بتصوير سري.. قناة إسرائيلية تبث سلسلة تقارير من إيران

بثت القناة 12 الإسرائيلية، أول تقرير لها، ضمن سلسلة تقارير أعدتها من داخل إيران، ترصد خلالها الأوضاع الحياتية والاقتصادية في طهران، وذلك من خلال تصوير سري أعده معارض للنظام الحالي لم تكشف القناة عن هويته.

وقالت القناة العبرية إن "التقرير هو الأول لقناة إسرائيلية منذ تولى النظام الحالي الحكم في إيران، العام 1979"، مشيرة إلى أنه تم إخفاء هوية المصور ووجوه الأشخاص الذين تم مقابلتهم وأصواتهم؛ منعا للتعرف عليهم وحفاظا على حياتهم.

الحياة المعيشية للإيرانيين

وأوضحت القناة العبرية أن "القلق اليومي الرئيس للإيرانيين هو تكلفة المعيشة، خاصة وأن العقوبات الدولية المفروضة على بلادهم بسبب البرنامج النووي إلى جانب السياسات الحكومية ساهمت في ارتفاع معدلات التضخم".

ووفق القناة، زار المصور إحدى مناطق التسوق الرئيسة في طهران لقياس الشعور العام في الأزقة المزدحمة والمليئة بالمتسوقين وواجهات المحلات، مضيفة "أخبره صاحب متجر أن مجموعة من الأطباق التي باعها مقابل 6 ملايين ريال قبل أربع سنوات تبلغ الآن 40 مليون (960 دولار)".

وتنقل القناة عن التاجر الإيراني قوله: "لقد تغير الوضع كثيرا، الأسعار تصل بالفعل إلى الملايين والمليارات"، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص ألقوا باللوم على النظام الحالي في ارتفاع الأسعار.

وأشار التقرير، إلى العقوبات الدولية جعلت من الحياة في طهران مستحيلة، كما أنها توثر بشدة على حياة المواطن العادي، وذكر أن "الإيرادات انخفضت بنسبة 65%، كما أنه لا يُسمح لإيران بالتعامل بالدولار الأمريكي".

وأضاف التقرير "على الرغم من دعم الدولة في إيران للخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء ومنتجات مثل الذرة والقمح والأدوية، لكن لا يزال من الصعب على المواطنين كسب العيش الكريم".

وتابع التقرير: "عندما وصل الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي إلى الحكم قال إنه سيعتني بالفقراء وسيهتم بالشعب الإيراني والطعام على الطاولة؛ ولكن فور انتخابه قفزت الأسعار عدة مرات".

وأردف التقرير العبري: "كل عام تُرفع الرواتب بنسبة 10% في المقابل ترفع الأسعار بنسبة 1000%"، لافتا إلى أن حركة المرور وتلوث الهواء من الشواغل الرئيسة الأخرى لمعظم سكان العاصمة الإيرانية طهران.

المناطق الأكثر ثراء

وسلّط تقرير القناة 12 العبرية، الضوء على المنطقة الشمالية التي تعتبر الأكثر ثراء في العاصمة طهران، مشيرا إلى أن المصور زارها وصور حدائقها وآثارها، واصفة إياها بـ "الأكثر علمانية، وأقل دعما للنظام الإيراني".

وقال التقرير إن "الفتاوى الدينية الحكومية لم تطبق بصرامة، حيث إن بعض النساء لا يرتدين الحجاب أو لم يرتدينه بشكل صحيح"، مضيفا: "فنانو الشوارع يعزفون موسيقى ليس من المفترض أن يعزفوها، ويقيم أطفال الأثرياء الإيرانيين حفلات بدفع أموال للشرطة المحلية".

وأشار تقرير القناة العبرية، إلى أن "النظام الإيراني يتسامح مع بعض الخروقات للقانون على نطاق شخصي صغير؛ لكنه يتدخل إذا كان الأمر أكثر انتشارا"، لافتا إلى أن جنوب طهران أكثر محافظة ودينية وفقرا، وأكثر دعما للنظام الحالي.

مخدرات 

وتابع التقرير: "في جنوب طهران التقى المصور بإيرانيين بلا مأوى يتجمعون في الهواء الطلق تحت البطانيات، وفي الليل كانت المنطقة مزدحمة بمتعاطي المخدرات الجالسين على الرصيف"؛ لافتا إلى أن المخدرات انتشرت في إيران بسبب المعدلات العالية للفقر والبطالة.

وأشار التقرير، إلى أن "المصور السري التقى بسيدات في طهران يعملن في الدعارة، ويقدمن أنفسهن للسائقين والعابرين مقابل حوالي 15 دولارا"، مبينا أن تلك السيدات وجّهن انتقادات حادة للنظام الإيراني؛ واعتبرنه سبباً لعملهن في هذه المهنة.