تقرير: الأزمة الأوكرانية تقلص حجم المساعدات للسوريين وتفاقم معاناتهم
تقرير: الأزمة الأوكرانية تقلص حجم المساعدات للسوريين وتفاقم معاناتهمتقرير: الأزمة الأوكرانية تقلص حجم المساعدات للسوريين وتفاقم معاناتهم

تقرير: الأزمة الأوكرانية تقلص حجم المساعدات للسوريين وتفاقم معاناتهم

فاقمت إعادة توجيه جزء من المساعدات الدولية للاجئين الأوكرانيين في أوروبا، الأزمة في إدلب السورية حيث يعيش ملايين النازحين، إذ تآكل دعم المانحين للنازحين السوريين في الوقت الذي ذهب فيه جزء من تلك المساعدات للاجئين الأوكرانيين، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وجاء في تقرير للصحيفة أنه "في أعقاب الصراع الروسي الأوكراني تفاقمت الأزمة الاقتصادية في سوريا، وأدّى تتابع حالات الطوارئ الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى تآكل دعم المانحين الأجانب حيث يتم الآن إعادة توجيه جزء من الإعانات الدولية إلى أوكرانيا".

ونقلت الصحيفة عن مدير المنظمة السورية غير الحكومية "البنفسج" هشام ديراني تحذيره من أن "سوريا الآن خارجة من حسابات المانحين حيث توشك المساعدات الغذائية على النفاد، ويوجد 4.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي شمال غرب سوريا، ولم يبق أي أموال تقريبًا للتعليم والصحة".

وأفاد ديراني بأنّ "برنامج الأغذية العالمي قام بالفعل بتقليص حجم حصة المساعدات عدة مرات في 2021 لكن هذا التخفيض الحالي سيكون الأهم، لأنه يأتي في وقت يكون فيه الناس أكثر اعتمادًا على المساعدات بسبب التضخم".

ونظرًا لعدم كفاية التبرعات من المانحين الأجانب لن تتمكن "البنفسج" من زيادة حجم المساعدات المالية الشهرية البالغة 60 دولارًا لكلّ عائلة، توزعها على آلاف العائلات وذلك لتكييفها مع ارتفاع الأسعار.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم مساعدات غذائية إلى 1.35 مليون شخص شمال غرب سوريا، و5.5 مليون شخص إجمالاً في سوريا، أنه سيتعين عليه تقليص حجم الحصة المخصصة للسوريين اعتبارًا من مايو/أيار المقبل.

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبير عطيفة، إن "ارتفاع أسعار الغذاء العالمية أدى لارتفاع تكاليف المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي بنسبة 51 % منذ 2019، وسيتواصل هذا الارتفاع مع استمرار تأثير الحرب في أوكرانيا"، مؤكدة أن "الاحتياجات تتجاوز بشكل كبير التمويل المتاح".

ووفق التقرير الفرنسي، فإنّه حتى قبل الحرب في أوكرانيا ارتفعت أسعار المواد الغذائية في سوريا بنسبة 86 % في يناير/كانون الثاني الماضي مقارنة بنفس الشهر من 2021، وأنه في محافظة إدلب، التي تعتمد على تركيا في إمداداتها وتعتمد الليرة التركية عملة لها، تدهور الوضع بشكل ملحوظ هذا الشتاء".

وأدت الأزمة الاقتصادية التي ضربت أنقرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 إلى انخفاض قيمة الليرة التركية إلى النصف تقريبا وإلى ارتفاع أسعار المحروقات والمنتجات الغذائية خاصة الخبز في إدلب.

وبحسب "الصحيفة، تسببت الأزمة الأوكرانية في ارتفاع جديد في الأسعار ومخاوف بشأن الإمدادات. وبحسب مصادر محلية فإن احتياطيات القمح شبه معدومة في محافظة إدلب، وستكون المنظمات الدولية قادرة فقط على تغطية احتياجات الخبز لمدة شهر إلى ستة أشهر.

وكانت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قالت نهاية الشهر الفائت إنه "مع ارتفاع الأسعار العالمية، ستتعرض الموارد الهزيلة لعمليات برنامج الأغذية العالمي في المنطقة، ولا سيما في اليمن وسوريا، إلى مزيد من الضغوط عن ذي قبل. ويعمل برنامج الأغذية العالمي على دعم ما يقارب 19 مليون شخص في هذين البلدين.

وتسبب ارتفاع أسعار الغذاء العالمية والنزاع في أوكرانيا في أن جعل برنامج الأغذية العالمي يواجه تكلفة إضافية بقيمة 71 مليون دولار أمريكي شهريًا من أجل عملياته على مستوى العالم مقارنة بعام 2019، حيث يمثل ذلك زيادة بنسبة 50%.

وأضافت فلايشر: "أدى النزاع في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع المالي المتأزم بالفعل. فهناك احتياجات إنسانية عاجلة تتطلب اهتمامًا فورياً. وفي السنوات الأخيرة، ساعدتنا الجهات المانحة على توفير الغذاء للملايين من الأشخاص في المنطقة. ولكن الوضع حرج حالياً، وقد حان الوقت لنكون أكثر سخاء".

وليس لدى برنامج الأغذية العالمي حاليًا إلا 24% فقط من احتياجاته التمويلية لعملياته في سوريا، ونظرًا لنقص التمويل، فقد اضطر البرنامج بالفعل لتقليل حصص الأغذية في كلا البلدين. والمزيد من التخفيض في المساعدات قد يدفع الناس إلى المزيد من الجوع، وفقا للمتحدثة الأممية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com