عين روسيا على ليسيتشانسك الأوكرانية.. و"كابوس الغاز" يهدد أوروبا
عين روسيا على ليسيتشانسك الأوكرانية.. و"كابوس الغاز" يهدد أوروباعين روسيا على ليسيتشانسك الأوكرانية.. و"كابوس الغاز" يهدد أوروبا

عين روسيا على ليسيتشانسك الأوكرانية.. و"كابوس الغاز" يهدد أوروبا

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، في خضم المعارك المحتدمة في منطقة دونباس، والتي تشهد قصفا روسيا مكثفا، سعيا للاستيلاء عليها.

وتحدثت صحف عن معركة "طاحنة" تلوح في الأفق في مدينة ليسيتشانسك، حيث تسعى موسكو لإخضاعها لتضمن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك، فيما تسيطر القوات الروسية بشكل شبه كامل على مدينة سيفيردونتسك المجاورة.

وقالت صحف أخرى إن إطالة أمد الحرب ستصب في مصلحة روسيا، التي تتفوق عسكريا واقتصاديا، وتضعف موقف أوكرانيا بشأن أي مفاوضات مستقبلية، مشيرة إلى أن "الرئيس الروسي يجر الصراع إلى حرب استنزاف واسعة".

وفي أوروبا، سلطت الصحف الضوء على أزمة تلوح في الأفق هذا الشتاء هناك، إذا أقدمت روسيا على خطوة قطع إمدادات الغاز، التي بدأت فيها بالفعل مع بعض البلدان ردا على العقوبات.

ليسيتشانسك.. المعركة "الطاحنة" المقبلة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "معركة جديدة في شرق أوكرانيا تلوح في الأفق في ليسيتشانسك، في وقت تقع توأمها سيفيرودونتسك بالكامل تقريبًا في أيدي روسيا".

وقالت الصحيفة إن "ليسيتشانسك هي هدف موسكو التالي للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية بالكامل، حيث قال عمدة سيفيرودونتسك إن ما يصل إلى 8 آلاف شخص لا يزالون محاصرين في مدينته، بينما تم نقل آخرين إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين في ليسيتشانسك، قولهم إنهم "يستعدون لإغلاق المدينة باستثناء مهمات الإنقاذ العسكرية والإنسانية"، مشيرين إلى أن "الجنود يقومون بحفر الخنادق حول التقاطعات الرئيسية، ونقل الدبابات إلى مواقعها وتمويهها بفروع الأشجار، وسد الشوارع المليئة بالركام بالسيارات المحطمة وجذوع الأشجار".

ونقلت "واشنطن بوست" عن حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي غايداي، قوله إن "أوكرانيا فقدت السيطرة على 3 قرى قريبة إلى الجنوب، فيما شددت روسيا الخناق حول ليسيتشانسك، وإن جيش بلاده لن يستطيع هزيمة الروس هناك".

وفي مقابلة ميدانية مع الصحيفة الأمريكية، قال الملازم أندريه بيلوس، بعد تعرض كتيبته لخسائر فادحة: "لا يمكن للأشخاص الذين يحملون أسلحة صغيرة أن يصمدوا أمام هذا القدر من المدفعية.. نحن بحاجة لأسلحة عالية الدقة، ومدفعية عالية الدقة، ودفاعات جوية متطورة لتكون لدينا فرصة للفوز في هذه الحرب".

ووصفت الصحيفة في تقريرها ليسيتشانسك بـ"مدينة الأشباح" التي يتم فيها تخزين النفايات وبقايا حطام المركبات والأسلحة جراء معركة شقيقتها سيفيرودونتسك، وهي علامة تنذر بـ"السوء" على هجوم المدفعية الروسي في المستقبل.

وتحت عنوان "مكاسب روسيا في الشرق"، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "احتمال استيلاء روسيا على المدينتين المحاصرتين، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، ترك القادة الأوكرانيين أمام خيارين صعبين للغاية؛ إما البقاء والقتال والمخاطرة بخطوط الإمداد المقطوعة وتطويق الآلاف من المدافعين، أو الانسحاب والتنازل عن آخر معاقلهم في لوغانسك".

وذكرت الصحيفة: "لأسابيع، كان الروس قانعين بالرد وإطلاق نيران المدفعية والصواريخ على القوات الأوكرانية قبل محاولة التقدم بالدبابات والقوات.. وبلغت هذه الاستراتيجية ذروتها في اختراق واضح الأربعاء، حيث استولى الروس على 3 قرى استراتيجية".

وأشارت إلى أنه "في حين أن القرى صغيرة، فإن انهيارها في غضون أيام من بعضها البعض يرقى إلى انتهاك كبير في دفاعات أوكرانيا، ما دفع القوات الروسية إلى عتبة ليسيتشانسك، وتهديد طرق الإمداد المتضائلة إلى المدينة".

وأضافت: "ومع ذلك، أشار محللون عسكريون إلى أنه "من السابق لأوانه القول إن روسيا على أعتاب منعطف حاسم في غزوها المستمر منذ 4 أشهر، حيث لا تمتلك القوات اللازمة لاستغلال هذا الهجوم، وستجد نفسها في معركة طاحنة ضد مجموعة أخرى من الخطوط الدفاعية الأوكرانية".

في المقابل، اعتبر "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، في تقرير نقلته الصحيفة الأمريكية، أن "التقدم الروسي يعد بمثابة نكسة واضحة للدفاعات الأوكرانية في المنطقة، وينذر بانهيار أوسع للقوات الأوكرانية".

ونقلت الصحيفة عن المعهد قوله إن "الاستيلاء على ليسيتشانسك، سيتطلب على الأرجح المزيد من المعارك المطولة مع القوات الأوكرانية في قتال شوارع متلاحم، على غرار القتال الشرس في مدن أخرى، مثل سيفيرودونتسك ومدينة ماريوبول الجنوبية".

