محللون: اشتباكات طرابلس تعكس الاستقطاب السياسي الحاد في ليبيا
محللون: اشتباكات طرابلس تعكس الاستقطاب السياسي الحاد في ليبيامحللون: اشتباكات طرابلس تعكس الاستقطاب السياسي الحاد في ليبيا

محللون: اشتباكات طرابلس تعكس الاستقطاب السياسي الحاد في ليبيا

حذر سياسيون ومحللون من أن الصراع المحتدم على السلطة في ليبيا يهدد باشتعال حرب نفوذ بين الميليشيات المسلحة، لا سيما بعد الاشتباكات التي عاشتها العاصمة طرابلس ليل الجمعة.

واستفاقت العاصمة الليبية طرابلس وسكانها، اليوم السبت، على وقع الصدمة والاستياء بعد اشتباكات عنيفة بالقرب من سوق الثلاثاء الذي يضم حديقة عامة كبيرة، فيما بدا أنه فصل جديد من فصول التنازع بين الميليشيات المتمركزة غرب البلاد حول النفوذ.

ودارت الاشتباكات الطاحنة بين كتيبة النواصي الداعمة لرئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن البرلمان فتحي باشاغا، وجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وخلفت قتيلا وخسائر مادية كبيرة.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول) عن “قلقها العميق” من معارك "بأسلحة ثقيلة" أدت إلى “تعريض حياة مدنيين للخطر”.

من جهتها، كتبت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الأمريكية ستيفاني ويليامز، في تغريدة على تويتر، “كفى، أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين”.

وأكد سياسيون أن ما حدث يشكل فصلا جديدا من الصراع على النفوذ بين الميليشيات.

وقال فتح الله السعداوي رئيس حزب المؤتمر الوطني الحر في ليبيا إن "الفترة القادمة ستشهد اشتباكات وتصعيدا كبيرا؛ لأن هناك إعادة تموضع للميليشيات مقابل تراجع بعضها".

وأضاف السعداوي، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "هذه الميليشيات تمثل أطرافا سياسية، ولاحظنا أن ما يسمى بالنواصي وقفوا مع باشاغا وخسر رهان دخول العاصمة".

وحول ما إذا كانت لهذه الاشتباكات علاقة باستئناف محادثات اللجنة الدستورية المرتقبة في القاهرة الأحد، قال السعداوي: "لا يمكن ربط الاشتباكات بجولة جديدة من محادثات اللجنة الدستورية، فهي مسألة صراع على النفوذ، لو صار العكس وانتصر باشاغا واستمر سيكون على حساب نفوذ ميليشيات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وبالتالي المسألة لا علاقة لها بذلك، هي فقط مسألة صراع على النفوذ".

من جانبه، قال رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان إن "الاشتباكات في طرابلس لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة"، معتبرا أنها صراعات من أجل السيطرة وتوسيع نفوذ كل ميليشيا على حساب الميليشيات الأخرى".

واتهم الترجمان، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، البعثة الأممية بمحاولة إيجاد تبرير لما يحدث، قائلا إن "البعثة طالبت الجميع بالمحافظة على أرواح المدنيين، وأشارت بشكل خفي لتورط أسامة الجويلي في هذه الاشتباكات، في حين أنه بعيد عن هذه الاشتباكات تماما، في محاولة للإيعاز بأن المسألة لها علاقة بباشاغا بشكل أو بآخر رغم تعهد الرجل بعدم دخول العاصمة طرابلس إلا بشكل سلمي".

وأكد الترجمان أن "هذه الاشتباكات التي روعت الأهالي تؤكد مرة أخرى ضرورة إنهاء الميليشيات وإعادة الأوضاع الأمنية، وجعل الأجهزة الأمنية والشرطية تأخذ دورها الحقيقي في ظل قيادة موحدة".

وأضاف أن أسوأ ما ظهر من الفيديوهات حول الاشتباكات هو الفيديو الذي أرسله الدبيبة وهو جالس في صالونه ويتحدث مع آمر قوة 444 ويطلب منه السيطرة على الوضع، وهذا منتهى الاستفزاز، متسائلا بالقول: "هل هذا إنسان جدير بالبقاء على كرسي الوزارة وأن يقود وزارة الدفاع؟".

وأثار الفيديو الذي ظهر فيه الدبيبة في وقت متأخر من ليل الجمعة جدلا في ليبيا، وانتقادات من طرف نشطاء سياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي على هذه الاشتباكات بالقول إنها تظهر حالة الاستقطاب السياسي الحادة في ليبيا.

وقال هريدي، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، إن التداخل بين الأوضاع المحلية والتدخلات الخارجية هو المسيطر على سير الأحداث في ليبيا".

واعتبر أن "صانعي القرار في ليبيا، شرقا وغربا، يريدون الحفاظ على مناصبهم وعلى نفوذهم، فهم يدركون أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تحت إشراف عربي وأفريقي ودولي سيؤدي إلى ظهور قيادات ليبية جديدة تعكس الإرادة الحرة للشعب الليبي، وبصفة خاصة الشباب منه".

ورأى الدبلوماسي المصري السابق أن "استمرار الميليشيات المسلحة، لا سيما في ظل تدفق السلاح عليها من أطراف خارجية، يساعد على استمرار الصراع على السلطة في ليبيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com