ما سر عودة عبد الحكيم بلحاج "المفاجئة" إلى ليبيا؟
ما سر عودة عبد الحكيم بلحاج "المفاجئة" إلى ليبيا؟ما سر عودة عبد الحكيم بلحاج "المفاجئة" إلى ليبيا؟

ما سر عودة عبد الحكيم بلحاج "المفاجئة" إلى ليبيا؟

تثير عودة زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج إلى العاصمة طرابلس، قادما من الدوحة، جدلا متصاعدا، وسط تساؤلات وتباينات حول خلفيات هذه العودة المفاجئة وتوقيتها، ومخاوف من تداعياتها المحتملة على الساحة الليبية.

وتزامنت عودة بلحاج الذي يتزعم حزب "الوطن" اللييي، الذي يقول منتقدوه إن له سجلا إجراميا، مع صراع محتدم بين حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وحكومة الاستقرار الوطني الجديدة برئاسة فتحي باشاغا.

وقال رئيس مجموعة الأعمال الوطنية الليبية خالد الترجمان إن "توقيت العودة مثير للجدل لأنه لم يتم الإعلان عنها من قبله فقط بل أيضا من قبل بقية أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة على غرار المتشدد محمد بوسدرة، وكذلك سامي الساعدي، ثم ما يثير الحيرة هو سبب قدومهم إلى طرابلس في هذا التوقيت الحرج الذي تعيشه ليبيا".

وأضاف الترجمان في تصريحات لـ "إرم نيوز": "اللافت للانتباه هو أن عودة بلحاج تتزامن مع أنباء متواترة حول انتشار قوات إيطالية في طرابلس، وسط تقارير تتحدث عن رحلتين عسكريتين من روما ستصلان إلى مطار معيتيقة، فلماذا كل ذلك؟ هل الغرض تهدئة الجماعات المتطرفة التي ما زال بالحاج لديه تأثير عليها أم أن الأمر فيه نوع من استعراض القوة بأنهم ما زالوا موجودين في المشهد".

وأكد أن "هذا المشهد في طرابلس يبعث بعدة مؤشرات، كما يثير أيضا عدة تساؤلات، خاصة حول ما إذا كانت هذه التطورات الغرض منها القول إن أي تسوية مقبلة يجب أن يكون فيها للإسلام السياسي دور أساسي وألا يسمح لباشاغا بالدخول لطرابلس إلا بعد ترتيب الوضع مع هذه الجماعات".

في المقابل، قللت أطراف سياسية أخرى من أهمية عودة بلحاج، إذ قال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحر فتح الله بشير السعداوي إن "العودة لا تعني أي شيء، في السابق كان لهم وزن، وكان هناك تحشيد لقواتهم، لكن اليوم التيار الإسلامي انتهى وبانت مساوئه وظهر أنه تيار إقصائي.. وقد تبين هذا الأمر لكل ليبي".

ولفت السعداوي في تصريح لـ "إرم نيوز" إلى أن "بلحاج مطلوب للنائب العام وليس له أي وزن"، مضيفا أن الصراع الليبي لن يفضي إلى أي حرب جديدة، والمخاوف التي يبديها البعض من عودة بلحاج، هي برأيي مبالغ فيها، حيث لم يعد لبلحاج أي ثقل دوليا وليس مستبعدا أن تكون الدوحة التي كان يتواجد بها، قد طلبت منه المغادرة، بعد أن انتهت صلاحيته" على حد تعبيره.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي كمال المرعاش، أن عودة زعيم المجموعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وثلاثة آخرين من قيادات المجموعة المصنفة كتنظيم متشدد من قبل البرلمان الليبي، ليست صدفة وإنما جاءت بعد ضمانات أعطاها له عبد الحميد الدبيبة بعدم التعرض له " بناء على ضغوط بريطانية"، ولحاجته لخدمات هذا التنظيم في السيطرة على العاصمة ونشر العناصر المتشددة في طرابلس لحماية حكومة الدبيبة من تهديد يأتي من الحكومة التي يقودها فتحي باشاغا".

وأردف المرعاش في تصريح أدلى به لـ"إرم نيوز"  "أعتقد أن قرار عودته جاء على نحو مفاجئ وغير معلن بالنظر إلى التطورات المتسارعة في العاصمة طرابلس وإيقاف إنتاج النفط".

وأوضح: "أصبح واضحًا اليوم أن حكومة الدبيبة حسمت أمرها وقررت التحالف مع التنظيمات المتشددة التي كانت قد تخلصت منها ليبيا بعد أن شن عليها الجيش الوطني الليبي سابقا، حربا لا هوادة فيها واقتلع جذورها من شرق ليبيا ثم كانت الحرب على داعش التي شاركت فيها مجموعات مسلحة من مصراتة تحت قيادة فتحي باشاغا خلال العام 2017، وتم دحرها من سرت بمساعدة مباشرة من قوة أفريكوم الأمريكية".

وأضاف "هكذا تكون حكومة الدبيبة مسؤولة عن إرجاع ثلاثة تنظيمات متشددة، هي المجموعة الليبية المقاتلة وتنظيم أنصار الشريعة وتنظيم المغرب الإسلامي، التي عادت بكل قوة بعد أن قبل شروطها للعودة بدفع 500 مليون دينار ليبي (حوالي 105 ملايين دولار) بحسب بعض المصادر الخاصة" على حد قوله.

وتابع أن القصد من هذه العودة هو "إعادة تنظيم صفوف هذه الجماعات للدفاع عن حكومة الدبيبة في طرابلس ثم التنسيق مع ميليشيا إبراهيم الجضران، وذلك في إطار التحضير للهجوم على الهلال النفطي الليبي" معتبرا أن هذه الخطة "تحظى بضوء أخضر بريطاني- تركي للاستيلاء على الهلال النفطي الليبي والسيطرة على إنتاج النفط لتعويض النفط الروسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com