بعد "حرب التصريحات"..  هل اقتربت العلاقات الجزائرية الإسبانية من "نقطة اللاعودة"؟
بعد "حرب التصريحات".. هل اقتربت العلاقات الجزائرية الإسبانية من "نقطة اللاعودة"؟بعد "حرب التصريحات".. هل اقتربت العلاقات الجزائرية الإسبانية من "نقطة اللاعودة"؟

بعد "حرب التصريحات".. هل اقتربت العلاقات الجزائرية الإسبانية من "نقطة اللاعودة"؟

اعتبر خبراء ومحللون أنّ العلاقات الجزائرية الإسبانية تتجه إلى نقطة اللاعودة، بعد تصاعد "حرب التصريحات" بخصوص موقف مدريد من ملف الصحراء الغربية وتداعياته.

وردّت الجزائر، مساء يوم الاثنين، على التصريحات الإسبانية حول رفض مدريد تأجيج "الخلافات العقيمة" مع الجزائر، في إشارة إلى تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون حول موقف مدريد من النزاع في الصحراء الغربية، وأبدى عمار بلاني المبعوث الجزائري الخاص حول الصحراء الغربية والمغرب العربي أسفه لتصريحات "غير مقبولة" وفق وصفه، أدلى بها وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، وصف فيها تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بـ "العقيمة".

وقال المسؤول الجزائري في تصريحات إعلامية إن "مثل هذه التصريحات لن تساهم بالتأكيد في عودة سريعة للعلاقات الثنائية إلى طبيعتها، وسيتعين على الوزير الإسباني تحمل العواقب"، ما يطرح علامات استفهام حول مآلات الأزمة الحالية بين الجزائر وإسبانيا، وما تملكه الجزائر من أوراق لتوظيفها فيها.

أوراق رابحة

واعتبر النائب البرلماني السابق والخبير الاقتصادي الهواري تيغرسي، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "الجزائر قادرة على الضغط على الجانب الإسباني بالغاز والبترول، لكنها لا تلجأ لهذه الأساليب القذرة بل تتعامل برصانة مع هذا الملف"، مضيفا أنّ "الرئاسة والخارجية لديهما حلول أخرى من بينها الشركاء، حيث إنّ الجزائر لديها بدائل لتحويل الصادرات في حين لا يملك الإسبان بديلا مثلا في الطاقة''.

واستدرك تيغرسي: "لكن أعتقد أن القرار ستتم معالجته بطريقة أكثر حنكة؛ لأنّ القرارات الجبانة من الأشخاص لا تمثل كل الإسبان"، وفق تعبيره، في إشارة إلى موقف رئيس الوزراء الإسباني من ملف الصحراء الغربية، وإعلانه تبني رؤية المغرب للحكم الذاتي.

وبحسب تيغرسي، فإنّ "هناك الكثير من البدائل، لكن فيما يخص عروض الجزائر لإسبانيا فإن الجزائر ستبقى وفية لالتزاماتها، وفي الوقت نفسه هي ثابتة على قضيتها ودعم تحرير الشعوب"، وفق تعبيره.

وختم النائب السابق قائلا: "ننتظر انفراج الأزمة وتحرك الطبقة السياسية لمعالجة هذا المشكل، والخلل والتطرف بوقوف إسبانيا إلى جانب المغرب، وأتوقع أن تتراجع إسبانيا تحت ضغط الطبقة السياسية، وقد نرى قرارات إيجابية في قادم الأيام"، وفق قراءته.

البعد عن الابتزاز

من جهته، قال القيادي في جبهة المستقبل الجزائرية الحاج بلغوثي إنّه "فيما يتعلق بالموقف الإسباني هو موقف مخالف لكل الأعراف وللاتفاقيات الأممية؛ لأن إسبانيا آخر استعمار لمنطقة الصحراء الغربية، ومن المفترض أن تلتزم بما تمليه هذه المواثيق الدولية في تسوية النزاع".

وبين بلغوثي، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "الموقف الإسباني سيواجهه الواقع على الأرض، فقد عاينت المخيمات في الصحراء الغربية والشعب الصحراوي، ونعرف أنه متمسك باستقلاله، ولن يؤثر الموقف الإسباني على الأرض؛ لأن الصحراويين متمسكون بتصفية الاستعمار، وهذه الأرض ليست مغربية ولن تبقى إسبانية، ويجب أن تعود إلى أصحابها"، بحسب تعبيره.

واعتبر بلغوثي أنّ "هذا الملف سيكون فيه أخذ ورد، وهناك التطورات الدولية أيضا التي هي ليست بمعزل عنها"، وأكد أن "مواقف الدولة الجزائرية دائمة في ما يتعلق بمساندة الشعوب التي تطالب بالاستقلال والخروج من الحالة الاستعمارية، والعلاقات الدولية يجب أن تكون بعيدة عن الابتزاز، والموقف الذي اتخذته إسبانيا وتمسكت به بخصوص الصحراء الغربية فيه مضرة للدبلوماسية الإسبانية".

وحول الأوراق التي تملكها الجزائر، قال بلغوثي إن "الشعب الصحراوي هو الورقة الموجودة على الأرض، ورغبته في التحرر والقضية ستهزم هؤلاء، والجزائر تبقى تلك الجارة والشقيقة التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولن تتوانى في تقديم المساعدة للشعب الصحراوي"، وفق تعبيره.

انقلاب مفاجئ

وكان الرئيس تبون قد استبعد في حوار أجرته معه وسائل إعلام محلية، يوم السبت، استخدام ورقة الغاز والنفط.

وقال المحلل السياسي الجزائري الجيلالي كرايس إن "العلاقات الجزائرية الإسبانية قديمة ويحكمها مبدأ الاحترام المتبادل، وإلى وقت غير بعيد كانت إسبانيا تدعم قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالملف الصحراوي، وهو الموقف الجزائري نفسه؛ أي حق تقرير المصير وفق القرارات الأممية".

وأضاف: "فجأة انقلب الموقف الإسباني، ما شكل صدمة حتى للرأي العام الإسباني، وحتى داخل الائتلاف الحكومي، وداخل صفوف المعارضة التي اعتبرت الموقف الإسباني تخليا عن الشعب الصحراوي، وتنصلا من المسؤولية التاريخية والأخلاقية لإسبانيا حول الملف الصحراوي"، وفق قوله.

واعتبر كرايس، في تصريحات خاصة بـ "إرم نيوز"، أن "هذا التحول لا يمكن قراءته بمعزل عن الأزمة الروسية الأوكرانية والموقف الجزائري تجاه هذه التطورات، وملف تعويض الغاز الروسي الذي يؤرق أوروبا، ولذلك جاء موقف إسبانيا كنوع من الضغط على الجزائر".

ورأى أن "الجزائر لديها ورقة ضغط مهمة وهي الغاز، لكن الظروف الاقتصادية الداخلية والخارجية ستجعل من خيار توظيف ورقة الغاز أمرا في غاية الصعوبة والتعقيد، لكن الجزائر لديها دبلوماسيتها التي ستوظفها في الرد على مدريد، خاصة أن قرار رئيس الوزراء الإسباني لا يحظى بإجماع داخل الطبقة السياسية الإسبانية"، على حد رأيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com