات بين حماس ودمشق؟

يمارس شيوخ التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ضغوطاً على حركة حماس الفلسطينية، تهدف لعرقلة عودة العلاقات مع سوريا، وذلك من خلال لقاءات عُقدت مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

وقال بيان صدر عن ثمانية شيوخ مقربين من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أمس السبت، إنهم "نصحوا حركة حماس بمراجعة قرارها باستعادة العلاقة مع سوريا بسبب ما يترتب عليه من مفاسد عظيمة"، وفق تعبيرهم.

وأوضح البيان أن "العلماء التقوا بقيادة المكتب السياسي لحماس للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع سوريا والقيام بواجب النصيحة"، في حين لم تعلق الحركة على البيان، كما لم تنشر خبراً عن اللقاء بمنصاتها الرسمية.

وأشار البيان إلى أن "رئيس المكتب السياسي لحماس وعد بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له"، لافتاً إلى أنهم في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بـ"الواجب الشرعي المناسب للموقف"، بحسب قولهم.

وحمل البيان توقيع كل من: الداعية اليمني والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين عبد المجيد الزنداني، وعلي القره داغي الأمين العام لما يُسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، ونائبه عصام أحمد البشير، وعضوي الاتحاد عبد الحي يوسف، ووصفي عاشور أبو زيد.

كما وقع على البيان محمد عبد الكريم الأمين العام لـ"رابطة علماء المسلمين"، وسامي الساعدي أمين عام ما يُسمى بـ"مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية"، وأسامة الرفاعي رئيس "المجلس الإسلامي السوري" المعارض.

ضغوط وخلاف سياسي

ورأى محللون ومختصون سياسيون، أن البيان يؤكد وجود ضغوط على حماس من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين للتراجع عن قرار إعادة العلاقات مع سوريا، الأمر الذي سيثير خلافاً سياسياً بين الجانبين.

وبحسب الخبراء، فإن قرار حماس بشأن سوريا أثار حفيظة التنظيم الدولي الذي يسعى لاستغلال الحركة والقضية الفلسطينية من أجل الترويج لمشاريعه وأهدافه الإقليمية التي مُنى معظمها بالفشل، خاصة أن قرار الحركة بمثابة ضربة جديدة للتنظيم.

وقال المحلل السياسي، يونس الزريعي، إن "حماس ستكون في مواجهة مباشرة مع تنظيم الإخوان المسلمين، وإن اللقاء بمثابة المرحلة الأولى من مراحل الضغط على الحركة لمنع أي تقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد".

وأوضح الزريعي، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "حماس لجأت لتحسين علاقاتها مع سوريا نظراً للمتغيرات الإقليمية وتحديداً مع حلفائها في تركيا وقطر"، مبيناً أن "الخصومة بين سوريا وجماعة الإخوان ستؤثر سلباً على جهود حماس بهذا الشأن".

وأضاف الزريعي أن "حماس عندما قطعت علاقتها مع سوريا كان ذلك استناداً إلى قرار داخل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على التحالف بين حماس والتنظيم، وربما يتطور الخلاف إلى حد القطيعة".

ورأى الزريعي أن "تحرك حماس تجاه عودة العلاقة مع سوريا يأتي بضغط أساسي من الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة"، مبيناً أن المتغيرات الدولية والإقليمية الجديدة دفعت الحركة للعودة إلى تحالفاتها القديمة.

وبين أن "حماس اختارت اللجوء لحلفائها السابقين عبر وساطة من حزب الله للابتعاد عن سياسة تنظيم الإخوان المسلمين العامة"، مؤكداً أن هذا التوجه يُظهر خلافا داخليا بين قيادات الحركة سيظهر للعلن خلال الفترة المقبلة، وفق تقديره.

ضربة للتنظيم الدولي

من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي، طلال عوكل، أن قرار الحركة يمثل ضربة للتنظيم الدولي وسياساته في المنطقة، مشدداً على أن القرار سيؤثر على العلاقات الداخلية في حماس وعلى العلاقات مع تنظيم الإخوان المسلمين.

