اليمن.. طارق صالح يزور تعز للمرة الأولى في ظل استمرار جهود التقارب
أجرى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، العميد، طارق صالح، يوم السبت، زيارة تفقدية هي الأولى من نوعها لمسؤول يمني رفيع، إلى محافظة تعز التي تتقاسم القوات الحكومية ومليشيات الحوثيين السيطرة عليها، منذ بدء الحرب اليمنية، العام 2015.
وعقد العميد صالح، لقاءات خلال زيارته إلى مدينة التربة، جنوبي تعز، بالقيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة، لمناقشة الأوضاع الأمنية والعسكرية على ضوء خروقات مليشيات الحوثيين للهدنة الأممية، ومحاولاتها الالتفاف على التزاماتها التي نصّ عليها الاتفاق بشأن فتح الطرق الرئيسة والمعابر بشكل كامل، وضمان حرية تنقل المواطنين والحركة التجارية.
وحثّ صالح خلال اللقاء، "على مضاعفة الجهود ورفع مستوى الاستعداد القتالي والجاهزية لمواجهة كافة الاحتمالات في ظل استمرار التعنت الحوثي، ومحاولاته استغلال الهدنة لتحشيد عناصره وعتاده نحو جبهات المحافظة"، وفق ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأشاد العميد طارق صالح "بصمود واستبسال محافظة تعز التي شكلت حائط صد في مواجهة المشروع التوسعي الإيراني والانقلاب الحوثي".
ونقلت الوكالة اليمنية، عن القيادات العسكرية والأمنية بمحافظة تعز، إشادتها بقرار القوات المشتركة المتعلق بفتح منفذ البرح بمحافظة تعز، من طرف واحد، معتبرة ذلك "اختبارًا جديدًا لإرادة المجتمع الدولي وقدرته على الضغط على المليشيات الحوثية وإجبارها على اتخاذ خطوة مقابلة وفتح الطرق الرئيسة في المحافظة".
وتعدّ زيارة طارق صالح، إلى محافظة تعز ولقاؤه بقيادات عسكرية وأمنية في المحافظة، بمشاركة قيادات عسكرية وأمنية مقرّبة من حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون) في تعز، هي الأولى من نوعها بعد قطيعة دامت لسنوات بين الطرفين.
وقال العميد طارق صالح، في تغريدة على تويتر: "صلينا عيد الأضحى في التربة قلب حجرية تعز. معركتنا تتطلب تقوية وحدة جبهاتنا فالحوثي ليس مجرد محارب عسكري، بل هو تحد ديني ووطني، يتهدد هويتنا ويمزق بلادنا اجتماعيا. تحتاج معركتنا للحجرية، التي كانت منطلق حركتنا الوطنية وخطابها المثقف ودورها التربوي، ويجب أن تستعيد دورها من جديد".
وعلق محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، في تغريدة عبر تويتر، على زيارة العميد طارق صالح، قال فيها: "هي الأولى ولن تكون الأخيرة، العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، يشارك أبناء تعز فرحتهم بعيد الاضحى المبارك ومؤكدا "أن القادم أفضل" #تعز_تفرح_بالعميد".
وعلى مدى السنوات الماضية، ظلت القوات العسكرية التابعة لمحور تعز العسكري، والموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، تعزز نفوذها العسكري والأمني في مدينة التربة، جنوبي محافظة تعز، قبل سيطرتها مؤخرًا على أجزاء واسعة من المناطق الجنوبية من المحافظة، كـ"الحجرية" و"هيجة العبد" عقب اغتيال العميد، عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، في 2019.
واعتبر ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد، طارق صالح، إلى تلك المناطق تأتي ضمن جهود تعزيز وحدة الصف المناهض لمليشيات الحوثيين.
وقالت الناشطة اليمنية، وداد البدوي، في تغريدة على تويتر: "عبده سالم الحاكم العسكري في تعز التابع لجماعة الإخوان المسلمين"حزب الإصلاح" يستقبل العميد طارق صالح. الله يسد ويصلح الله يرحم العميد ركن عدنان الحمادي".
ويقول رشاد الصوفي على تويتر، إن الزيارة "تعني لم الشمل وواحدية الهدف الصف والمعركة.. زيارته تعني الاتفاق وطي صفحة الخلافات وكانت الورقة التي لعب الحوثي عليها ومنها استمد بقاءه. زيارته ابهجت قلوب أبناء تعز وعززت ثقتهم بأن الحوثيين إلى زوال".
وقال رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" المحلية، المقرّبة من الإخوان المسلمين في اليمن، سيف الحاضري، في تغريدة على تويتر: "لا نجد مجالا في التعاطي مع زيارة العميد طارق ولقاءاته بقيادات تعز العسكرية والمدنية إلا بشكلها الايجابي العميد طارق اختلفنا معه أو اتفقنا بحكم منصبه يتحمل المسؤولية الأكبر في التهيئة لوحدة الصف لمواجهة مليشيات الاحتلال الإيراني نراهن على صدق النوايا.. والميدان مختبر الرجال!!".
ويعتقد الصحفي نادر الصوفي، في تغريدته، أن اللقاء يعدّ خطوة إيجابية متأخرة كثيرًا "لكنها مطلوبة لتسوية الخلافات وتوحيد الجهود والبوصلة لمواجهة مليشيات الحوثي".
