ماذا كسبت تركيا من موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو؟
ماذا كسبت تركيا من موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو؟ماذا كسبت تركيا من موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو؟

ماذا كسبت تركيا من موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو؟

قالت تقارير صحفية، نقلا عن محللين سياسيين، إن تركيا فاجأت المراقبين بموافقتها على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد معارضة شديدة، وإنها غيرت موقفها بعد حصولها على تنازلات من البلدين واحتمال حصولها على تنازلات أمريكية.

ورفضت السويد وفنلندا تاريخياً السعي للحصول على عضوية الناتو، جزئياً بسبب الرأي العام المختلط والحذر بشأن علاقتهما الأمنية مع روسيا.

لكن ذلك تغير بشكل كبير بعد أن شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا في شباط فبراير الماضي، ما دفع كلا البلدين إلى طلب الانضمام.

وأوضحت تقارير صحفية أن هذا يعني أن القادة السويديين والفنلنديين سيكونون قادرين على حضور قمة "الناتو" يومي الأربعاء والخميس كمدعوين، ما يعني أن بلدانهم تسير على طريق ثابت للحصول على العضوية الكاملة بشرط تصديق الدول الأعضاء وهي خطوة فنية.

وكانت تركيا قالت إنها ستمنع انضمام السويد وفنلندا ما لم تحصل على تأكيدات مرضية بأن دولتي الشمال الأوروبي مستعدتان لمعالجة ما تعتبره دعمًا للجماعات الكردية التي تصنفها على أنها منظمات إرهابية، لا سيما حزب العمال الكردستاني.

تسليم المجرمين

ووفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية، أوضح رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ، أن السويد وافقت على تكثيف عملها بشأن طلبات تسليم "المجرمين" للمسلحين المشتبه بهم.



وأشارت الشبكة إلى أن تركيا اتهمت ستوكهولم مرارا بإيواء من تصفهم بالمسلحين من حزب العمال الكردستاني المحظور.

وقالت "حصلت تركيا على تأكيدات من السويد وفنلندا بأن السلطات في هذين البلدين ستصعد حملاتها ضد المتشددين والمتطرفين بموجب تعديلات على القانونين"، مضيفة أن ستولتنبرغ أكد أيضًا أن الدولتين سترفعان قيودهما على بيع الأسلحة إلى تركيا.

ولفتت الشبكة إلى أنه نظرًا لأن حلف "الناتو" يعمل بالإجماع، فمن الممكن لدولة واحدة في التحالف العسكري المؤلف من 30 فردًا أن تمنع انضمام أي دولة، ما منح أنقرة نفوذاً عندما سعى البلدان للانضمام في وقت سابق من هذا العام.

وقالت تركيا إنها راضية عن النتيجة، وفقا لبيان أصدره مكتب الرئيس رجب طيب أردوغان الثلاثاء أكد فيه أن "تركيا حققت مكاسب كبيرة في الحرب ضد المنظمات الإرهابية"، مضيفًا أن "تركيا حصلت على ما تريد".

الأمن القومي

وتنص المذكرة التي وقع عليها الزعماء الثلاثة على أن فنلندا والسويد "ستقدمان دعمهما الكامل" لتركيا في مسائل الأمن القومي.

وقالت الدولتان إنهما أكدتا لتركيا أن حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة، وفي تنازل رئيسي، لن "تقدم الدعم" لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ومجموعات وحدات حماية الشعب التي كانت نشطة في محاربة تنظيم داعش في سوريا.



وفي تقرير نشرته اليوم الأربعاء قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن فنلندا والسويد أكدتا في الاتفاق أنه لا توجد عمليات حظر أسلحة وطنية تتعلق بالمبيعات إلى تركيا، فيما أعلنت الدول الثلاث جميعها أنها ستعمل معًا بشأن طلبات تسليم المجرمين.

أكراد السويد

وأوضحت الصحيفة أن السويد هي موطن لحوالي 100000 لاجئ كردي، مشيرة إلى أن أنقرة طالبتها بتسليم الأفراد الذين تقول إنهم مرتبطون بحزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب السورية.

ومن جانبها، قالت شبكة "الإذاعة الوطنية العامة" الأمريكية إن تركيا كانت دوما تتذمر من عدم قيام السويد وفنلندا بما يكفي لمحاربة الأشخاص الذين تعتبرهم إرهابيين، وإن انقرة "وجدت فرصة في طلب انضمامهما للناتو لتحقيق مكاسب".



وأضافت الشبكة: "يعتقد الكثير من المراقبين أن تركيا كانت تعارض انضمام السويد وفنلندا على أمل أن توافق الولايات المتحدة على بيعها طائرات مقاتلة، وهو ما أرادته تركيا لفترة طويلة.. والآن، تحدث الرئيس بايدن مع الرئيس التركي أردوغان، لكن كبار المسؤولين في الإدارة قالوا إن الولايات المتحدة لم تقدم عرضًا مباشرًا لتركيا... ومن المتوقع أن يلتقي بايدن مع أردوغان في القمة لبحث مثل هذه الأمور".

عناد أردوغان

من جانبه، قال معهد "بروكنغ" الأمريكي للأبحاث يوم الثلاثاء "يُعزى عناد أردوغان على نطاق واسع إلى الاعتبارات السياسية المحلية، بما في ذلك الحاجة الماسة إلى صرف الانتباه عن الحالة المزرية للاقتصاد التركي، فضلاً عن تعزيز معدلات استطلاعات الرأي المتدنية من خلال اللعب على المشاعر القومية والمناهضة للغرب".

وأضاف أنه "بقدر ما تكون هذه التفسيرات معقولة، فإن من ضمنها أيضًا انزعاج أردوغان من التوجه الغربي الطويل لإلقاء محاضرات على تركيا.. وها هو الآن يستغل قضية عضوية السويد وفنلندا لإضعاف هذا التوجه إن لم يكن كسره والقضاء على الضوابط المؤسسية المتبقية على حكمه الفردي الاستبدادي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com