عقب إعلان الحريري.. ما دلالات لقاء سامي الجميّل ومفتي لبنان؟
عقب إعلان الحريري.. ما دلالات لقاء سامي الجميّل ومفتي لبنان؟عقب إعلان الحريري.. ما دلالات لقاء سامي الجميّل ومفتي لبنان؟

عقب إعلان الحريري.. ما دلالات لقاء سامي الجميّل ومفتي لبنان؟

ينظر محللون سياسيون إلى أهمية لقاء رئيس حزب "الكتائب اللبنانية"، النائب المستقيل سامي الجميّل، ومفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، ودلالات ذلك من منطلق تزامنه مع الإعلان الأخير لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري عن خروجه من حلبة النزال السياسي في البلد.

واعتبر سامي الجميّل، أن "حقيقة الأوضاع الراهنة في لبنان تتجلى في أن البلاد رهينة بيد سلاح غير شرعي، ويأتمر بدولة خارجية اسمها إيران".

وقال الجميل في ختام لقائه، الخميس، مع مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، إن "الشعب اللبناني هو أيضا رهينة مافيا سياسية متعاونة ومتواطئة مع هذا السلاح، تنهب مقدرات الدولة يوميا".

وأوضح أن "الأسلوب السلمي الوحيد المتاح أمامنا هو الانتخابات (البرلمانية) مع كل علّاتها، ومع كل محاولة لتشويهها"، على حد تعبيره.

وأكد الجميّل، في زيارة إلى دار الفتوى ببيروت، أن "المفتي مرجع وطني لبناني يمتلك ضميرا وطنيا كبيرا، ويتعامل مع كل المسائل الحساسة بالكثير من الاعتدال والانفتاح".

"استجلاب العطف"

وبشأن خلفيات ودلالات الزيارة المتزامنة مع الإعلان الأخير لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري عن خروجه من حلبة النزال السياسي في البلد، قال المحلل السياسي المحامي جوزف أبي فاضل لـ"إرم نيوز"، إن "زيارة الجميّل، مع هذا الوفد تحديدا، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى هكذا صرح ديني، يدل على أن دار الفتوى تمثل مرجعا".

وأضاف: "تزامنت الزيارة مع حدث كبير، ولا يمكن أن ننكر أن تداعيات هذا الحدث انعكست على الشارع المسيحي بشكل كبير أيضا".

ولفت أبي فاضل إلى أن "كلًا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، حاولوا استجلاب عطف سني قبل الانتخابات النيابية، ويحاولون ترسيم التركة الحريرية والاستيلاء على الحصة الأكبر من هذا الإرث السياسي لسعد الحريري وتيار المستقبل".

وأشار إلى أن "مضمون تصريح النائب (المستقيل) الجميّل من دار الفتوى، بعد لقائه المفتي، يدل على أن الجميّل لم يتوقف عند تعليق الحريري حياته السياسية، بل اجتاز هذا الحاجز بأشواط لاستدرار عطف تيار المستقبل ودار الفتوى والحريرية السياسية، بعد هجمة إعلامية طالت جبران باسيل وسمير جعجع".

الصدمة السنية

أما النائب الأول لرئيس "حزب الكتائب" النقيب جورج جريج، الذي كان في عداد الوفد المرافق للجميّل في زيارته لمفتي لبنان، فقال لـ"إرم نيوز" إنه "لا شك أن الشارع السني شهد صدمة، وإن كانت متوقعة، من خلال قرار أكبر كتلة ممثلة لأهل السنة بالانكفاء عن المسرح السياسي".

وأضاف أن "عزوف الحريري، بما ومن يمثل، وسواء التقينا معه في قضايا أو اختلفنا معه في قضايا أخرى، يستدعي التشاور الوطني".

ولفت إلى أن "العنوان الطبيعي هو دار الفتوى، خاصة وأن المفتي يشكل تقاطعا وطنيا حرًا بين مرجعية بيت الوسط، وقبله قصر قريطم، وبين تطلعات الحراك الوطني وما يتوق إليه الجيل الثائر من إصلاح وبناء دولة محترمة".

وأشار جريج إلى أن "كل هذا الجو استدعى أولًا موقفا أصدره المكتب السياسي، وتاليا تشاورا مع سماحته حول مرحلة ما بعد الحريري وما قبل الاستحقاقات الكبرى".

وأضاف: "هنا لا أقصد فقط الانتخابات النيابية ثم الانتخابات الرئاسية، بل أيضا سلوك لبنان إزاء المذكرة الخليجية العربية الدولية، وكيف سيكون الرد الذي سيحمله وزير خارجيتنا إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت.. هل هو عموميات وتطمينات وبيع عواطف أم سيكون ردا مركزا على أسئلة محددة؟ وأكثر من ذلك، مَن سيكتب الرد اللبناني وبأي قلم، بقلم الدولة أو بقلم حزب الله؟".

الإحباط الممنوع

وقال الوزير السابق والنائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ لـ"إرم نيوز" ما حرفيته: "ممنوع الإحباط.. لقد عاش المسيحيون هذا الأمر عام 1991 وأتى على لبنان بكارثة".

وأضاف: "لا خيار إلا استمرار المواجهة لاحتلال القرار السياسي اللبناني بكل الوسائل السلمية، وأولها التوجه إلى الانتخابات النيابية وخوضها والفوز بها".

وشدد أيضا في حديثه لـ"إرم نيوز" على أن "الانكفاء عن السياسة لا يعني انكفاءً عن الوطن.. تأكد لنا أن خيار التغيير هو خيار جيد، لا بل هو الخيار الوحيد بانسحابه، وترك الرئيس الحريري الباب مشرعا لاختراع بدائل جدية من هذه المنظومة.. هو كشفها، وهذا أمر حسن.. خرجنا مطمئنين من اللقاء مع سماحته".

يُذكر أن سامي الجميّل اعتبر المبادرة العربية التي أُطلقت من قبل وزير خارجية الكويت "مبادرة جدية وأساسية".

وأضاف: "نستغرب الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة اللبنانية مع هذه المبادرة، ولم يطرح الموضوع على مجلس الوزراء، ولا كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية معها، مع العلم أننا نحن اليوم بأمسّ الحاجة لأن يعاود لبنان انفتاحه على العالم، وخصوصا الدول العربية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com