"محاكم تفتيش" ضد الصرخيين في العراق.. وتحذيرات من اقتتال داخلي
"محاكم تفتيش" ضد الصرخيين في العراق.. وتحذيرات من اقتتال داخلي"محاكم تفتيش" ضد الصرخيين في العراق.. وتحذيرات من اقتتال داخلي

"محاكم تفتيش" ضد الصرخيين في العراق.. وتحذيرات من اقتتال داخلي

تصاعدت حدة مواجهة أنصار رجل الدين العراقي، محمود الصرخي، في المحافظات الجنوبية، وأجزاء من العاصمة بغداد، وصولًا إلى حرق الكثير من الحسينيات التابعة له، وسط مخاوف من الانزلاق نحو فوضى تصعب السيطرة عليها.

ومنذ أيام تشن القوات العراقية، حملة مداهمات واعتقالات، ضد أنصار الصرخي، إذ زُج بالعشرات منهم في السجون، فضلًا عن مذكرة قبض صدرت بحقه، ولم تُنفذ لغاية الآن.

وجاء ذلك بعد أن دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رجل الدين محمود الصرخي، بمحاسبة أحد أتباعه، الذي تطرق خلال خطبة، الجمعة الماضية، إلى مسألة هدم المراقد الدينية، من قبور ومقامات الأنبياء، والأئمة، ورجال الدين.

وأثارت هذه الدعوة جدلًا وغضبًا في الأوساط الدينية، خاصة أن قبور الأئمة والمراقد تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأتباع المذهب الشيعي.



وفضلًا عن المداهمات والاعتقالات، بلغت عمليات الانتقام، مديات عالية، إذ أحرق محتجون غاضبون يُعتقد أنهم من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، عددًا من الحسينيات والمقار التابعة للصرخي، في مشهد أعاد إلى الأذهان، فترة العنف الطائفي، عندما كانت المساجد تسقط أرضًا، بفعل العبوات الناسفة.

وأظهرت صور ومقاطع مرئية، على مواقع التواصل الاجتماعي، دخول العشرات من المحتجين إلى حسينيات ومقار الصرخي، وإضرام النيران فيها، وذلك في محافظات الديوانية، وبابل، وميسان.

كما تدخلت الجهات الحكومية الرسمية، في عمليات الهدم، إذ هدمت بلدية محافظة بابل، حسينية "الفتح المبين"،  وطرحت منارة الحسينية أرضًا، فضلًا عن القبة.

وأثارت تلك العمليات غضبًا واسعًا لدى فئات المجتمع العراقي، خاصة بين السنة والأكراد، الذين رأوا أن تلك العمليات إعادة للفتنة، ومقدمات للاقتتال الشيعي الداخلي، خاصة أن أنصار الصرخي يُقدّرون بالآلاف، في مختلف مدن البلاد.

وطالب معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي، الجهات الدينية، مثل حوزة النجف، والتيار الصدري، إطلاق مبادرات حوارية، ومناقشة أتباع الصرخي في أفكارهم، على وسائل الإعلام، أو الفضاء الاجتماعي، والكف عن التهديد، والتخوين، والملاحقات، والاعتقالات.

كما أثارت تلك الحملات اعتراض القانونيين الذين رأوا فيها تعديًا على الحريات الفردية، بسبب عدم تورط الكثير من أتباع الصرخي، بأية أعمال مخالفة للقانون، وإنما اعتُقلوا بسبب معتقداتهم فقط.

وشهد العراق، خلال سنوات 2005 – 2007، أعمال عنف طائفية، إذ أقدمت الميليشيات حينها على هدم المساجد، فيما لجأ تنظيم القاعدة، إلى هدم الحسينيات.



ويبدو أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد تفطّن إلى خطورة الوضع، إذ طالب، يوم أمس، في تغريدة عبر "تويتر" بضرورة احترام المساجد، وعدم هدمها، والاقتصار على إغلاقها فقط.

وقال الصدر: "ما حدث من ردة فعل شعبية ضد المحسوبين على المذهب المطالبين بهدم المراقد لأمر مستحسن، فهو دفاع عن الدين والمذهب، وعشق للمعصومين، سلام الله عليهم أجمعين، وهي غضبة حق".

وأضاف: "لكن عليهم التورع عن هدم المساجد، وحرقها، وتخريبها، فضلًا عن تفجيرها.. والاكتفاء بغلقها ومنع أصحاب الفتنة من إقامة شعائرهم المشبوهة فيها".

وتابع: "هدم المساجد لا يقل خطورة عن هدم المراقد.. فحافظوا على مقدساتكم ومساجدكم ودور عبادتكم.. رجاء أكيدًا".

ويعد "الصرخي" من رجال الدين الشيعة الذين يوصفون بالاعتدال من المذاهب الأخرى، غير أنه يوصف بـ“الانحراف“ من قبل شيعة كثر، وهو محقق، وله عشرات الكتب والرسائل في موضوعات دينية شتّى.

ويبتعد "الصرخي" عن الوضع السياسي، ويرفض العملية السياسية في البلاد، ويتهمها بالطائفية، والارتهان لإيران.

ولم يدافع أحد من السياسيين العراقيين، أو القيادات الأمنية عن الصرخي وأنصاره، بل بدا أنه يوجد ضوء أخضر سياسيًا، واجتماعيًا لحملات الانتقام من الجماعة الشيعية التي تسكن في جنوب البلاد.

كما دخلت الجيوش الإلكترونية، التابعة للفصائل المسلحة على خط الأزمة، وتبنت خطاب معاقبة الصرخيين، ومحاسبتهم، والزج بهم في السجون، وهو ما سهّل المهمة أمام جهاز الأمن الوطني، الذي تولى جزءًا من حملة الملاحقات.

وتمكن الصرخي من بناء قاعدة شعبية، وازنة، في مدن الجنوب، عبر الدروس الدينية التي يقيمها، وإقامة المنتديات والفعاليات الاجتماعية، التي يحضر بعضها، وهو ما شكل فرصة لفئة الشباب الذي يرى بأن المرجعيات الدينية ربما ابتعدت عنه، في أروقة الحوزات العلمية، أو المنازل الفخمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com