وأوضح عوكل، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "لقاء العلماء المحسوبين على التنظيم الدولي مع قيادة حماس يؤكد رفض التنظيم أي تقارب بين الحركة وسوريا، كما يشير إلى مساعي تنظيم الإخوان لعرقلة عودة العلاقات بين الجانبين".

وأضاف عوكل: "بتقديري فإن تنظيم الإخوان المسلمين سيستخدم جميع وسائل الضغط المتاحة له من أجل منع حماس من إعادة علاقاتها بسوريا، خاصة أن التنظيم في عداء واضح وصريح مع القيادة السورية"، مشدداً على أن ذلك لن يكون في مصلحة الطرفين.

وتابع أن "قرار حماس سيؤثر على علاقاتها الاستراتيجية بالتنظيم الدولي وعلى الحركة داخلياً، خاصة أن التنظيم هو السند الرئيس للحركة بما يمتلكه من إمكانيات سواء في قطر أو تركيا وعدد من الدول الأخرى".

وشدد عوكل على أن "عدم تجاوب حماس مع ضغوط التنظيم الدولي سيدفع التنظيم للتخلي عن الحركة"، ورأى أن "عودة العلاقات بين حماس وسوريا ستؤدي إلى وجود قطبين داخل الحركة، الأمر الذي سيصعب إخفاؤه أو معالجته".

المعادلة الأصعب

وفي السياق، قال المحلل السياسي، أحمد عوض، إن "تحرك الإخوان المسلمين للضغط على حركة حماس يفقد أهميته نظراً لعدم رغبة سوريا في عودة العلاقات مع الحركة، في ظل انعدام الثقة بين الجانبين"، مشيراً إلى أن ذلك هو "المعادلة الأصعب" بالنسبة لحماس.

وأضاف عوض، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "موقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يصبح في هذا السياق أقل أهمية، خاصة أن المستفيد من عودة العلاقة هو حماس وليس سوريا، وبالتالي فإن المسؤولين السوريين غير معنيين بإعادة العلاقات"، بحسب تقديره.

وأكد عوض عدم رغبة الإخوان المسلمين بعودة العلاقات بين حماس وسوريا، وأنهم سيمارسون ضغوطاً كبيرة للحيلولة دون ذلك، مستطرداً "حماس تعمل عكس تنظيم الإخوان ولها حسابات مختلفة تماماً عن التنظيم الذي يرغب في لعب دور العالمية".

وبحسب المحلل السياسي، فإن "حماس لا يمكن لها تنفيذ مطالب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، خاصة أن حساباتها مختلفة تماماً عن حساباته، في ظل استمرار سيطرتها على قطاع غزة"، معتبراً أن حماس تجد نفسها مجبرة على مخالفة تنظيم الإخوان في الوقت الراهن.
وشدد عوض على أن "حماس تحسم قرارها عبر أصحاب القوة من الذين يمتلكون المال والسلاح، وهم في قطاع غزة، وهم الأكثر قدرة على اتخاذ القرار والتحرك"، لافتاً إلى أن التنظيم العالمي لا يتمكن من مقاطعة أو حرمان حركة حماس منه، خاصة أنه يعتبر حماس ميزة له، بحسب تقديره.

ولفت عوض إلى أن "الانشقاقات الكبيرة داخل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قد تصعب عليه اتخاذ قرار بالتخلي عن حركة حماس في حال تقاربها مع سوريا"، معتبراً ذلك أمراً يمكن أن تتحرك على إثره حماس باتجاه عودة العلاقات مع سوريا.

الجدير ذكره أنه في نهاية الشهر الماضي، نقلت وكالة "رويترز" الدولية للأنباء، عن مصادر في الحركة، قولها إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لإعادة العلاقات"، مشيرة إلى أن قرار إعادة العلاقات مع سوريا اتخذ بالإجماع داخل حماس.

وأكد ذلك، القيادي في حماس، خليل الحية، الذي قال في تصريحات صحفية، إنه "جرى نقاش داخلي وخارجي على مستوى حركة حماس من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا، وإنه تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com