"جون أفريك": خلافات تعصف بجبهة "البوليساريو" وتعقد مهمة الأمم المتحدة
"جون أفريك": خلافات تعصف بجبهة "البوليساريو" وتعقد مهمة الأمم المتحدة"جون أفريك": خلافات تعصف بجبهة "البوليساريو" وتعقد مهمة الأمم المتحدة

"جون أفريك": خلافات تعصف بجبهة "البوليساريو" وتعقد مهمة الأمم المتحدة

سلطت مجلة "جون أفريك" الضوء على ما قالت إنه خلافات داخلية تعصف بجبهة البوليساريو، بشأن الحل المقترح للخروج من الأزمة مع المغرب.

وقالت المجلة في تقرير لها، إن قادة الجبهة لا يجدون طريقًا لتوحيد مواقفهم إزاء الحل الذي تطرحه الأمم المتحدة، وتسعى إلى التسويق له من خلال أول زيارة للمبعوث الأممي للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا إلى المنطقة.

ويكشف التقرير أن زيارة دي ميستورا إلى تندوف، التي استمرت يومين، كشفت عن خلافات واسعة بين قادة الجبهة بخصوص خيار الاستفتاء وتقرير المصير.

وأوضح أنه، في 14 كانون الثاني/يناير الجاري، قبل يوم من وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى تندوف، عقد سيدي محمد عمار ممثل جبهة "البوليساريو" لدى الأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة، مؤتمرًا صحفيًا من مخيم بوجدور للاجئين، وخلافًا لكل التوقعات رفض الدبلوماسي خيار الاستفتاء.

وبحسب عمار، فإن الجبهة "لم تعد تعتبر استفتاء تقرير المصير حلًا محتملًا، لكنها تتمسك مباشرة بحقها المشروع في الاستقلال التام للصحراء الغربية".

وأضاف أن "الشعب الصحراوي يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة"، وهو موقف منطقي من حيث إن "البوليساريو" نفسها أعلنت نهاية وقف إطلاق النار الساري، منذ العام 1991، بحسب "جون أفريك".

ويوضح تقرير المجلة أنه "في هذه العملية يتناقض سيدي محمد عمار مع عبدالقادر طالب عمر، ممثل "البوليساريو" في الجزائر، الذي أشاد من جانبه بمزايا خيار الاستفتاء، وقال إنه "الحل الوحيد المرجح لحل كل المشاكل"، بينما لعب رئيس جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على الموازنة بين الموقفين خلال لقائه دي ميستورا، في 16 كانون الثاني/يناير الجاري.

وجدد زعيم الجبهة استعداد حركته للانخراط في عملية المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة، وأعرب عن دعمه "لأي عملية سلمية تسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال".

وأضفى مندوب "البوليساريو" لدى الأمم المتحدة الشرعية على الكفاح المسلح، وأكد أن الجبهة "ما تزال مصممة على القتال حتى الاستقلال الكامل" لما وصفها بـ"جمهورية الصحراوية الديمقراطية".

وبحسب بشير دخيل، مؤسس "البوليساريو" في السبعينيات لمحاربة الاحتلال الإسباني، والذي ترك التنظيم منذ ذلك الحين، فقد كان الأمر أشبه بـ "سياسة استعراضية"، فسيدي محمد عمار مسؤول تنفيذي شاب، مساره داخل "البوليساريو" لا يزال غير واضح، فهو يتظاهر بأنه يجسد نوعًا من القابلية لسلطة غالي من نيويورك، لكنه يطمس المسارات، ويجعل بقية العالم يعتقد أن هناك تيارات متناقضة، وحتى شكل من أشكال توازن القوى"، وفق تعبيره.

ويضيف دخيل أن "هناك مجموعات ترغب في الاستيلاء على السلطة، لكن الفصيل السائد هو إبراهيم غالي، من قبيلة الرقيبات، قبيلة الأغلبية في الصحراء، فهي تسيطر على تسليح الجبهة، وتدعمها الجزائر مباشرة، مما يحبط كل محاولات الانقلاب، لكن هذا لا ينفي وجود كثير من الخلاف"، بحسب قوله.

ويشير التقرير إلى أن إبراهيم غالي ورجاله دعوا خلال الأشهر الأخيرة إلى "تكثيف الكفاح المسلح"، بل وحتى شن هجمات خارج الجدار الأمني المغربي في بعض الأحيان، حفاظًا على استمرار فرضية النزاع المسلح مع المغرب.

ويلفت التقرير إلى الدور الجزائري في إدارة الخلافات داخل جبهة البوليساريو، مشيرًا إلى أن جميع الخلفاء المحتملين لإبراهيم غالي، الذين فكر بهم رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، هم من صقور التنظيم، ومن بينهم عبدالله لحبيب الذي توفي متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، في آب/أغسطس 2021، والذي دعا إلى تمديد الكفاح المسلح على الأراضي المغربية.

أما المرشحان الآخران اللذان لا يزالان على قيد الحياة ويطرحهما الجنرال شنقريحة فهما: عبدالقادر طالب عمر، الذي أعلن أن "الحرب لن تتوقف حتى نهاية الاحتلال المغربي"، ومحمد الأمين ولد البوهالي، رئيس ميليشيات الاحتياط، التي تدعو إلى "رد أقوى" على المغرب، بحسب التقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com