لماذا استعان بوتين بقوات خارجية في غزوه أوكرانيا؟
لماذا استعان بوتين بقوات خارجية في غزوه أوكرانيا؟لماذا استعان بوتين بقوات خارجية في غزوه أوكرانيا؟

لماذا استعان بوتين بقوات خارجية في غزوه أوكرانيا؟

كشف تقرير ألماني، سبب استعانة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعناصر قتالية خارجية في غزو بلاده لأوكرانيا.

وذكرت قناة "تسيت دي إف" الألمانية في تقريرها، أن "روسيا تخوض حربًا في أوكرانيا، لم تكن مستعدة لها، ما عرضها لخسائر ضخمة، سواء كانت بشرية أو على مستوى المعدات، حسب تقديرات غربية".

ولا توجد أرقام موثوقة عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجيش الروسي، حيث ذكرت موسكو مطلع آذار/مارس الجاري، أن حوالي 500 من جنودها قتلوا - ومنذ ذلك الحين التزم الكرملين الصمت بشأن هذا الموضوع.

وحتى نهاية الأسبوع الماضي، افترضت الولايات المتحدة مقتل ما بين 5 إلى 6 آلاف جندي روسي، فيما تتحدث أوكرانيا عن 12 ألف قتيل، وهو ما يعتبره المراقبون إحصاء مرتفعًا للغاية.

وكانت روسيا قد حشدت في الأصل حوالي 180 ألف جندي لغزو الأراضي الأوكرانية، الذي بدأ في 24 شباط/فبراير الماضي.

وأشارت القناة إلى أن "موسكو تبحث حاليًا وبشكل عاجل عن جنود جدد للدفع بهم إلى جبهة القتال، خاصة أولئك الذين لن يؤدي مقتلهم أو إصابتهم إلى تغيير مزاج البلاد ضد الرئيس بوتين".

مقاتلو الشيشان

وذكرت أن "موسكو تعتمد في رفد قواتها على الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، وجيشه الخاص، حيث تتمتع الشيشان بالحكم الذاتي، وهي إحدى أهم حلفاء الرئيس الروسي حاليًا".

وينشط مقاتلو، قديروف، المعروفون باسم "قاديروفتسي" بشكل أساسي قرب العاصمة الأوكرانية كييف.

ونقلت القناة الألمانية، عن الباحثة في شؤون أوروبا الشرقية في معهد العلوم والسياسة الألماني، مارجريت كلاين، قولها: "لا توجد أرقام موثوقة حول عدد المقاتلين الشيشان في أوكرانيا".

ووفقًا، لكلاين، هناك قرابة 70 ألف من مقاتلي "قاديروفتسي"، ولذلك فمن المؤكد أن يكون هناك المزيد من المقاتلين الجدد متاحين للرئيس الروسي.

وقالت القناة الألمانية، إنه "بالنسبة، لقديروف، فإن مشاركته المنظمة في الحرب هي جزء من علاقته الانتهازية الجديدة مع الكرملين".

وأضافت: "في مقابل الولاء العسكري والسياسي لموسكو، يمنح الرئيس الشيشاني حرية عمل واسعة في بلاده".

وتقطع، كلاين، بحسم بأنه "تم دمج قوات، قاديروفتسي، رسميًا في الهياكل الأمنية والعسكرية الروسية مؤخرًا"، لكنهم في الواقع "يتبعون فقط، الحاكم قاديروف، الذي يلتزمون تجاهه بولاء شخصي".

وكان قديروف، قد نشر مؤخرًا، مقطع فيديو على قناته على "تلغرام"، يزعم من خلاله أنه هو وصديقه المقرب، آدم ديليمخانوف، يزوران القوات في أوكرانيا.

لكن لا يمكن التحقق من صحة ذلك، وتقول كلاين: "انتشارهم في أوكرانيا هو جزء من حرب نفسية، لأن هناك تخوفا كبيرا من وحشية قوات قاديروفتسي".

المتطوعون السوريون

أما الطريقة الأخرى التي يتبعها، الرئيس بوتين، لتأمين مزيد المقاتلين في أوكرانيا، فهي سوريا.

