مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية على مسجد شهداء الأقصى بدير البلح
تصدر المشهد الليبي عناوين أبرز الصحف العالمية، صباح اليوم الجمعة، بعد تعيين مجلس النواب رئيسا جديدا للوزراء، في خطوة قد تؤدي إلى انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى والاضطرابات السياسية و"شبح الانقسامات" مجددا.
وتناولت صحف مستجدات الأزمة الأوكرانية، وسط تحذيرات من "غزو روسي شامل"، بعد أن أجرت القوات الروسية تدريبات عسكرية ضخمة في بيلاروسيا.
فيما ذكرت صحف أخرى أن أمريكا وافقت على إجلاء مواطنيها من أوكرانيا إذا حدث غزو روسي، حيث تسعى واشنطن لتجنب تكرار الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
وناقشت صحف مسألة لقاحات كورونا و"الانقسام الصارخ" في توزيعها في العالم، مؤكدة أن تطعيم أكثر من نصف سكان العالم "إنجاز لوجستي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية".
ليبيا.. والانزلاق إلى الفوضى
ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه "من المقرر أن تتفاقم الاضطرابات السياسية في ليبيا بعد أن عيّن البرلمان - الذي يتخذ من الشرق مقرا له - وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، بالتزكية رئيسا جديدا للوزراء، ورفض الرئيس المؤقت، عبدالحميد الدبيبة، التنحي، وقال إنه لن يسلم السلطة إلا بعد انتخابات وطنية".
واعتبرت الصحيفة أن "هذا التطور يتعارض تماما مع جهود الأمم المتحدة التي تحاول إنقاذ الدولة المنقسمة"، مشيرة إلى أنه "من المرجح أن ينتج إدارتين متوازيتين، ما يزيد من تفاقم الوضع وتعقيده".
وتعصف ليبيا بالصراع منذ أن أطاحت الانتفاضة التي دعمها "الناتو" وقتلت الرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011. وكانت البلاد منقسمة لسنوات بين إدارات متنافسة في الشرق والغرب، كل منها مدعومة من قبل الميليشيات والحكومات الأجنبية.
ووفقا للصحيفة، "كان من المقرر أن تجري ليبيا انتخابات رئاسية في 24 ديسمبر الماضي، لكن التصويت تأجل بسبب الخلافات بين الفصائل المتنافسة حول القوانين التي تحكم الانتخابات والمرشحين للرئاسة المثيرين للجدل، حيث جادل المشرعون من الشرق بأن ولاية حكومة الدبيبة انتهت في ذلك التاريخ".
وأوضحت الصحيفة أن "الانتخابات كانت ركيزة أساسية للجهود التي توسطت فيها الأمم المتحدة لإحلال السلام في الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا، وحثت الحكومات الغربية على بقاء الحكومة الحالية في السلطة حتى إجراء التصويت لتجنب الفوضى والارتباك".
وأشارت إلى أنه "تم تعيين الدبيبة رئيسًا للوزراء في فبراير من العام الماضي كجزء من عملية سياسية بوساطة الأمم المتحدة ويدعمها الغرب، وكانت المهمة الرئيسية لحكومته هي توجيه الدولة المنقسمة بشدة نحو المصالحة الوطنية وقيادتها من خلال الانتخابات".
أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فاعتبرت أن "تعيين باشاغا رئيسا للوزراء من قبل مجلس النواب يمثل نكسة كبيرة للبلاد التي سعت لسنوات لتوحيد نفسها، ولكنها أصبحت الآن منقسمة مرة أخرى، مع التنافس على قيادتها، بعد ساعات فقط من وقوع الدبيبة ضحية محاولة اغتيال فاشلة".
ورأت الصحيفة أنه "من المحتمل أن يؤدي قرار مجلس النواب إلى تقسيم الغرب بشكل كبير"، معتبرة أنه "يصب في مصلحة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ويدعم موقفه بقوة إذا تقرر خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة".
وأشارت إلى أنه "يدعم أيضا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب والذي صمم تصويت أمس".
