صحف عالمية: استهداف القرشي يمنع عودة داعش.. والتعاون التركي الأوكراني يستفز روسيا
صحف عالمية: استهداف القرشي يمنع عودة داعش.. والتعاون التركي الأوكراني يستفز روسياصحف عالمية: استهداف القرشي يمنع عودة داعش.. والتعاون التركي الأوكراني يستفز روسيا

صحف عالمية: استهداف القرشي يمنع عودة داعش.. والتعاون التركي الأوكراني يستفز روسيا

تصدر الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة، صباح اليوم الجمعة.

ووصفت صحف عملية الإنزال الأمريكية التي فجر على إثرها أبو إبراهيم الهاشمي القرشي نفسه بأنها "عملية صائبة" منعت التنظيم من العودة من التشكيل مجددا.

وعرضت صحف أخرى موقف الحكومة السورية من مقتل القرشي، حيث نددت دمشق بالعملية واعتبرتها انتهاكا صارخا لسيادتها.

بينما اعتبرت صحف توقيع الرئيس التركي صفقة لتعميق التعاون الدفاعي مع أوكرانيا "استفزازا واضحا لروسيا".

عملية صائبة لمنع عودة داعش

وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عملية الإنزال التي نفذتها "فرقة كوموندوز" في سوريا، الخميس، وقُتل على إثرها زعيم تنظيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بأنها "صائبة للغاية، خاصة أنها جاءت في وقت كشفت فيه تقارير أن التنظيم المتطرف كان يستعد للعودة والظهور من جديد بعد هزيمته".

وذكرت الصحيفة، أن "التنظيم أعاد تنظيم صفوفه في السنوات الثلاث منذ خسارته لأراضيه في العراق وسوريا بعد مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية العام 2019، ليبدأ في العودة في الأسابيع الأخيرة".

واستطردت: "التنظيم تلقى ضربة قاسمة لهذه الجهود بعملية أمس، إلا أن مقتل القرشي سيفتح فصلا آخر في تاريخ جماعة متطرفة أظهرت قدرتها على إعادة تشكيل نفسها".

وأشارت الصحيفة إلى أن "التنظيم لا يزال لديه عشرات الملايين من الدولارات لتمويل عملياته الإرهابية في جميع أنحاء العالم، آخرها كان هجومه على سجن غويران بمدينة الحسكة السورية راح ضحيته حتى الآن نحو 500 قتيل".

وأوضحت أنه "منذ أن أطاح التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالتنظيم، تحول الأخير إلى تمرد سري لديه القدرة على شن هجمات مميتة".

ورأت الصحيفة، في تحليل لها، أن "استمرار وجود داعش يشكل معضلة غير مريحة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي سعت إلى الابتعاد عن حروب الشرق الأوسط؛ لمواجهة الصين وروسيا بشكل أفضل".

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية صرحت العام الماضي، بأن "التنظيم يواصل إرسال الأموال لدعم فروعه في جميع أنحاء العالم لشراء الأسلحة والإمدادات والمخصصات للمقاتلين وعائلاتهم".

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "الهجمات الأخيرة للتنظيم في سوريا والعراق كانت تهدف على ما يبدو إلى اختبار القدرات القتالية له بعد فترة من إعادة التجميع".

وأشار المحللون إلى أن "التنظيم الإرهابي فقد ما يقرب من 50 من كبار القادة في السنوات السبع إلى الثماني الماضية، إلا أن هناك جيلا جديدا غير معلوم للأجهزة الأمنية".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "نجاح العملية بالنسبة لبايدن كان بمثابة راحة مرحب بها من التهديد الذي يلوح في الأفق بالغزو الروسي لأوكرانيا"، مشيرة إلى أنها "جاءت بعد شهور من التخطيط".

