ماذا بعد اتفاق بينيت - لابيد على حل الكنيست الإسرائيلي؟

كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الإثنين، النقاب عن السبب المباشر وراء الإعلان الدراماتيكي عن اتفاق زعيم "يمينا" نفتالي بينيت، وشريكه زعيم "هناك مستقبل" يائير لابيد، على حل الكنيست طواعية، والذهاب نحو انتخابات مبكرة.

وذكر موقع "كيباه" أن الأيام الأخيرة شهدت محاولات قام بها بينيت من أجل المصادقة على تمديد سريان القوانين الإسرائيلية بالضفة الغربية، إلا أنه لم يفلح في ذلك.

وعقب الفشل، اتصل بينيت بالمستشارة القضائية للحكومة، غالي باهاراف ميارا، واستفسر منها عن وجود طريق آخر غير التصويت أمام الكنيست لتمديد سريان القوانين في الضفة، وتلقى ردا سلبيا، ومن ثم اتخذ قراره بحل الحكومة.

وأصبحت ولاية بينيت كرئيس للوزراء هي الأقصر في تاريخ إسرائيل، إذ لم تستمر أكثر من عام واحد.

ما نتائج القرار؟

سيتسبب قرار حل الكنيست في إنقاذ الوضع فيما يتعلق باستمرار تطبيق القوانين الإسرائيلية بالضفة. ويقول الموقع إن قرار بينيت جاء لأنه "يعني بقاء العمل بالقوانين الإسرائيلية بشكل آلي، لحين تشكيل حكومة جديدة".

ويقضي القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، ورئيس الوزراء البديل لابيد، بتقديم مشروع قانون حل الكنيست طواعية إلى الكنيست للموافقة عليه، الأسبوع المقبل.

وتفوّت هذه الخطوة من جانب آخر على حزب "الليكود" وزعيمه بنيامين نتنياهو أية فرصة من أجل تشكيل حكومة بديلة خلال الكنيست الحالي، وتقطع الطريق أمام هذه المحاولات، إلا أنها لا تعني عدم وجود فرصة لنتنياهو خلال الانتخابات المبكرة المقبلة.

من المسؤول عن إسقاط الحكومة؟

ولم يأت سقوط حكومة بينيت – لابيد بشكل مفاجئ؛ فبعد عام من ولايته كان من الواضح أن أيام هذه الحكومة معدودة.

وشهدت الأسابيع الأخيرة الكثير من المؤشرات التي تدل على بدء نواب ووزراء وشخصيات سياسية مؤثرة في خطوات تخص مستقبلها السياسي، لقناعتها بأن السقوط أصبح وشيكا.

ويحمل انتقال منصب رئيس الوزراء إلى لابيد دلالة مهمة، إذ نصت الاتفاقات الائتلافية الموقعة بينه وبين بينيت على ضرورة تحديد مسؤولية الحزب الذي تسبب في إسقاط الحكومة، إذ إن تحديد هذه المسؤولية هو الذي حدد تولي لابيد هذا المنصب.

ويعني القرار الاعتراف من قبل بينيت بأنه من تسبب بإسقاط الحكومة، وبموجب الاتفاقات الائتلافية يتولى لابيد رئاسة الحكومة الانتقالية طالما من تسبب في سقوط الحكومة "يمينا".

متى تجري الانتخابات؟

بعد أن يتم إعلان حل الكنيست الـ 24 الأسبوع المقبل، ستأتي الخطوة التالية، وهي موعد انتخابات الكنيست الـ 25، والتي أكدت مصادر إعلامية أنها ستكون يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، على أن يتم تقديم القوائم الانتخابية النهائية للجنة الانتخابات المركزية في موعد أقصاه 8 أيلول/ سبتمبر المقبل، وفق موقع "كيباه".

ماذا سيفعل بينيت؟

من المفترض أن يكون لابيد هو رئيس الوزراء الذي سيستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل، حال أجريت الزيارة، على أن يصبح بينيت رئيس الوزراء البديل، والمسؤول عن ملف إيران، وفق موقع "كول هازمان".

ووفق موقع "سروغيم"، ينص الاتفاق الائتلافي على أنه حين يصبح لابيد رئيسا للوزراء، يتولى بينيت أيضا حقيبة الداخلية، أي تلك التي تتولاها ايليت شاكيد، لكن الموقع أكد أنه طالما لا يمتلك الائتلاف أغلبية، فإن تعيين بينيت كوزير داخلية أمر مستحيل.

ويتولى بينيت لحظة إعلانه الدراماتيكي منصب وزير شؤون الأديان، منذ استقالة الوزير ماتان كاهانا، كما يتولى وزارة شؤون الاستيطان، تلك الوزارة التي تأسست منذ عام 2020.

ومن ثم سيصبح بينيت رئيس الوزراء البديل، ويحتفظ بحقيبتين وزاريتين، فضلا عن ملف إيران كما تقول وسائل الإعلام العبرية.

كيف استقبلت شاكيد الخبر؟

تؤكد وسائل إعلام عبرية أن وزيرة الداخلية ايليت شاكيد، التي تتواجد في المغرب حاليا، لم يكن لديها علم بنوايا بينيت، ولم يصلها الخبر سوى قبل دقائق من إذاعته.

وتكمن أهمية شاكيد في هذا المشهد في حقيقة أنها كانت طوال سنوات مضت شريكة مقربة من بينيت، وشكلا معًا عام 2018 حزب "اليمين الجديد" عقب انشقاقهما عن حزب "البيت اليهودي"، وخاضا معًا مسيرة مهمة أدت في النهاية إلى وضعهما على رأس السلطة في إسرائيل، ولو لفترة قصيرة، كتبت على الأقل نهاية لحكم "الليكود" الذي استمر فوق 10 سنوات متصلة.

وحسب "سروغيم"، اتصل بينيت بشاكيد قبل دقائق من إعلان القرار، وأبلغها به، بينما تتواجد في الرباط، من دون أن يسمح لها بالاستفسار عن أي سؤال أو أن يفسر لها الملابسات.

وتقول الصحفية ميخال شيميش، من هيئة البث الإسرائيلي، إن مقربين من شاكيد يؤكدون لها أن بينيت "حاول تصفيتها سياسيا، وأن ما حدث بمثابة الخيانة التي لم تعرفها السياسة الإسرائيلية من قبل".