وفاة أحد أعضاء لجنة الموت الإيرانية

توفي آية الله الشيخ محمد ري شهري رجل الدين الإيراني المتشدد والمقرب من المرشد علي خامنئي، فجر اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 75 عاماً.

وقالت وكالة أنباء "فارس نيوز" إن سادن مقام عبد العظيم الحسني بمدينة شهر ري جنوب طهران، آية الله محمد ري شهر توفي فجر اليوم عن عمر ناهز 75 عاماً.

ولم تفصح الوكالة الإيرانية عن سبب الوفاة. ويعد ري شهري من الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الإيراني وقد تولى عدة مناصب بعد الثورة عام 1979.

وكان ري شهري أول رئيس لجهاز الاستخبارات والأمن الإيراني بعد الثورة وقد تولى هذا المنصب في عهد تولي خامنئي منصب رئاسة الجمهورية من 1984 حتى 1989.

كما تقلد ري شهري مناصب عديدة منها عضو مجلس خبراء القيادة (أحد أجهزة الحكم في إيران) ممثلاً عن العاصمة طهران، ومنصب المدعي العام في إيران، ورئيس المحكمة الخاصة برجال الدين، وممثل خامنئي في منظمة الحج والزيارة، ورئيس معهد دار الحديث العلمي والثقافي وجامعة القرآن والحديث.

كما كان ري شهري أحد أعضاء لجنة الإعدامات ضد المعارضين السياسيين بعد الثورة التي عرفت بـ"لجنة الموت" التي اتخذت قراراً بالتشاور مع مؤسس النظام الراحل روح الله الخميني عام 1988 بإعدام الآلاف من المعارضين الذين ينتمون لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة.

ولعبت أنشطته بصفته قاضيًا دينيًا للمحاكم الثورية ووزيرًا للاستخبارات دوراً مهما في تثبيت نظام رجال الدين.

ومن القرارات التي اتخذها الراحل ري شهري فصل النساء الموظفات في الجيش الإيراني بعد الثورة، والعديد من القضايا الأخرى التي نُفذت دون المرور بالإجراءات القانونية والقضائية.

كما أن محمد ري شهري هو الذي قام بوضع المرجع الديني الراحل آية الله حسين علي منتظري تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 2009.

ويوصف منتظري بأنه خليفة روح الله الخميني، لكنه اختلف مع النظام بسبب عمليات الإعدام ضد المعارضين السياسيين، وكان من المنظرين لمبدأ ولاية الفقيه.

كما ترأس ري شهري محاكمات تتعلق بما وصفها النظام الإيراني باختراق حزب توده الإيراني المعارض للقوات المسلحة، وتمت محاكمة عدد كبير من الشخصيات المحسوبة على هذا الحزب، وكان من أهم الشخصيات التي حوكمت وحُكم عليها بالإعدام في هذه المحاكم النقيب بهرام أفضلي، قائد البحرية الإيرانية آنذاك.

وفي نهاية هذه المحاكمات، طلب ري شهري إعدام 13 شخصًا، وأيدت المحكمة العليا أحكام الإعدام الصادرة بحق 10 أشخاص، وحُكم على ما يقرب من مئة بالسجن لفترات طويلة، وتم إعدام العديد منهم بقتل سجناء سياسيين في صيف 1988.