الغاز.. و"كابوس" الشتاء في أوروبا

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "الدول الأوروبية تتسابق مع الزمن للاستعداد لخطر وشيك مؤرق، حيث يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعملاق الطاقة الروسي المملوك للدولة (غازبروم) يقلبان الطاولة على القارة من خلال الحد من إمدادات الغاز".

يأتي ذلك، فيما حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية من أن "أوروبا قد تواجه كابوسا مؤرقا إذا لم تستعد فوريا لاحتمال قيام روسيا بإيقاف جميع صادرات الغاز إلى المنطقة هذا الشتاء".

وأشارت الصحيفة إلى أن "روسيا بدأت بالفعل في قطع الإمدادات عن الدول، في خطوة واضحة لعرقلة جهودها لملء المخزون اللازم من الغاز قبل الشتاء المقبل، حيث قطعت غازبروم، مثلا، الإمدادات التي تمر عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي الرئيسي في أوروبا، "نورد ستريم 1"، بنسبة 60%".

وأوضحت الصحيفة أن "الخطوة أدت إلى خفض الإمدادات في إيطاليا والنمسا والتشيك وسلوفاكيا، وتم إغلاق الغاز عن سلسلة من الدول الأخرى، بما في ذلك بولندا وبلغاريا وفرنسا وهولندا، كما أدى انفجار في منشأة ضخمة للغاز الطبيعي المسال في فريبورت، التي كانت تشحن الغاز إلى أوروبا، إلى تقليص الإمدادات".

وتحت عنوان "هل تستطيع أوروبا استبدال الغاز الروسي؟"، رأت الصحيفة البريطانية أنه "لا يوجد أي فرصة لمثل هذه الخطوة، لأن القيود المفروضة على تخزين الغاز أو تكثيف واردات الغاز الطبيعي المسال في بعض البلدان، بما في ذلك ألمانيا، تجعل استبدال الغاز الروسي بالكامل شبه مستحيل على المدى القصير".

واعتبرت الصحيفة أنه "دون الغاز الروسي، سيكون من الصعب تحقيق أي خطط لأوروبا لملء مخزوناتها اللازمة من الغاز - على أقل تقدير في هذا الشتاء"، وأن "الطريقة الوحيدة للاقتراب من الهدف هي دفع أسعار مرتفعة للغاية عن طريق استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة".

وقالت الصحيفة إنه "في حال فشلت الدول الأوروبية في استبدال الغاز الروسي، ستكون النتيجة الأكثر ترجيحًا أن الشركات ستقلص من استخدام الطاقة، إلا أن الخطوة ستضر بشكل كبير بعض الدول التي تعتمد اعتماداً كبيراً على موسكو".

وأضافت الصحيفة أنه "في ألمانيا، التي تحصل على 35% من وارداتها من الغاز من روسيا، ستواجه الصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة مثل صناعة الصلب ضغوطًا وقيودًا على الإنتاج".

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: "إما أن تفرض الحكومات قيودًا على استخدام الطاقة، أو ستصبح الأسعار مرتفعة جدًا بحيث يصبح استخدامها غير اقتصادي".

إطالة أمد الحرب تضر بأوكرانيا

رأت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن "إطالة أمد الحرب في أوكرانيا قد تجعل الأخيرة في موقف صعب للغاية، بينما تمنح الزعيم الروسي اليد العليا في أي مفاوضات مستقبلية، في وقت لم يعط فيه الأخير أي مؤشر على أنه سيخفف قريبًا هجماته".

وتوقع العديد من المحللين في البداية أن تحقق روسيا النصر بسرعة عندما بدأت هجماتها على أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير، لكن ثبت أن هذه التوقعات غير دقيقة، حيث واجهت قوات بوتين شهورا من النكسات قبل أن تكسب قوتها في الآونة الأخيرة من خلال إعطاء الأولوية للمناطق في شرق أوكرانيا.

وقالت المجلة: "رغم الصعوبات التي تواجهها قواته الآن، يمكن لبوتين أن تكون له اليد العليا في حرب استنزاف، حيث يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة بالإضافة إلى عدد أكبر من القوات، ويتمتع أيضا بالموارد المالية لمواصلة تمويل حربه - حتى مع فرض العقوبات - بفضل أرباح النفط والغاز".

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة نورث وسترن، ويليام رينو، للمجلة، إن "الوضع في أوكرانيا صعب للغاية، حيث قالت أوكرانيا، على لسان رئيسها، إنها لا تستطيع كسب الحرب في ظل الظروف الحالية، بينما بدا أن روسيا خصم لا يمكن هزيمته، خاصة بعدما غيرت استراتيجيتها في الفترة الأخيرة".

وتكهن ديمتري ألبيروفيتش، وهو محلل أمريكي آخر، بأن بوتين ربما يمدد الحرب حتى الشتاء ليمنح نفسه الوقت لتعبئة القوات سراً في "المناطق المحتلة" بأوكرانيا، مشيرا إلى أنه "ربما يجر الحرب أيضا إلى الخارج لينقل لأوروبا الآثار الضارة لتقييد الوصول إلى الغاز الروسي، بالإضافة إلى أزمة الغذاء التي بدأت بالفعل في بعض البلدان".

وقالت "نيوزويك" إنه "كانت هناك مؤشرات على أن بوتين مستعد بالفعل لتمديد حملته حتى تشرين الأول/أكتوبر على الأقل، حيث أفاد تقييم أجراه معهد دراسة الحرب الأمريكي هذا الشهر بأن المخابرات الأوكرانية زعمت أنها تلقت معلومات تفيد بأن القوات الروسية واصلت تخطيطها للحرب خلال الـ120 يومًا القادمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com