مستغلا موجات الغبار.. داعش يضرب من جديد في عدة محافظات عراقية
مستغلا موجات الغبار.. داعش يضرب من جديد في عدة محافظات عراقيةمستغلا موجات الغبار.. داعش يضرب من جديد في عدة محافظات عراقية

مستغلا موجات الغبار.. داعش يضرب من جديد في عدة محافظات عراقية

تصاعدت حدة الهجمات التي يشنّها تنظيم داعش ضد المدنيين ومنتسبي القوات الأمنية في العراق، بالتزامن مع موجات الغبار العنيفة، التي تضرب البلاد.

ومنذ أيام تتعرض مناطق عديدة من العراق لعاصفة ترابية، أدت إلى توقف الرحلات الجوية لبعض الأوقات، وتعطل الدوام الرسمي، وحجب الرؤية بشكل تام في الطرقات العامة.

وتزامنا مع تلك الموجة التي حجبت الرؤية، شنّ عناصر تنظيم داعش، هجمات استهدفت قوات أمنية ومدنيين في عدة محافظات، أودت بحياة العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح.

ففي محافظة كركوك شمالي البلاد، استهدف عناصر التنظيم يوم الإثنين، حقلا زراعيا، وأطلقوا النار على الفلاحين، الذين كانوا يحصون القمح، مما أدى إلى مقتل ستة مزارعين.

كما تسبب الهجوم بحرق آليات زراعية، ومساحة من المزروعات.

وفي محافظة ديالى المجاورة، لقي خمسة مصرعهم بينهم جندي، وأصيب 7 آخرون بهجوم بقذائف هاون استهدف مناطق سكنية شمالي المحافظة.

وقالت مصادر أمنية عراقية، إن مسلحين من داعش استهدفوا قرية الإصلاح شمالي ديالى فجر الثلاثاء بقذائف هاون، أعقبها هجوم بالأسلحة القناصة ما أدى إلى مقتل 5 بينهم جندي، وإصابة 7 آخرين بجروح بينهم 3 جنود.

وتعليقا على تلك الهجمات، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في تغريدة عبر "تويتر": إن "الهجمات الإرهابية الجبانة التي استهدفت كركوك وديالى، محاولات خسيسة لضرب أمن واستقرار مواطنينا وقواتنا الأمنية، وتذكير بخطورة الإرهاب المتربص لاستغلال الثغرات والتقاط أنفاسه".

وأضاف أن "واجبنا رص الصف الوطني ودعم الأجهزة الأمنية البطلة من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره وافشال مخططاته الخبيثة".

إجراءات احترازية

بدوره، قال الناطق السابق باسم وزارة الدفاع ضياء الوكيل، إن "الأجهزة العسكرية الأمنية غالبا ما تلجأ إلى الاستنفار، واتخاذ اجراءات احترازية، ووقائية لمواجهة تداعيات العواصف الرملية والغبار والكوارث المحتملة نتيجة الظروف الجوية المتقلّبة، ليس على الصعيد الأمني فقط إنما على الجانب الإنساني".

وأضاف الوكيل، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "التهديدات تأخذ أبعادا متعددة، ولا تقتصر على العدو فقط".

وتابع: "العواصف الترابية والرملية العنيفة لها تأثيرات صحية كبيرة على التنفس والبصر والمزاج العام للقطعات المقاتلة، حيث ترفع من درجة الإحساس بعدم الارتياح والإرهاق لدى المقاتلين، وذلك يدخل في عمليات التقييم لمسرح العمليات، وحسابات الموقف القتالي، والمخاطر القائمة والمحتملة، ووضع الخطط لتدريب الجنود للعمل تحت أقسى الظروف".

كما هاجم تنظيم داعش عناصر أمنية في منطقة الحضر بمحافظة نينوى، مما أدى إلى مقتل عنصر أمني، وفق ما أعلنت هيئة الحشد الشعبي.

ويرى مختصون أن تكرار الخروقات الأمنية بين الحين والآخر في تلك المناطق، لا يتعلق بموجات الغبار فقط، وإنما يعود أساسا إلى عدم تطهيرها بشكل حقيقي بعد استعادتها من داعش.

غياب التطهير الكلي

من جانبه، يرى الخبير الأمني والإستراتيجي مخلد حازم، أنه "بعد انتهاء العمليات العسكرية العام 2017، لم تكن هناك عمليات تطهير حقيقية للمناطق التي كان يسيطر عليها، من خلال ملاحقة عناصر داعش الذين تسربوا من المعارك، ولجأوا إلى ملاذات آمنة، إذ تقوم تلك العناصر بين الحين الآخر بعمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين".

وأضاف حازم، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "قتال عناصر داعش الآن مختلف عن السابق، فهم الآن يعملون فرادى وبلا مركزية، وخلال الفترة الأخيرة لاحظنا وجود تغيير في إستراتيجيتهم باستغلال الترهل والسبات الأمني والاستخباري، فضلا عن الأجواء المناخية المتردية".

وتابع "لذلك الآن تحولت المعركة ما بين القوات الأمنية وعصابات داعش إلى معارك أمنية واستخباراتية، أساسها الحصول على المعلومة من قبل المواطن في الإبلاغ عن التحركات المشبوهة".

وبشأن الهجوم الأخير في محافظة ديالى، رأى الخبير العراقي، أن "هذه المدينة إستراتيجية، ومهمة، وأرضها وعرة، وتضم بساتين كثيرة وكبيرة، ما يستدعي وجود تنسيق عالٍ بين قيادات العمليات سواء في المنطقة أو في صلاح الدين وكركوك، مع تشديد الأطواق الأمنية على حدود تلك المناطق".

وكان تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني يناير الماضي، أشار إلى أن التنظيم "حافظ على قدرته على شنّ الهجمات بمعدل ثابت في العراق، بما في ذلك تنفيذ عمليات كرّ وفر ونصب المكامن وزرع القنابل على جنبات الطرق، مع تركز نشاطه بشكل ملحوظ في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين".

وأضاف التقرير، أن التنظيم يستغلّ "سهولة اختراق الحدود بين العراق وسوريا، ويضم "ما بين 6 آلاف و10 آلاف مقاتل في كلا البلدين، حيث يشكّل خلايا ويدرّب عناصر لشن الهجمات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com