تصعيد بالخطاب الأردني.. كيف ستواجه عمّان خطر "ميليشيات إيران" في سوريا؟
تصعيد بالخطاب الأردني.. كيف ستواجه عمّان خطر "ميليشيات إيران" في سوريا؟تصعيد بالخطاب الأردني.. كيف ستواجه عمّان خطر "ميليشيات إيران" في سوريا؟

تصعيد بالخطاب الأردني.. كيف ستواجه عمّان خطر "ميليشيات إيران" في سوريا؟

صعّد الأردن من حدّة تصريحاته، تجاه إيران وميليشياتها في المنطقة بالتزامن مع مخاوف أمنية يغذيها استمرار عمليات تهريب المخدرات التي تحاول اختراق حدوده الشمالية مع سوريا.

وتجنب الأردن لوقت طويل، توجيه اتهام صريح ومباشر إلى إيران، بالضلوع في عمليات التهريب التي تزايدت أخيرا، لكنه ألمح غير مرة إلى تورط دول في الإقليم، بهذه العمليات.

إلّا أن مخاوف الأردن الأمنية على الحدود الشمالية، دفعت الملك عبد الله الثاني، للتحذير من ملء إيران للفراغ العسكري الذي تخلّفه روسيا في الجنوب السوري.

وقال الملك عبدالله في لقاء مع برنامج "باتل غراوندز" العسكري الأمريكي، إن ملء إيران ووكلائها الفراغ الذي تخلفه روسيا في سوريا قد "يؤدي إلى مشاكل على طول الحدود الأردنية".

وأضاف الملك، في المقابلة التي أجراها خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، أن "الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدر تهدئة، ولكن مع انشغال موسكو في أوكرانيا، فإن الأردن يتوقع تصعيدا في المشاكل على الحدود".

وعقب هذه التصريحات بأيام، اعتبر الجيش الأردني، أن "أخطر" ما يستهدف الأمن الأردني بين "الجماعات الإرهابية" التي تنشط في العراق وسوريا، هي التنظيمات الإيرانية.

وقال مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، العقيد مصطفى الحياري، هناك "على الساحة السورية انتشار للكثير من التنظيمات الإرهابية (...) وهناك جزء آخر من التنظيمات الإرهابية وهو التنظيمات الإيرانية".

وذكر الحياري، خلال ظهوره عبر قناة "المملكة" الرسمية، مساء الإثنين، أن "التنظيمات الإيرانية هي الأخطر؛ لأنها تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدف الأمن الوطني الأردني".

ورأى خبراء، استطلع "إرم نيوز" آراءهم، أن هذا "التصعيد اللفظي" الأردني إزاء إيران، هو بمثابة تعبير عن استياء من قبل الأردن، تجاه "العدوانية المستمرة" من قبل إيران تجاهه، إلى جانب ازدياد المخاوف الأمنية التي تمثلها إيران.

أجندة عدوانية

واعتبر الخبير بالشؤون الإيرانية أسامة شحادة، أن إيران تستمر بفرض "أجندتها العدوانية" لإحباط وإفشال أي محاولة تقارب بين الأردن وجارتيه العراق وسوريا.

وقال شحادة، إن "إيران حاولت وتحاول إفشال" التعاون والمشاريع المشتركة، التي بدأ الأردن والعراق بالتوصل إليها، إلى جانب إحباط "الانفتاح" الذي شهدته العلاقات بين الأردن وسوريا.

وأواخر العام 2021، شهدت العلاقات الرسمية بين الأردن وسوريا، تحسنا نوعيا غير مسبوق منذ العام 2011، توّجه اتصال هاتفي تلقاه الملك عبد الله من الرئيس السوري بشار الأسد.

إلّا أن العلاقات لم تشهد مزيدا من التحسن، تحت وطأة مخاوف عمّان، من استمرار التهديد الأمني على حدوده مع جيرانه.

وأضاف شحادة "مقابل هذا العدوان الإيراني الصريح، لم يبقَ أمام الأردن سوى الإعلان صراحة أن إيران تشكل تهديدا لأمنه".

وتغذي المخاوف الأردنية، مساعي إيران للتوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، "هذه الصفقة إن تمت دون مراعاة مصالح دول المنطقة، ستدفع إيران لتكون أكثر عدوانية، بعد رفع أذرعها العسكرية من قوائم الإرهاب"، بحسب شحادة.

بمثابة حرب

تتصاعد مخاوف عمّان، من تجاوز إيران لحدود تهريب المخدرات إلى ما هو أبعد من ذلك، وفقا للخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، الذي يرى أن الأردن يواجه "حربا" على حدوده من هذه الميليشيات.

وكان مدير الإعلام العسكري في الأردن، أكّد أن أفراد القوات المسلحة الأردنية يواجهون حاليا "حرب مخدرات" على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد.

وقال أبو نوار، إن "إيران ووكلاءها على الأرض، يشكلون تهديدا يمس بأمن الأردن من كافة الجوانب"، ويعزو ذلك إلى أن "طهران لن تتوقف عند دعم تهريب المخدرات، وقد ترغب بنقل الفوضى من دول الجوار إلى الأردن".

خيارات مفتوحة

وبالتزامن مع اعتقاد أبو نوار، أن على الأردن التحرك نحو المنظمات الأممية لمواجهة الخطر الأمني على حدوده، رأى شحادة أن "الخيارات مفتوحة" أمام عمّان للرد على "عدوانية طهران".

ويتوقع شحادة، أن تشهد دول المنطقة ومنها الأردن، "جولة جديدة من العدوان الإيراني"، حال التوصل إلى صفقة بين إيران والغرب.

وأضاف "لذلك الأردن لن ينتظر عدوانا مباشرا من إيران. فكافة الرسائل الإيجابية التي وجهها الأردن لم تأتِ بنتيجة، ولم تخفف من حدة دعم إيران للتهديدات الأمنية".

وأوضح شحادة، أن "خيارات الرد على هذه التهديدات مفتوحة، وقد نشهد أمورا غير متوقعة، بالتزامن مع التغيرات العالمية المستمرة بالمواقف والتحالفات".

واعتبر أن إيران "تراوح مكانها في المنطقة دون تقدم، بالتزامن مع خسارة حلفائها للانتخابات النيابية في لبنان، وفشلها في فرض حكومة موالية لها بالكامل في العراق، إلى جانب حالة عدم الخسارة أو الانتصار في سوريا".

لذلك، خلص شحادة إلى أن "الكرة حاليا في ملعب إيران، عبر الاستمرار في تصرفاتها العدوانية، أو تغيير سياستها".

معالجة التهديد

ورأى أبو نوار، أن على الأردن "الاستعانة بدول الخليج العربي للحد من السلوكيات الإيرانية، ومعالجة مصدر التهديد".

وقال أبو نوار، إن التهديد الأمني على الحدود الشمالية للأردن، وعمليات تهريب المخدرات، "تشكل تهديدا لدول المنطقة"، ما يحتم عليها تقديم الدعم اللوجستي للأردن، لمواجهة هذا الخطر عسكريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com