بعد استبعادها من "الجمهورية الجديدة".. هل قضى قيس سعيد على الأحزاب؟
بعد استبعادها من "الجمهورية الجديدة".. هل قضى قيس سعيد على الأحزاب؟بعد استبعادها من "الجمهورية الجديدة".. هل قضى قيس سعيد على الأحزاب؟

بعد استبعادها من "الجمهورية الجديدة".. هل قضى قيس سعيد على الأحزاب؟

يطرح قرار إقصاء الرئيس التونسي قيس سعيّد الأحزاب السياسية من الحوار الوطني، بما فيها الأحزاب الموالية له، تساؤلات عن فرضية انتهاء دور هذه الأحزاب في المرحلة المقبلة، وفي بناء "الجمهورية الجديدة"، وما إذا كان هذا الموقف هو إعلان موت سياسي للأحزاب.

وأصيبت أحزاب الموالاة التونسية بخيبة أمل بسبب خيارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد، لاسيما فيما يتعلق بالحوار الوطني الذي اختار استبعادها منه.

وأصدر سعيّد، الأسبوع الماضي، مرسومًا رئاسيًا ينص على تشكيل هيئة وطنية استشارية من أجل بناء الجمهورية الجديدة مستبعدًا من عضويتها الأحزاب السياسية.

وأجمع مراقبون على أنّ إنهاء دور الأحزاب السياسية في المرحلة المقبلة بات أمرًا واقعًا مع إصدار المرسوم 30، وحسم مسألة مشاركتها في الجوار، وفي وضع التصورات الخاصة بـ "الجمهورية الجديدة" التي يستعد سعيّد لإرسائها.

وعلّق النائب في البرلمان المنحل فؤاد ثامر بأن رئيس الجمهورية قيس سعيّد لا يعترف بالأحزاب، ولا بالأجسام الوسيطة، وبالتالي من البديهي ألا يشرك أي حزب سياسي في الحوار الوطني أو في مشاريعه.

وأضاف ثامر في حديثه لـ "إرم نيوز" أن ما يجري إما أنه "غباء أو محاولة من هذه الأحزاب الموالية لاستغلال اللحظة التي أنهكت فيها الأحزاب الأخرى فدعمت هذا المسار، وحاولت أن تقول إنها تمثل الشعب، لكن المرسوم عدد 30 كان صفعة لهذه الأحزاب التي عادت إلى حجمها الحقيقي، وجعلها تدرك أنّ سعيّد استعملها كمطية لبلوغ أهدافه، وتنفيذ برامجه"، وفق تعبيره.

وأوضح أن "هذه ليست المرة الأولى التي استغل فيها سعيّد هذه الأحزاب، إذ استخدمها طيلة سنتين في البرلمان لتغذية الصراع في البرلمان، وبعد 25 يوليو / تموز، اعتمد عليها، لكن الآن بقي هو الوحيد الذي يؤمن بما قام به، لأنّ المرسوم 30 أبعد الجميع جانبًا، ولم يبقَ أحد سواء أحزاب كانت تخال نفسها أحزاب الرئيس أو غيرها، وحتى لو حصل تراجع من قبل سعيّد فإن خروج مرسوم بإقصاء الأحزاب دليل على أنها لا تعنيه في شيء"، بحسب قوله.

ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي بولبابة سالم  أن "أحزاب الموالاة تشعر بحرج شديد لأنها ساندت الرئيس مساندة عمياء، واعتقدت أنها ستكون لها كلمة فيما يسمى بالحوار الوطني، وأصبح البعض منها يوجه دعوات ويقصي من يريد أصلًا من الحوار".

وأكد سالم في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذه الأحزاب لم تتفطّن إلى أن رئيس الجمهورية له مواقف من كل الأحزاب وليس فقط من معارضيه، الرئيس لديه موقف من كل المنظومة الحزبية، وهو استفاد من مواقفها، لكنه انتقدها في أكثر من مرة"، بحسب تعبيره.

وأشار بولبابة سالم إلى أن "قيس سعيّد كثيرًا ما انتقد الأحزاب، وقال إنها تنتظر الغنائم والمناصب، ولكن هو ماضٍ في مشروعه، وبالتالي هذه الأحزاب تريد حفظ ماء الوجه، وتريد تنازلًا صغيرًا من الرئيس ودعوات للمشاركة، لكن هذا الأمر غير مطروح لأن تصور رئيس الجمهورية حول البناء القاعدي والجمهورية الجديدة يقضي بإقصاء الأحزاب"، بحسب تأكيده.

ومن بين أحزاب الموالاة في تونس "حركة الشعب"، "التيار الشعبي"، حزب "التحالف من أجل تونس" وهي أحزاب تستميت في الدفاع عن قيس سعيّد.

وفي المقابل قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي إن رئيس الدولة تعهد خلال لقائه به بدعوة الأحزاب إلى الحوار الوطني مع استثناء بعضها التي اعتبرها مسؤولة عن تردي الأوضاع وعارضت مسار 25 تموز/يوليو.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الشعب أسامة عويدات من جانبه أن هناك تخوفًا من قبل الأحزاب من عدم مشاركتها في الحوار الوطني، وهذا أجاب عنه رئيس الجمهورية عندما أبلغ المغزاوي بأنه لا يريد إقصاء الأحزاب ما عدا الأحزاب التي مسكت الحكم في المرحلة الماضية.

وبين عويدات في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي أبلغ رئيس الجمهورية بضرورة أن يوضح ذلك إلى عموم الشعب التونسي، حيث إنّ هناك جانباً آخر متعلقًا بموقف اتحاد الشغل الرافض للمشاركة في حوار صوري أو شكلي وهذا طبيعي" وفق قوله.

وأكد عويدات أن "حركة الشعب لن تتخلى عن مسار 25 يوليو / تموز، ولا عن قيس سعيّد، ننتقده لكن لن نسلّم في المسار لأننا كنا طرفًا في صناعته، والفرصة ما تزال موجودة لتدارك الكثير"، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com