محللون: الأحزاب الجزائرية مهددة بالخروج من المشهد ولا خيار إلا التجديد
محللون: الأحزاب الجزائرية مهددة بالخروج من المشهد ولا خيار إلا التجديدمحللون: الأحزاب الجزائرية مهددة بالخروج من المشهد ولا خيار إلا التجديد

محللون: الأحزاب الجزائرية مهددة بالخروج من المشهد ولا خيار إلا التجديد

تعيش أحزاب سياسية في الجزائر مرحلة جديدة مع عقد مؤتمراتها لتجديد القيادة وإجراء المراجعات الضرورية تماشيا مع هذه المرحلة، وكسرا لحالة الجمود التي طبعت الساحة السياسية الجزائرية وفقا لمحللين.

وبحسب متابعين للشأن السياسي في الجزائر، فإن الأحزاب الجزائرية باتت ترى نفسها مهددة بالخروج من اللعبة السياسية بعد أن لفظها الشارع وتراجع دورها، ما بات يثير مخاوف من نهايتها، على غرار ما حدث في دول أخرى.

وعقد حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، أمس السبت، مؤتمره العام السادس، حيث انتخب أمينه المكلف بالإعلام السابق عثمان معزوز رئيسا له.

وشهد مؤتمر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي تأسس العام 1989، منافسة شرسة بين القياديين مراد بياتور ومعزوز، وانتهت بانتخاب الأخير رئيسا للحزب والذي أكد أنه سيواصل مقاومة خيارات السلطة الجزائرية، وفق تعبيره.

وتستعد أحزاب سياسية أخرى لعقد مؤتمراتها مثل حزب جبهة القوى الاشتراكية وهو من الأحزاب المعارضة أيضا.

مراجعة

وأكد المتحدث باسم حزب جبهة القوى الاشتراكية، وليد زنابي، أن حزبه سيعقد مؤتمره العادي قريبا، وقال زنابي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، إن "الاستعدادات ستتضاعف من أجل اللحاق في أفضل الظروف بهذا الموعد، حيث نتطلع ونطمح لعقد مؤتمر ناجح من الناحية السياسية والتنظيمية".

وأضاف زنابي أن "كل الأحزاب في الجزائر معنية بالتجديد، فهي ضرورة تنظيمية تمليها التشريعات، وكذلك سياسية تفرضها حتمية التداول على المناصب لخلق الديناميكيات الحزبية، ولحشد الطاقات اللازمة لتسيير الحزب، ومن الناحية السياسية يجب دوما التلاؤم والتكيف مع السياقات والظروف المستجدة على كل الأصعدة"، وفق تعبيره.

وأكّد زنابي أن "الأحزاب مدعوة إلى إجراء تقييم شجاع على مساراتها وهي أمام تحدي إعادة الاعتبار للفعل السياسي، والقيام بدورها في تعبئة وتنظيم المجتمع والمساهمة في الحوار الوطني الشامل لمواجهة كل التحديات والرهانات".

وسيكون حزب جبهة القوى الاشتراكية رابع حزب سياسي يعقد مؤتمره العام الجاري، بعد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحزب العمال الذي أعاد انتخاب لويزة حنون أمينة عامة، وبعد الاتحاد من أجل التغيير الذي أعاد هو الآخر انتخاب زبيدة عسول رئيسة له، وهي كلها أحزاب معارضة وتتبنى مواقف راديكالية من السلطة الجزائرية.

تحولات كبرى

وعلق الباحث في العلوم السياسية الدكتور مجادي رضوان على الحراك الذي تقوم به الأحزاب السياسية الجزائرية بالقول، إن "الطابع التنظيمي للأحزاب السياسية يفرض عليها أن تكيف نشاطها السياسي مع التغيرات المتسارعة، والانسجام مع التحولات الكبرى، والاستجابة لمطالب التغيير السياسي، وكأن الحزب السياسي هو جسد بحاجة إلى حالات التعافي إذا ما أصابته نوبات وطالته معضلات سياسية".

وأكد رضوان ضرورة "إحداث تغيير في مستوى التركيبة السياسية للجهاز السياسي والهيئة القيادية، خاصة أن الجزائر مرت بمرحلة إصلاح هيكلي شامل".

وتابع رضوان في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "الأحزاب مدعوة بلا شكّ ومجبرة في الوقت نفسه على أن تسعى إلى إعادة بعث نفَس جديد وبرؤية سياسية تجديدية إصلاحية تدعمها قيادة ونُخب سياسية، فالتحدي المطروح على الأحزاب السياسية اليوم في الجزائر هو مدى قدرتها على الشروع في تعبئة سياسية وإحداث نقلة سياسية نوعية"، وفق تعبيره.

وبين رضوان أن "التحدي الآخر متمثل في مخاوف الأحزاب السياسية من حدوث انشقاقات داخلية وهيكلية؛ ما يثير الجدل حول مطلبية تغيير القيادة كشرط للتجاوب مع الإرادة الشعبية أو الحفاظ على الثوابت السياسية التي تحملها الرؤية الحزبية".

وأضاف أن هناك انطباعا في الجزائر بوجود قطيعة حقيقية بين الشارع والأحزاب السياسية؛ ما بات يهدد بنهاية دورها و الخروج من المشهد السياسي، وهو ما يمثل رهانا آخر مطالبة هذه الأحزاب بكسبه.

استعادة الثقة

من جانبه، قال المحلل السياسي جيلالي كرايس، إن "النظام السابق قام بتصحير الساحة السياسية، وسيطر على كامل المجال السياسي، وأرسى قواعد نظام الحصة (حصة كل حزب في التمثيل البرلماني)؛ ولذلك أصبحت الأحزاب تنسق مع النظام من أجل الحصول على بعض المكاسب و المناصب"، وفق تقديره.

وأضاف: "لذلك كنا نسمع عن معارضة الحكومة وتأييد برنامج الرئيس، رغم أن الحكومة تقول دائما إنها تطبق برنامج الرئيس؛ وهذا ما زاد من العزوف الشعبي وزاد من اغتراب الاحزاب السياسية".

وذكر كرايس في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "أحزاب السلطة كانت تعتمد على التزوير المفضوح، وأحزاب المعارضة تعتمد على الولاء مقابل مشاركتها الشكلية في مختلف الانتخابات، وتزيين المشهد السياسي وممارسة معارضة الصوت المرتفع داخل قبة البرلمان فقط، بينما هي شريكة في كل المآسي التي عرفها الاقتصاد الوطني"، وفق تعبيره.

واستدرك المحلل السياسي: "لكن كل هذه الممارسات قد اختفت، وعلى الجميع اليوم أن يعود إلى شرعية الصندوق وشرعية الشعب؛ ولذلك فإن كل الأحزاب مطالبة بإعادة هيكلة نفسها والاستعداد للانتخابات عن طريق خلق قواعد شعبية حقيقية والقيام بعملية التعبئة والتجنيد عن طريق انتخاب قيادات شرعية وبطرق شرعية، والتوجه إلى الشارع وليس إلى السلطة، وهذا ما يمكن اعتباره استفاقة حقيقية للجميع، موالاة ومعارضة"، بحسب تأكيده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com