ويدين الرئيس السوري بشار الأسد، للرئيس الروسي بالكثير من الخدمات.

ومنذ 2015، تدعم روسيا الحكومة في دمشق في محاربة الميليشيات المختلفة، بما في ذلك تنظيم "داعش" المتشدد.

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مؤخرًا، إن "16 ألف متطوع، معظمهم من دول الشرق الأوسط، سجلوا أسماءهم للقتال إلى جانب روسيا".

في الوقت نفسه، وزعت وزارة الدفاع الروسية صورًا دعائية لقوات تابعة للحكومة السورية في تجمع مؤيد لروسيا.

من جانبه، قال رئيس تحرير مجلة "زينيث" الألمانية، دانييل جيرلاخ، لقناة "تسيت دي إف"، إن "العروض التي تبث عن أفراد سوريين يمثلون جماعات شبه عسكرية والذين أمروا برفع الأعلام الروسية وصور بوتين، هي في الأساس عروض دعاية".

وأضاف جيرلاخ، أن "الغالبية العظمى من الشباب السوري في مناطق الحكومة السورية لا يريدون العودة إلى الحرب".

وتابع: "لم يكن للقوات المسلحة السورية سجل جيد في القتال في المدن واضطرت إلى اللجوء لمساعدة حزب الله والقوات شبه العسكرية التي تقودها إيران لمحاربة التمرد في الداخل".

وزاد: "لكن، لن يكون تجنيد المقاتلين السوريين مهمًا بشكل خاص".

"مرتزقة فاغنر"

من جانب آخر، يمكن لشركات المرتزقة الروسية أن تلعب قريبًا دورًا أكبر في حرب أوكرانيا.

ووفقًا لبحث أجرته صحيفة "بريتش تايمز" ونقلتة القناة الألمانية، "فقد تم بالفعل نشر أكثر من 400 مرتزق من شركة (فاغنر) الروسية، على سبيل المثال لقتل السياسيين الأوكرانيين على وجه التحديد".

وحسب تقارير إخبارية غربية، فإن "فاغنر زادات من جهود تجنيدها بين قدامى المحاربين بسبب الغزو، كما تم تخفيف المتطلبات، لذلك لم تعد الجنسية غير الروسية أو السجلات الجنائية معيارًا للاستبعاد".

وعلى الورق، يبلغ عدد القوات المسلحة الروسية أكثر من مليون جندي نشط ونحو مليوني جندي احتياطي.

ووفق "تسيت دي إف"، فإن "الرئيس الروسي، لا يستطيع الاعتماد عليهم بحرية، إذ تشكل القوات القتالية دائمًا جزءًا فقط من القوات المسلحة".

وأضافت: "لا يمكن أن تستمر الحرب إلا إذا نجحت واستمرت الخدمات اللوجستية والطبية، وتبادل القوات المنهكة بعد أسابيع قليلة".

وأردفت القناة أنه "على هذ النحو سيحول الاعتماد على المجندين والاحتياطيين فقط -من غير مساعدات خارجية- الحربَ إلى عملية أقل شعبية".

وأُجبرت وزارة الدفاع الروسية نهاية الأسبوع الماضي، على الاعتراف بأنها أرسلت أيضًا مجندين جددا إلى أوكرانيا.

لكن الرئيس الروسي، قال في رسالة تطمينية: "أؤكد أن المجندين لن يشاركوا في العمليات القتالية ولن يفعلوا ذلك. (...) لن يكون هناك المزيد من استدعاء جنود الاحتياط".

يشار إلى أنه في يوم التجنيد السنوي، والموافق الأول من نيسان/أبريل المقبل، سيبدأ أكثر من 100 ألف مجند روسي خدمتهم.

وعليه فإن استخدامهم في حرب أوكرانيا "سيكون له ثمن سياسي باهظ بالنسبة للرئيس الروسي"، حسب القناة الألمانية.

وخلص تقريرها إلى قول إن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعان بعناصر قتالية خارجية في غزو أوكرانيا، لأنه لا يريد خسارة الجبهة الشعبية الداخلية عبر المزيد من الخسائر البشرية المؤثرة بين الجنود وقوات الاحتياط".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com