مسؤول أمريكي سابق: إسرائيل كانت مستعدة للانسحاب من الجولان لأجل السلام
مسؤول أمريكي سابق: إسرائيل كانت مستعدة للانسحاب من الجولان لأجل السلاممسؤول أمريكي سابق: إسرائيل كانت مستعدة للانسحاب من الجولان لأجل السلام

مسؤول أمريكي سابق: إسرائيل كانت مستعدة للانسحاب من الجولان لأجل السلام

كشف كتاب أصدره مؤخرا المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط فريدريك هوف، أن إسرائيل ربما كانت على استعداد للتخلي عن جزء من مرتفعات الجولان السورية مقابل السلام، لكنها رفضت الالتزام بهذا الانسحاب.

وأشار هوف في كتاب "الوصول إلى المرتفعات: القصة الداخلية لمحاولة سرية للتوصل إلى سلام سوري إسرائيلي" الذي نشرت جزءا منه مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الأحد، إلى أنه عندما زار إسرائيل في حزيران/ يونيو 2009، وجد أن تل أبيب مستعدة لتقديم تنازلات صغيرة، لكنها كانت "مترددة للغاية" في تصور عودة كاملة للمرتفعات.

وكشف هوف في كتابه أنه سعى لتأمين ما اسماه بـ "وديعة" إسرائيلية تشمل التزاما علنيا وصريحا بالانسحاب التدريجي من مرتفعات الجولان، إذا تمت تلبية احتياجاتها الأمنية من قبل سوريا، مشيرا أن المفاوضين الإسرائيليين طرحوا مثل هذا الالتزام في السابق خلال التسعينيات، ولكن دون جدوى.



التزام بعيد المنال

ولفت هوف إلى أنه في عام 2009، مع تولي باراك أوباما الرئاسة، حاولت الولايات المتحدة مرة أخرى السير بهذا الأمر، وأن المفاوضين السوريين، بمن فيهم وزير الخارجية آنذاك وليد المعلم، كانوا متقبلين للمفاوضات إذا كان من الممكن تأمين تلك "الوديعة"، لكن الالتزام الإسرائيلي ظل بعيد المنال.

وقال هوف: "عندما زرت إسرائيل حاولت شرح المفهوم لمشرع الليكود آنذاك بيني بيغن.. قلت له: تخيل يا بيني أنك تاجر سيارات جديد، لكن وكالتك فريدة من نوعها، لديك مجموعة متنوعة من الماركات والموديلات، بعضها رخيص الثمن وبعضها باهظ الثمن.. هنا يأتي الزبون، دعنا نسميه سوريا، يضع هذا الزبون عينه على أغلى سيارة في صالة العرض الخاصة بك، سيارة لكزس مطلية بالذهب، يسحبك الزبون جانبا ويقول: دعنا نناقش سعر سيارة لكزس هذه.. لا تحاول تشتيت انتباهي بسيارة فيات أو شيفروليه.. قد لا أتمكن من تلبية سعرك، ولكن كل ما أريد مناقشته هو لكزس وسعرها لا شيء آخر".

وتابع هوف: " قلت لبين: هذا هو الإيداع... إنه ببساطة موافقتك على التفاوض على سعر لكزس.. لم تقدم أي التزام مسبق لمنح العميل حق ملكية السيارة وقد لا توافق أبدا على السعر... فكر بيغن في الأمر قليلا ثم ابتسم وقال: "هوف... هذا أوضح تفسير للإيداع سمعته على الإطلاق، فهمت تماما، لكن هناك مشكلة واحدة فقط سيارة لكزس ليست للبيع".

تحقيق السلام

ورأى هوف في كتابه أن الأمر يستحق المتابعة لتحقيق السلام، وأنه إذا تم تنفيذ الاتفاق المقترح، الذي وافق عليه الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية المطاف، بالكامل، فستقطع سوريا علاقاتها الجيوسياسية مع إيران تماما.

واعتبر هوف أن لبنان، الذي استمرت دمشق في ممارسة نفوذ كبير عليه حتى بعد انسحاب القوات السورية في العام 2006، سوف يحذو حذوها بسرعة ويصنع السلام، وتحاط إسرائيل من جميع الأطراف بدول صديقة لأول مرة في تاريخها، فيما كان يمكن أن "ينقطع حزب الله عن راعيه في طهران ويذبل".

وأوضح هوف في كتابه أنه مع كل القضايا الشائكة استطاع تحقيق تقدم مفاجئ، وأنه بحلول أوائل العام 2011، تم وضع مسودة اتفاق مؤقتة وتم تقديمها إلى الأسد، مضيفا: "رد الأسد بقوله: سيد هوف.. من فضلك أخبر الرئيس أوباما أنني موافق على كل شيء".

الربيع العربي

وأضاف هوف: "ثم كل شيء انهار... بعد ثلاثة أسابيع من اللقاء بالأسد، مع انتشار الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة وسقوط الطغاة المتعاقبين في الاحتجاجات الجماهيرية، ألقت السلطات السورية القبض على مجموعة من الأولاد في مدينة درعا الجنوبية يكتبون شعارات مناهضة للأسد على أحد الجدران.. والباقي معروف".

وأشار هوف إلى أنه في بداية الحملة ضد الاحتجاجات حث هوف واشنطن على مقابلة الأسد، والتأكيد على أن أفعاله تهدد احتمال التوصل إلى اتفاق.

ولفت هوف إلى أنه عندما فشل ذلك، حث السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد على إرسال مذكرة للأسد تحدد مخاوف واشنطن، إلا أن واشنطن اختارت عزل الأسد بدلا من التعامل معه، وأنه بحلول آب/ أغسطس، طالب أوباما علنا الرئيس السوري بالتنحي.

وكتب هوف: "حوالي 500 ألف حالة وفاة وستة ملايين لاجئ لاحقا.. لن نعرف أبدا ما إذا كان تقديم الخيار للأسد قد ينقذ سوريا من الدمار ويجنب الولايات المتحدة كل الانتكاسات والإهانات المتعلقة بسوريا حتى الآن".

وتابع هوف: "لن نعرف على وجه اليقين ما الذي قد يحدث لو سارت الأحداث بشكل مختلف.. ومع ذلك، لا جدال في أن الفرصة ضاعت، وفي عام 2022، لا تزال سوريا منبوذة عالميا؛ ما يجعل أي اتفاق مع نظام الأسد ساما سياسيا في واشنطن أو تل أبيب، إسرائيل أيضا تغيرت في مواقفها؛ إذ إنه في العام 2016، أعلن نتنياهو أن إسرائيل لن تتخلى عن مرتفعات الجولان أبدا، وفي العام 2019، اعترف الرئيس دونالد ترامب بسيادة إسرائيل عليها، وهو اعتراف حافظت عليه إدارة الرئيس جو بايدن بهدوء، وبعد فوات الأوان، يبدو أن تلك المفاوضات كانت آخر فرصة واقعية لتحقيق سلام سوري- إسرائيلي دائم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com