وفي سياق متصل، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "ليبيا تنزلق أكثر في الفوضى مع اختيار البرلمان للحكومة الجديدة، وأن رفض الدبيبة لهذا القرار يثير مخاوف من عودة البلد الممزق إلى الانقسام مع حكومتين متنافستين"، واصفة القرار بأنه "أسوأ سيناريو يخشاه الكثير من الليبيين، وكذلك الدول الغربية التي دعمت العملية الانتخابية".
وقالت في تحليل لها: "هذا الخلاف يعيد البلاد إلى حالة مألوفة؛ زعيمان متنافسان ودولة منقسمة إلى نصفين - شرق وغرب. ويقع مقر البرلمان في الشرق، بينما تتخذ حكومة الدبيبة المعترف بها دوليا من العاصمة طرابلس في الغرب مقرا لها".
وأضافت: "كان من المقرر أن تحل الانتخابات محل الترتيب الحالي لتقاسم السلطة - حيث يقود رئيس الوزراء الحكومة بمساعدة مجلس رئاسي من ثلاثة أشخاص - برئيس واحد.. وكان الليبيون والمسؤولون الغربيون يأملون أن يتمتع رئيس منتخب بالشرعية للضغط من أجل دستور جديد، وإبعاد المرتزقة الأجانب الذين ما زالوا باقين في ليبيا، وإنشاء بنك مركزي واحد وجيش موحد، من بين مؤسسات أخرى".
وأيدت "نيويورك تايمز" رواية نظيرتها البريطانية، "الإندبندنت"، وذكرت في تحليلها: "يرى دبلوماسيون ومحللون أن باشاغا أبرم صفقة على ما يبدو مع حفتر"، وقالوا إن "الرجل القوي في ليبيا قدم دعمه مقابل وعود بمنح مناصب وزارية رئيسية لحلفائه في الحكومة الجديدة وتمويل جيشه".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن كلوديا غازيني، محللة شؤون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: "سنرى خلافات ونزاعات حول من تعتبر نفسها الحكومة الشرعية، وسنشهد فوضى مؤسسية لبعض الوقت".
أوكرانيا.. بايدن يتجنب "شبح كابول"
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على خطط للقوات الأمريكية في بولندا للمساعدة في إجلاء آلاف الأمريكيين من أوكرانيا في حالة حدوث غزو روسي، حيث يسعى البيت الأبيض لتجنب تكرار الانسحاب الفوضوي من أفغانستان".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها: "ستبدأ القوات البولندية والأمريكية في بناء المعسكرات ونقاط التفتيش لمساعدة الأمريكيين إذا فروا.. ومن المقرر أن يصل حوالي 1700 جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى بولندا في غضون أيام".
وتابعت الصحيفة: "لا يزال هناك حوالي 30 ألف أمريكي في أوكرانيا، رغم نصيحة البيت الأبيض لجميع المواطنين الأمريكيين بمغادرة البلاد إذا استطاعوا".
وقال بايدن، أمس، إن "على المواطنين الأمريكيين المغادرة الآن"، مضيفًا أنه لن يرسل قوات لإنقاذ الأمريكيين الفارين من البلاد إذا غزت روسيا، حيث "يمكن للأمور أن تسير بشكل سريع الجنون في أوكرانيا"، على حد تعبيره.
وتحت عنوان "شبح كابول يخيم على خطط الإجلاء الأمريكية"، أردفت الصحيفة: "أدى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد دخول حركة طالبان العاصمة في أغسطس الماضي، إلى إجلاء 100 ألف أمريكي وأفغاني من البلاد، لكن عشرات الآلاف تركوا وراءهم.. وقُتل 13 عسكريًا أمريكيًا، إلى جانب عشرات المدنيين الأفغان، وتراجعت نسب قبول بايدن لدى الجمهور الأمريكي بعد الانسحاب ولم تسترد عافيتها".
تدريبات عسكرية روسية تثير المخاوف
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "التدريبات العسكرية الروسية الضخمة التي أجرتها، الخميس، في بيلاروسيا على حدودها الغربية مع بولندا وليتوانيا وعلى طول جناحها الجنوبي بالقرب من أوكرانيا، تثير مخاوف الغزو".
ويعتقد مسؤولون غربيون، وفقا للصحيفة، أن "موسكو أرسلت ما يصل إلى 30 ألف جندي إلى بيلاروسيا فيما يخشون أنه خطوة إلى الأمام لتنفيذ وعيدها تجاه كييف".
