القطارات... سلاح أوكرانيا الفعال في مواجهة القوات الروسية
القطارات... سلاح أوكرانيا الفعال في مواجهة القوات الروسيةالقطارات... سلاح أوكرانيا الفعال في مواجهة القوات الروسية

القطارات... سلاح أوكرانيا الفعال في مواجهة القوات الروسية

على الرغم من الجهود المنسقة من قبل الجيش الروسي في الفترة الأخيرة لتعطيل شبكة السكك الحديدية الأوكرانية الحيوية، فإن عشرات الرحلات التي لا تزال تقوم بها تلك القطارات توفر وسيلة حاسمة للدعم العسكري وهروب المدنيين عبر البلاد.

وبحسب شبكة "أن بي سي" الأمريكية تعمل السكك الحديدية أيضًا "كرمز للتحدي وقوة أوكرانيا وحدود القوة العسكرية الروسية"، إذ إنه بعد تحول العديد من المدن والبلدات إلى ركام، ومقتل الآلاف، لا تزال القطارات تعمل.

ولفتت الشبكة في تقرير اليوم الجمعة، إلى أن أوكرانيا لديها واحدة من أكبر شبكات السكك الحديدية في العالم بطول 12400 ميل (20500 كلم)، مشيرة إلى أن السكك الحديدية هي واحدة من أكبر مجالات العمل في البلاد، حيث يعمل بها أكثر من 260 ألف موظف.

دور ثانوي

وقبل الحرب، لعبت القطارات دورًا ثانويًا في الزراعة والصناعات التعدينية في أوكرانيا، لكنها أصبحت الآن ركيزة للصناعات السلعية، حيث تفرض روسيا حصارًا على البحر الأسود، فيما تعتبر حركة الحبوب الآن ضرورية للحفاظ على سمعة البلاد على أنها "سلة خبز أوروبا".

وقالت الشبكة: "لكن القطارات لم تعد مخصصة للسلع والرحلات الطويلة فقط، إذ تنقل الشبكة الآن الذخائر العسكرية واللاجئين والمساعدات الإنسانية... وهي تقوم على نحو متزايد بإعادة العائلات إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية في السابق".

وأشارت الشبكة إلى أن القطارات تقوم أيضا بنقل القادة الأجانب الذين يزورون كييف، لافتة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن وصلا إلى العاصمة الأوكرانية بالقطار من بولندا، كما فعل العديد من المسؤولين الغربيين الآخرين.

فشل القوات الروسية

وقالت الشبكة: "لعبت السكك الحديدية دورًا محوريًا لكلا طرفي الحرب، وقد تساعد في تفسير فشل القوات الروسية في السيطرة على البلاد، ويقول الخبراء إن روسيا لم تكن قادرة على استخدام السكك الحديدية بالكامل في المراحل الأولى من الغزو، ما أدى إلى مشاكل لوجستية وصور لشاحنات روسية عالقة في وحل الشتاء".

ونقلت الشبكة عن إميلي فيريس، الخبيرة الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن قولها: "كل المشاكل التي واجهها الروس في الشمال هي لأنهم لم يكونوا قادرين على السيطرة على المراكز اللوجستية".

ولفت أولكسندر بيرتسوفسكي، الرئيس التنفيذي لقطاع قطارات الركاب في شركة السكك الحديدية الأوكرانية إلى أنه حتى وقت قريب، لم تصل القوات الروسية إلى حد استهداف البنية التحتية للسكك الحديدية في أوكرانيا على أمل أن تسيطر عليها بنفسها.

وأضاف: "يعتمد الجيش الروسي بشكل كبير على الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وأحد أسباب عدم فعاليته هو حقيقة أنه ليس لديهم خطوط إمداد موثوقة في الوقت الحالي".

تعطيل الشبكة

ورأى بيرتسوفسكي أنه من الواضح أن روسيا غير قادرة على السيطرة على شبكة السكك الحديدية، وبدلاً من ذلك يبدو الآن أنها عازمة على محاولة تعطيلها، لافتا إلى أنه منذ أسبوعين كان هناك المزيد من الهجمات المتعمدة على البنية التحتية للسكك الحديدية.

وقالت هيئة السكك الحديدية الأوكرانية إن الصواريخ أمطرت خمس محطات قطار أوكرانية ومراكز سكك حديدية إقليمية ليلة الإثنين، معظمها في المناطق الغربية والوسطى، ما أسفر عن مقتل عامل في السكك الحديدية وإصابة أربعة آخرين.

بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات على محطة السكك الحديدية تهدف إلى وقف شحن "أسلحة ومعدات عسكرية أجنبية" إلى القوات الأوكرانية في منطقة دونباس الشرقية.

وقال فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية والقائد الأعلى السابق لحلف الناتو إن روسيا تريد وقف المساعدات العسكرية الواردة من الدول الغربية التي بدأت في إعادة إمداد الأوكرانيين.

مهاجمة الهياكل المدنية

وأضاف بريدلوف: "إنها أيضًا مجرد خطوة أخرى في حرب روسيا المستمرة ضد السكان المدنيين الأوكرانيين وعلى الأبرياء... أعتقد أن الروس يهاجمون عن قصد الهياكل المدنية التي تنقل وتحمي الناس... يريدون أن يفقد الأوكرانيون الثقة في البنية التحتية للنقل المدني".

واعتبرت الشبكة أن الخبراء يتفقون أيضا على أن الضربات الجوية على أهداف السكك الحديدية تؤكد على التقدم البطيء للقوات الروسية وتشير إلى أن الصراع قد دخل مرحلة جديدة خطيرة، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن المؤشر الأول لذلك ربما كان الهجوم المميت على محطة قطار في كراماتورسك في منطقة دونيتسك في الثامن من الشهر الجاري ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا وإصابة 100 آخرين.

وقالت روث ديرموند، الخبيرة في السياسة الأمنية الروسية في كلية لندن الملكية: "بمجرد أن أصبح واضحًا أن الجيش الروسي لن يتقدم ويستولي على كييف أو خاركيف أو مدن أخرى، انتقلوا إلى المرحلة الثانية، التي تهدف إلى تحويل أجزاء من أوكرانيا إلى ركام، تمامًا كما فعلوا في الشيشان في التسعينيات... إنها جزء من نمط طويل الأمد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com