وقالت الصحيفة، في تحليل لها: "كان ذلك مهما لسبب آخر، حيث بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في أغسطس الماضي، وكان هناك قلق واسع النطاق من أن الإجلاء الأمريكي سيعطي داعش فرصة جديدة لاستعادة الأراضي التي خسرها، خاصة بعد أن أخبر مدير وكالة المخابرات المركزية الكونغرس أن جهود جمع المعلومات الاستخبارية حول عمليات داعش المحلية قد تتضرر بشكل كبير".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن محللين قولهم إن "القرشي (45 عاما) المولود في العراق، كان بعيدا عن الأنظار، ما ساعده على التملص من المطاردة الأمريكية، إلا أن ذلك أيضا أعاق قدرته على توسيع شبكة التنظيم الإرهابي في العالم".

واعتبرت الصحيفة الأمريكية، أن "سقوط القرشي له أهمية كبيرة، خاصة بعد أن أكدت مصادر مخابراتية أنه كان يحظى بالكثير من الاحترام داخل الدوائر المتطرفة، ومن المعروف عنه بأنه ذكي للغاية وقادر على التفكير الإستراتيجي، رغم أنه لم يكن قريبًا من المكانة البارزة التي كانت لسلفه، البغدادي".

تنديد سوري بمقتل القرشي

في غضون ذلك، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن دبلوماسية سورية قولها، إن "واشنطن خالفت القانون الدولي بسبب الغارة التي نفذتها القوات الأمريكية"، معتبرة أنها "أجندة معادية".

ووفقا للمجلة الأمريكية، صرحت علياء علي، السكرتير الثالث للبعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة، بأن "الغارة الأمريكية الأخيرة انتهاك صارخ آخر لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، حيث تم تنفيذها على الأراضي السورية دون تنسيق أو موافقة من الحكومة السورية".

وأضافت: "هذه الغارة التي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، تستلزم ضمان المساءلة وتجنب الإفلات من العقاب".

وسخرت من تصريح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن "القوات الخاصة نفذت مهمة ناجحة في إدلب"، قائلة: "إن وصف المهمة التي أسفرت عن مقتل 13 مدنيا بأنها ناجحة يجعلنا نتساءل عن عدد الأرواح التي كانت ستفقد إذا فشلت المهمة".

مزاعم بمساعدة إسرائيلية

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أن "تقارير زعمت أن تل أبيب قدمت معلومات مخابراتية استخدمت في العملية الأمريكية لاستهداف زعيم داعش في شمال سوريا في وقت مبكر يوم الخميس (أمس)".

وأضافت الصحيفة: "نقلت القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية عن مصادر أجنبية زعمت أن إسرائيل ساعدت في تعقب القرشي بالاستعانة بمصادر داخل سوريا ساعدت في إنشاء نافذة مخابراتية سمحت للولايات المتحدة بالتحرك".

وتابعت: "أفادت محطة (كان) الإسرائيلية أن الولايات المتحدة أخطرت إسرائيل بالعملية في وقت مبكر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى معرفة تل أبيب بالقرشي؛ لأنه كان يتولى (ملف إسرائيل) في داعش قبل توليه منصب الزعيم في أكتوبر 2019، بعد مقتل البغدادي".

ورأت الصحيفة العبرية أن "العملية تمثل نجاحا عسكريا للولايات المتحدة في وقت مهم بعد الانتكاسات في أماكن أخرى - بما في ذلك الانسحاب الفوضوي من أفغانستان – والتي دفعت الحلفاء والمعارضين إلى استنتاج أن قوة أمريكا على مستوى العالم تضعف، معتبرة أن مقتل القرشي يمثل ضربة كبيرة في وقت يحاول فيه التنظيم إعادة إثبات نفسه في سوريا والعراق.

تركيا وأوكرانيا تستفزان روسيا

واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صفقة لتعميق التعاون الدفاعي مع أوكرانيا، "استفزازا واضحا لروسيا وخطوة من شأنها أن تثير غضب موسكو التي حذرت من إمداد كييف بمزيد من الأسلحة".

ورأت الصحيفة أن "إظهار أردوغان دعم بلاده - العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) – لأوكرانيا، يكذب الاتهامات التي يواجهها منذ فترة بالتقارب الوثيق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والنفوذ الروسي الكبير على تركيا".