كما يرى المسؤولون الغربيون أن "التدريبات الروسية في بيلاروسيا يمكن أن تفتح ناقلًا جديدًا محتملا لشن هجوم على أوكرانيا، إضافة إلى 100 ألف جندي نشرتهم موسكو بالفعل على الحدود الروسية الأوكرانية".
وأضافت الصحيفة أن "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يعتبران المناورات الروسية الأخيرة هي أكبر تدريبات عسكرية منذ الحرب الباردة"، محذرين من أنها "قد تكون جزءًا من غزو روسي محتمل لأوكرانيا".
وتابعت: "يرى محللون عسكريون أن توقيت التدريبات والعدد الإجمالي للقوات ونوع أنظمة الأسلحة المنتشرة، تؤكد هذا الرأي (الاستعداد للغزو)".
وقالوا - وفقًا لصور الأقمار الصناعية وبيانات مفتوحة المصدر - إن "موسكو نشرت، كجزء من التدريبات، المقاتلات النفاثة (SU-25) و(SU-35) وأنظمة التشويش الإلكترونية وأنظمة صواريخ من طراز (إسكندر) ذات القدرات النووية وأنظمة (إس -400) الصاروخية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "التعزيز العسكري المكثف على بعد 140 ميلا فقط من كييف، أثار مخاوف من أن روسيا قد تشن هجومًا متعدد الاتجاهات".
ونقلت عن المحللين قولهم: "حتى لو لم تدخل روسيا أوكرانيا عبر بيلاروسيا في شكل غزو، فإن عمليات الانتشار ستزيد من ضغط قوات كييف من خلال الاضطرار إلى الدفاع ضد تهديد الشمال".
وأردفت: "كما أنها (التدريبات العسكرية الروسية) تسمح لموسكو بالدفاع عن موقعها الغربي المكشوف في كالينينجراد، المحصور بين الاتحاد الأوروبي وأعضاء الناتو بولندا وليتوانيا، وتوفر رادعًا فعالًا ضد الناتو".
وأشار المحللون إلى أن "أنظمة التشويش الإلكترونية يمكن استخدامها لمنع أعضاء الناتو من مساعدة كييف في جمع المعلومات الاستخبارية".
كورونا.. "انقسام صارخ"
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه "بعد حوالي عام من بدء الدول الغنية في طرح اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، تم تطعيم أكثر من نصف سكان العالم بالكامل، في خطوة وصفت بأنها "إنجاز لوجستي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية".
وأضافت الصحيفة أنه "رغم ذلك، لا يزال الانتشار العالمي متفاوتًا وصارخًا، حيث أبلغت البلدان الفقيرة عن معدلات تطعيم أقل بكثير من الدول الغنية".
وحذر خبراء الصحة العامة من أن عدم المساواة في اللقاحات يساعد في إطالة أمد الوباء.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: "وفقًا لإحصاءات دولية، يتم تطعيم ما يقرب من 54% من سكان العالم بالكامل ضد فيروس كورونا، وتلقى ما يقرب من 62% جرعة واحدة على الأقل من اللقاح. ومع ذلك، فإن أقل من 11% من الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل".
ويقفز هذا الرقم، وفقا للصحيفة، إلى حوالي 55% للبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى، وما يقرب من 80% لكل من البلدان ذات الدخل المتوسط المرتفع والدول ذات الدخل المرتفع.
وأضافت الصحيفة: "قال مسؤولو منظمة الصحة العالمية، الشهر الماضي، إن البلدان التي تخلفت عن مواكبة الدول الغنية تواجه العديد من التحديات في إدارة اللقاحات، بما في ذلك الافتقار إلى القيادة والتنسيق ونقص العاملين الصحيين".
وتابعت: "أكدت المنظمة أن ما يقرب من 90 دولة لم تصل إلى (هدف التطعيم الوطني لوكالة الصحة العامة) في أواخر عام 2021، وليست على المسار الصحيح للوصول إلى هدفها في منتصف العام الجاري".
وأوضحت أن "العديد من هذه البلدان يقع في قارة إفريقيا، حيث لم يتلق 85% من الناس أي جرعة من اللقاح حتى الآن".