أيمن العلوي: الغنوشي انتهى.. ومحاولته جرّ الجيش التونسي للصراع خطوة "مجنونة"

اعتبر البرلماني التونسي السابق أيمن العلوي، القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، أن رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، انتهى سياسيا، محذرا من محاولته جر الجيش الوطني إلى الصراع السياسي القائم، التي وصفها بـ"الخطوة المجنونة".

https://youtu.be/v9_bIERIBX0

وكان رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، قال مؤخرا، إن حياد الجيش والأمن في تونس "قد لا يطول" إذا ما تحرك الشارع التونسي؛ ما أثار جدلا و غضبا واسعين حول خلفيات هذه التصريحات.

وقال العلوي في مقابلة خاصة مع "إرم نيوز"، إن "الغنوشي اليوم يسعى إلى الخروج على التونسيين بمظهر المنقذ، وهو لا يزال يصارع عبثا أزمته بأن تنظيمه وزعامته المزعومة انتهت ومن الصعب استعادتها".

وأكد أن "المؤسسة العسكرية نفسها قد تستهزئ من هذه الدعوات؛ لأنه ليس هناك فهم جيد لطبيعة المؤسسة العسكرية التونسية، ونحن ليس لدينا جيش له رغبة أو إمكانيات الهيمنة على الدولة، بل لدينا مؤسسة عسكرية ملتزمة بمسافة محترمة بينها وبين الطبقة السياسية، ومثل هذه الدعوات إلى إقحامها في الصراعات السياسية هي دعوات مجنونة"، وفق وصفه.

وفي رده عن موقفه من الحوار الوطني المرتقب، قال البرلماني التونسي السابق، إن الحوار على النحو الذي يطرحه الرئيس قيس سعيد سيكون مصيره الفشل؛ لأنه لا يتعلق باهتمامات التونسيين، بل بمشروع فردي لرئيس الجمهورية.

واعتبر العلوي أنه "لا يوجد حوار وطني ولا بوادر حوار، فالحوار هو أن يكون هناك أخذ ورد، وهناك مقترحات متناقضة ومختلفة توضع على الطاولة بجدية، وهناك قابلية لإيجاد حلول في نقاط معينة ودقيقة، لكن ما يطرحه سعيّد لا نعلم أجندته ولا جدول أعماله، بل هو مجرد كلام، وقد حصل سابقا مثل هذا النوع من الحوارات والمبادرات وفشل".

وأضاف العلوي أنه "من ناحية المضمون لا يمكن الحديث اليوم عن حوار سياسي جدي ونافع دون طرح القضايا الكبرى، وفي مقدمتها القضايا السياسية، وما تفعله هذه الحكومة اليوم وأداؤها والاتفاقات التي تبرمها"، وفق تعبيره.

وحول تشكيل هيئة لصياغة دستور جديد، قال العلوي إن "هذا المسار بني على الاستشارة الإلكترونية، وكنا قد عبرنا في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد عن موقفنا من هذه الاستشارة وخطورتها ووضعها في قلب رحى الأزمة السياسية والصراع السياسي في تونس"، بحسب قوله.

وعلق العلوي على استبعاد رئيس الجمهورية للأحزاب من اللجنة الاستشارية الخاصة بصياغة دستور جديد، قائلا إن رئيس الجمهورية لا يخفي أن لديه موقفا من التنظم الحزبي، وهذه وجهة نظره، ولكن يبدو أن الرئيس يريد أن يتجاوز ذلك، وأن يأخذ على عاتقه الإجابة عن أزمة الأحزاب السياسية وأزمة التنظّم السياسي.

وتابع العلوي: "لا ننكر حقيقة الأزمة في المشهد السياسي الحزبي وأشكال التنظّم، وأن هناك مأزقا تاريخيا للتنظّم الحزبي بأسلوبه وشكله، ولكن لا يقع على عاتق شخص واحد حل هذه الأزمة التي يجيب عنها المجتمع والأحزاب ذاتها والمفكرون".

وحول رؤيته للاستفتاء المرتقب في 25 يوليو / تموز المقبل، قال العلوي: "نحن اليوم على بعد شهرين من إتمام سنة على إجراءات 25 يوليو / تموز، والحصيلة لا تشهد تقدما في ملامسة استحقاقات عموم الشعب التونسي والخروج من هذا الوضع الخانق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، لذلك نعتقد أن كل هذا المسار لا علاقة له باحتمال بناء مشترك مع رئيس الجمهورية".