وذكرت الصحيفة أن "الرئيس التركي - الذي اتهمه الغرب منذ سنوات بالتوجه نحو موسكو والتخلي عن الناتو - لم يحذر مرارًا وتكرارًا من مخاطر التوغل الروسي الأعمق في أوكرانيا، لكنه اتخذ خطوات ملموسة بتزويد كييف بالأسلحة بما في ذلك الطائرات المسلحة دون طيار".

وأضافت الصحيفة في تحليل لها: "يرى محللون أن هذا الدعم لكييف ينطوي على مخاطر كبيرة لتركيا، بالنظر إلى اعتمادها الاقتصادي على روسيا، وخطر أن يستخدم بوتين الغاز والسياحة والتجارة والصراع في سوريا كأسلحة سياسية ضد أردوغان".

وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن "أنقرة عارضت بشدة ضم موسكو لشبه جزيرة القرم العام 2014 من أوكرانيا، لكن في المقابل، نمت علاقة أردوغان مع بوتين بشكل وثيق في السنوات التي تلت ذلك، مدفوعة بعزلته المتزايدة عن الغرب بسبب سياسته المتشددة، حيث أثار قرار الرئيس التركي شراء نظام دفاع جوي روسي من طراز "S-400" مزاعم بأن تركيا تخلت عن "الناتو" وتحدت الولايات المتحدة".

وتابعت: "رغم العلاقات الشخصية الدافئة بين أردوغان وبوتين، إلا أن الزعيمين وجدا نفسيهما في كثير من الأحيان يتنافسان بدلا من التعاون، خاصة في مجال السياسة الخارجية، وكثيرًا ما يشير المسؤولون الأتراك إلى أنهم دعموا الجانب الآخر للروس في النزاعات في سوريا وليبيا والقوقاز".

وأردفت: "في المقابل، كانت موسكو منزعجة بشكل خاص من التعاون الدفاعي المتزايد بين تركيا وأوكرانيا. وحذر مسؤولون روس في أكتوبر الماضي، من أن الطائرات المسيرة التركية يمكن أن تزعزع الاستقرار على طول الحدود".

وأكدت الصحيفة أن "أنقرة، مثل ألمانيا، تدرك تماما نقاط الضغط التي يمكن أن يستغلها بوتين إذا شعر أنها تجاوزت الخط الأحمر، حيث تعتمد تركيا بشكل كبير على الغاز الطبيعي المستورد لتزويد محطاتها بالطاقة وتدفئة منازلها، وتعاني بالفعل من نقص هذا العام".

بالإضافة إلى إمدادات الغاز، قالت الصحيفة البريطانية إن "بوتين يمكنه التأثير في مجالات أخرى مثل السياحة، خاصة أن السياح الروس كانوا أكبر زوار تركيا الأجانب في العام 2019، بالإضافة إلى وقفه استيراد بعض المنتجات التركية، مع حقيقة أن روسيا كانت أهم سوق لصادرات الفواكه والخضراوات التركية العام الماضي".

واستطردت الصحيفة في تحليلها: "لكن نقطة الضعف التي تقلق تركيا أكثر من غيرها هي إدلب، آخر محافظة يسيطر عليها المتمردون في سوريا، حيث يقوم الآلاف من القوات التركية بمراقبة حالة الجمود غير المستقرة مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، المدعوم من روسيا".

وأضافت: "يتعرض أردوغان بالفعل لضغوط سياسية في الداخل بسبب 3.6 مليون لاجئ سوري في البلاد. وتعتقد أنقرة أن الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الروسية على أهداف مدنية في المحافظة في وقت سابق من الشهر الجاري كانت بمثابة تحذير لتركيا - ولأوروبا - من أن موسكو قد ترسل ملايين اللاجئين الآخرين".

واختتمت "فاينانشيال تايمز" تحليلها بالقول: "لكن التحدي الحقيقي لأنقرة سيكون ما يجب فعله إذا دعا الناتو تركيا إلى تقديم المزيد من الدعم العسكري،" وتساءلت: "ماذا يحدث إذا أراد الناتو استخدام المنشآت العسكرية التركية لدعم العمليات البحرية أو الجوية؟"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com