ما الثمن السياسي لتصاعد النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية؟
ما الثمن السياسي لتصاعد النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية؟ما الثمن السياسي لتصاعد النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية؟

ما الثمن السياسي لتصاعد النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية؟

قال تقرير لموقع " إلدينيرو" الإسباني، إن النفوذ الصيني في دول أمريكا الجنوبية آخذ بالتوسع بشكل متزايد خلال الفترة الماضية، مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة التي كانت دائما تعتبر تلك المنطقة الحديقة الخلفية لها.

وذكر الصحافي الإسباني خوان بابلو كاردينال، الخبير في الشؤون الصينية، أن دول أمريكا اللاتينية، ترى الصين مصدرا للفرص التي لا تقدمها الدول الأخرى، محذرا من الثمن السياسي الذي يمكن أن تقدمه مثل هذه المساعدات.

وأوضح المختص بالشأن الصيني، أن الثمن السياسي للمساعدات الصينية هو الصمت حول الخلافات وانعدام الشفافية في تلك الدولة (الصين).

كما شدد كاردينال، على الخطر الكامن في فكرة أن "النخب السياسية والاقتصادية يمكن أن ترى الصين، دليلا على أن التنمية والازدهار دون ديمقراطية أمر ممكن، في وقت لا تقدم فيه الديمقراطيات الليبرالية ردودا على تحديات القرن الحادي والعشرين".

وخلال مشاركته في المنتدى الرقمي "إلى أين تتجه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية"، الذي نظمته مؤسسة FAES للدراسات، خلص كاردينال إلى أن "الروايات الصينية الجديدة تستند إلى حقيقة أن النموذج الصيني متفوق على نموذج الديمقراطيات الغربية، ويجب تصدير هذا النموذج".

وقالت مارغريت مايرز، مديرة برنامج آسيا وأمريكا اللاتينية في مؤسسة "حوار البلدان الأمريكية"، إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في أمريكا اللاتينية لم تتغير رغم وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن لسدة الحكم في أمريكا، ورغم جهودها لصالح حقوق الإنسان في المنطقة.

وأضافت مارغريت، أن الصين طورت شبكة اتصالات تجارية وسياسية في المنطقة، وهذا النهج اللامركزي يسمح لهم بدعم العديد من البلدان بالموارد والمساعدات الفنية.

وأعرب بيبي زانغ المدير المساعد وكبير المحللين في مؤسسة "أتلانتيك كاونسل"، عن قلقه بشأن فقدان تايوان الدعم في أمريكا اللاتينية، حيث إن الصين تدفع بعض الدول لدعم موقف بكين من خلال اتفاقيات تجارية كبيرة.

كما أبدى اعتقاده بأن جهود الولايات المتحدة لمحاولة التنافس مع الصين أثبتت عدم فاعليتها، مثل مشروع (B3W) "إعادة بناء عالم أفضل"، وهو مبادرة تجارية تحاول مكافحة المشروع الاقتصادي الضخم المتمثل في طريق الحرير الصيني الجديد.

وقال زانغ "لم أجد مؤشرات خلال الأشهر الأخيرة حول اتجاه بوصلة هذه المبادرة، لكنني أعتقد بالتأكيد أن النقاش الذي لا يزال مطروحا على الطاولة هو ما إذا كان بإمكان الإدارة الأمريكية حقا إيقاف الصين".

وأضاف "نحن نعيش في عالم أيديولوجي، والصين أكثر استعدادا لتجاوز الخط الأيديولوجي والتعاون مع جميع الدول، وبالتالي سيكون لديها نفوذ أكبر، بينما الولايات المتحدة أكثر محدودية في هذا الصدد".

وكان آخر ملامح ذلك النفوذ الصيني المتصاعد في دول أمريكا اللاتينية، زيارة الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الأخيرة إلى بكين، التي توجت بالإعلان عن انضمام بلاده إلى مبادرة طريق الحرير الجديد، وهو مشروع طموح قائم على مشاريع تجارية وبنية تحتية بمئات المليارات.

ويعد انضمام الأرجنتين إلى مبادرة "الحزام والطريق" مكسبا مهما لصالح بكين، إلى جانب مجموعة دول أمريكا اللاتينية التي انخرطت خلال العقد الأخير مع القوة الآسيوية، في جزء كبير من مشاريعها التنموية، مثل البرازيل وتشيلي وبيرو، إضافة إلى بوليفيا وفنزويلا اللتين تعتبرهما الصين شريكا رئيسا لها.

ومن المتوقع أن يشكل التقارب المتسارع في التعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، تحديا للنفوذ الذي مارسته الولايات المتحدة على مدى قرنين من الزمان، في تلك المنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com