كيف سيؤثر "اعتكاف" الحريري على المشهد السياسي في لبنان؟
كيف سيؤثر "اعتكاف" الحريري على المشهد السياسي في لبنان؟كيف سيؤثر "اعتكاف" الحريري على المشهد السياسي في لبنان؟

كيف سيؤثر "اعتكاف" الحريري على المشهد السياسي في لبنان؟

يعيش لبنان على وقع ارتدادات إعلان رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، تعليق عمله في الحياة السياسية وعزوفه عن الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وهز هذا القرار، الذي أعلنه الزعيم السنّي اللبناني الأبرز، الساحة السياسية والأوساط السنية في لبنان، فيما تعددت وتباينت التحليلات والتعليقات في هذا الشأن.

ويرى مراقبون للشأن السياسي اللبناني أن هذا "الاعتكاف" الذي أعلنه الحريري سيُحدث فراغاً في الساحة السياسية السنية.

ورجّحوا أن تكون له تداعيات سلبية على سير عمل الحكومة والانتخابات النيابية المقبلة، وكذلك على الوضعين الاقتصادي والأمني في البلاد، ولاسيما أنه تزامن مع الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد.

والاثنين الماضي، أعلن الحريري، في مؤتمر صحفي، تعليق عمله في الحياة السياسية وعدم ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة.

سد منيع في وجه الفتن

وقال النائب في الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل، نزيه نجم، إن "الحريري كان يشكل أثناء وجوده في السلطة سداً منيعاً في وجه أي عمل عسكري أو فتنة بين الطوائف".

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، "أن الرئيس الحريري سعى جاهداً لإيصال البلد إلى بر الأمان، وجنّبه كل أنواع الصراعات والخلافات والفتن".

وتابع: "الحريري لم يغب عن الساحة السنية رغم إقامته في الخارج في السنتين الماضيتين. وقاعدته الشعبية مع كل الظروف السلبية المتقاطعة هي في أفضل حال اليوم".

وأعرب نجم "عن الخشية من أن يملأ التطرف السني الفراغ السياسي الناتج عن هذا الانكفاء، كون الرئيس الحريري كان مثالاً ورمزاً للاعتدال".

وأضاف: "قرار الحريري الاعتكاف عن السياسة هو تراجع تكتيكي كي يضع الناس أمام مسؤولياتها".

واختتم بالقول: "حلفاؤنا السابقون لم يكونوا أوفياء مع الرئيس الحريري أثناء وجوده في السلطة. لم يعد بإمكاننا المتابعة وحدنا. فليتحملوا المسؤولية".

نواب فاعلون 

بدوره قال الكاتب السياسي راشد فايد لـ"إرم نيوز"، إن "ما كُتب ونُشر حول اعتكاف الرئيس الحريري عن السياسة هو نتيجة تحليلات وتكهنات وقليل من المعلومات، والحريري لم يقاطع الحياة السياسية نهائيا، إنما أعلن اعتكافه عن خوض الانتخابات النيابية وتعليقه العمل السياسي".

وأضاف: "أراد الحريري التعبير عن موقف، وربما سيعود للعمل السياسي في مرحلة مواتية ومناسبة تتطابق مع تطلعاته السياسية ونظرته إلى لبنان".

وقال فايد "لا مجال أن نضيف شيئا إلى الأسباب التي أدلى بها الحريري في خطابه، فقد فضّل الانسحاب على العجز عن العمل تحت وطأة الظروف التي يعيشها البلد حاليا من غياب للدولة، والسلاح المتفلت، وقرارات دولية لا تُطبّق، وإفقار وتجويع".

وشكك فايد في "صوابية التحليلات التي تتحدث عن إمكانية حصول أزمات أو خضات وتوترات أمنية على أثر هذا الحدث".

ولفت إلى أن "المشهد السياسي سيفتقد قيادات سنية مهمة كالرئيس الحريري، ولكن هذا لن يحدث انكفاءً سنيا في الانتخابات النيابية المقبلة، بل سنشهد طفرة من المرشحين، وسيظهر بالتالي نواب فاعلون لديهم الحيثية للتحرك على غرار ما حصل سنة 1972 عندما أفرزت الانتخابات النيابية عددا من النواب سُموا يومها بـ (النواب الفاعلين)".

وبما يخص الدور الذي يمكن لبهاء الحريري، شقيق الرئيس الحريري، أن يلعبه في المشهد السياسي، رأى فايد أن "المشهد مفتوح أمام الجميع وهو مَن يحسم أمره إذا ما كان سيرشح نفسه للانتخابات النيابية أم لا، وثمة عمل ميداني ظهر على الأرض ولكن ثماره ليست واضحة بعد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com