تقرير: على الغرب العمل لإنهاء "هيمنة" روسيا على الطاقة النووية
تقرير: على الغرب العمل لإنهاء "هيمنة" روسيا على الطاقة النوويةتقرير: على الغرب العمل لإنهاء "هيمنة" روسيا على الطاقة النووية

تقرير: على الغرب العمل لإنهاء "هيمنة" روسيا على الطاقة النووية

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن روسيا أصبحت على مدى العقدين الماضيين المورد الأول في العالم للتكنولوجيا النووية، داعية الدول الغربية للعمل معًا لإنهاء هذه الهيمنة بسبب أخطار الحرب في أوكرانيا.

ولفتت المجلة إلى أن روسيا تتمتع بخبرة عميقة في بناء وصيانة المحطات النووية، وهي تقدم "متجرًا شاملًا" للعناصر اللازمة لإنشائها، بما فيها المفاعلات والوقود والتمويل، وحتى تدريب العمال والفنيين.

وأضافت أنه منذ العام 2000، وقعت روسيا اتفاقيات تعاون نووي ثنائية مع 47 دولة، ولديها محطات طاقة كبيرة قيد الإنشاء في بنغلاديش وبيلاروسيا وتركيا، وتشارك في مشاريع نووية عبر أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.

كما أن لديها مشاريع نووية كبيرة في أوروبا الشرقية، وعلى مدى عقود، كانت أوكرانيا أحد العملاء النوويين الرئيسيين لروسيا، وفقًا للمجلة، التي أوضحت أنه قبل الغزو الأول العام 2014 حصلت أوكرانيا على 95% من وقودها النووي من روسيا.

تنويع واردات اليورانيوم

وأشارت المجلة إلى أنه بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت التمرد في منطقة دونباس، سارعت أوكرانيا في خططها لتنويع وارداتها من اليورانيوم.

كما بدأت العديد من الدول الأوروبية الأخرى في التعبير عن مخاوفها بشأن الاعتماد على التكنولوجيا النووية الروسية، وهي مخاوف تعززت إثر الغزو الثاني في شباط (فبراير) الماضي، بحسب المجلة، التي لفتت إلى أنه في ذلك الحين، تحرك الغرب بسرعة لمحاولة "فطم" نفسه عن موارد الطاقة الروسية، بما في ذلك الطاقة النووية.

وذكرت المجلة، أنه على سبيل المثال، أعلن كونسورتيوم فنلندي في أوائل الشهر الماضي، أنه سيلغي عقد مفاعل روسي بقدرة 1200 ميغاواط.

وقالت المحلة: "لكن الصناعات النووية المحلية في الغرب توقفت في السنوات الأخيرة، ولذا في الوقت الحالي، تكافح الشركات النووية الأمريكية والأوروبية لإيجاد بدائل مناسبة للبائعين الروس والصينيين المملوكين للدولة".

سياسة صناعية

وأضافت "فورين أفيرز" أنه "للحاق بالركب، يجب على حكومات الدول الغربية صياغة سياسة صناعية تعتمد على الاستثمار في قدرات التصنيع المحلية في سلسلة التوريد النووية.. وسيتعين عليها أن تثبت بنجاح التقنيات النووية الجديدة التي يمكنها بعد ذلك تسويقها عالميًا".

ورأت المجلة أن هذا يعني أنه يجب على الدول الغربية زيادة التمويل لمشاريع التصدير النووي من خلال بنوك التصدير والاستيراد الخاصة بها وتمويل التنمية، وأيضًا عن طريق دفع بنوك الاستثمار والتنمية الكبيرة لتغيير سياساتها بشأن دعم الطاقة النووية.

واعتبرت "فورين أفيرز" في تقريرها أن القيام بذلك لن يكون سهلًا، ولن يكون غير مكلف، واستطردت بالقول: "لكن الغرب سيستفيد من قطاعه النووي الديناميكي والمبتكر.. وعلى الرغم من أن المشاريع النووية التقليدية واسعة النطاق تكافح محليًا في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن مجموعة جديدة من التقنيات النووية يمكن أن تبدأ في تحويل السوق لصالحها".

مفاعلات متطورة

ولفتت المجلة أن لدى الولايات المتحدة أكثر من 60 شركة تعمل على تقنيات المفاعلات المتطورة، بما فيها شركة "NuScale Power" التي تقوم بتسويق مفاعلات معيارية صغيرة، وتوصلت إلى اتفاقيات لنشرها في بولندا ورومانيا.

وأوضحت أن شركة "Rolls Royce" البريطانية تعمل أيضًا على تطوير تقنية المفاعل المعياري الصغيرة الخاصة بها، ووقعت مذكرة تفاهم مع شركة "Exelon" الأمريكية ومؤسسات في جمهورية التشيك.

كما قامت "Westinghouse"، وهي شركة طاقة نووية أمريكية ساعدت أوكرانيا على تقليل اعتمادها بشكل كبير على موسكو، أخيرًا بتوسيع تعاونها مع جمهورية التشيك (وسلوفينيا) لاستكشاف توسيع مفاعلاتها الكبيرة، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في نيسان (أبريل) الماضي، أنها ستساعد لاتفيا في استكشاف جدوى الطاقة النووية.

وقالت "فورين أفيرز" إن "هذه الأشكال من التعاون والتنسيق عبر الدول المتحالفة هي بالضبط ما يحتاجه العالم لإنشاء سلاسل إمداد للطاقة آمنة وأخلاقية ومستدامة والتي ستساعد الغرب على حل مشكلة هيمنة روسيا على قطاع الطاقة النووية، وبناء المرونة ضد نزوات الأنظمة الاستبدادية، وتجنب نقص الإمداد وصدمات الأسعار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com