تقرير: تجارب بيونغ يانغ الصاروخية عودة لسياسة "حافة الهاوية"
تقرير: تجارب بيونغ يانغ الصاروخية عودة لسياسة "حافة الهاوية"تقرير: تجارب بيونغ يانغ الصاروخية عودة لسياسة "حافة الهاوية"

تقرير: تجارب بيونغ يانغ الصاروخية عودة لسياسة "حافة الهاوية"

اعتبرت وكالة "اسوشيتدبرس" الأمريكية الثلاثاء أن التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية تشير إلى أنها بصدد العودة لسياسة حافة الهاوية نظرا للصعوبات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وأعربت الوكالة عن اعتقادها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد يكون يسعى إلى انتزاع تنازلات من واشنطن وكوريا الجنوبية ودول مجاورة أخرى.

ولفتت إلى أن عمليات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى التي أجرتها كوريا الشمالية الاثنين هي الجولة الرابعة من تجاربها الصاروخية الشهر الجاري، وتعد مؤشرا على رفض تجاهلها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يركز بشكل أساس على مواجهة خصوم أكبر، مثل: الصين، وروسيا.

تدهور الاقتصاد

ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم إن التجارب قد تعكس أيضًا الحاجة الملحة المتزايدة إلى مساعدات خارجية لكوريا الشمالية بعد أن تدهور اقتصادها أكثر في ظل العقوبات الشديدة وسنتين من إغلاق الحدود بسبب تفشي جائحة "كورونا".

وتم إطلاق الصاروخين الاثنين بالقرب من العاصمة، بيونغ يانغ، بعد استئناف حركة الشحن بالسكك الحديدية مع الصين التي تم تعليقها بسبب مخاوف من الوباء، في محاولة على الأرجح لإنعاش الاقتصاد اليائس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن التجارة بين داندونغ في الصين وسينويجو في كوريا الشمالية ستستمر مع استمرار السيطرة على الوباء.

وفي حين أنه من المرجح أن تستمر كوريا الشمالية في استعراض قوتها الصاروخية في الأسابيع المقبلة، إلا أنها قد تبقي الأمور هادئة نسبيًّا قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط (فبراير) في الصين التي تعتبر حليفتها الرئيسة وشريان الحياة الاقتصادي لها وذلك بإطلاق صواريخ قصيرة المدى معروفة بدلًا من أسلحة استفزازية.

رفع الرهان

وقال دو هيوجن تشا، المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول "لكنها قد ترفع الرهان بشكل كبير بمجرد انتهاء ألعاب بكين.. قد يسعى كيم إلى استئناف اختبار المتفجرات النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات".

وعلق كيم التجارب النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات في 2018 أثناء مشاركته في محادثات مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

لكن الدبلوماسية لا تزال تنحرف عن مسارها منذ قمتهما الثانية عام 2019، عندما رفض الأمريكيون طلب كوريا الشمالية تخفيف العقوبات الرئيسة مقابل التنازل الجزئي عن قدراتها النووية بحسب الوكالة التي لفتت إلى أن كوريا الشمالية كثفت في الأشهر الأخيرة تجاربها على الصواريخ قصيرة المدى المصممة لهزيمة الدفاعات الصاروخية في المنطقة.

ورأت ان قادتها يعتقدون أنها بحاجة إلى إجراء المزيد من التجارب الاستفزازية "لتحريك الوتر" مع إدارة بايدن، التي عرضت محادثات مفتوحة لكنها لم تظهر أي استعداد لتخفيف العقوبات ما لم يتخذ كيم خطوات حقيقية للتخلي عن برنامجه للأسلحة النووية.

وقال تشا إنه من غير الواضح ما إذا كانت التجارب النووية أو الصواريخ البالستية العابرة للقارات ستنتزع حلا وسطا من واشنطن التي من المرجح أن ترد بمزيد من العقوبات والضغط العسكري وربما استئناف التدريبات العسكرية الرئيسة مع كوريا الجنوبية.

تجربة نووية

بدوره قال نام سونغ ووك، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة كوريا في سيول، إن التجربة النووية هي أكثر احتمالا من اختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات لأنها سترسل مستوى أكبر من الصدمة على حد تعبيره.

واشار إلى أن كوريا الشمالية ستحدد موعد الاختبار لتعظيم تأثيرها السياسي، إذ من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في كوريا الجنوبية في آذار (مارس)، وسيواجه بايدن انتخابات تشريعة حاسمة قبل نهاية العام، مضيفًا أن كوريا الشمالية أجرت تجربتها السادسة والأخيرة لجهاز متفجر نووي في أيلول (سبتمبر) 2017.

وقال نام "في ذهن بيونغ يانغ، لا توجد طريقة أخرى لجذب انتباه واشنطن سوى استفزاز كبير وخاصة من خلال استعراض قوتها العسكرية".

ونبهت الوكالة إلى أن كوريا الشمالية عززت جهودها لتوسيع قدرات أسلحتها بعد إعلان كيم عام 2021 عن خطة خمسية جديدة لتطوير قواته العسكرية، مع قائمة طموحة تشمل صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ بالستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وأقمار تجسس وصواريخ نووية تطلق من الغواصات.

عزلة دولية

ومع ذلك، فإن تكرار التجارب منذ ذلك الحين يتجاوز الجداول الزمنية التكنولوجية المعتادة ويعكس على ما يبدو رغبة كيم في الخروج من المشاكل الاقتصادية المتفاقمة الحالية في البلاد والعزلة الدولية وفقا للوكالة التي قالت إن كيم يواجه أصعب فترة في حكمه.

وقال تشا "خارجيًّا، تحاول كوريا الشمالية الإدلاء بتصريح بأنها ستواصل السير في طريقها الخاص بغض النظر عن العقوبات. على الصعيد الداخلي، تحاول القيادة إخبار شعبها بأن وعود المرشد الأعلى ستتحقق بغض النظر عن ما إذا كانت تطوير أسلحة أو التغلب على العقوبات من خلال اقتصاد يعتمد على الذات".

وتابع "لكنهم يجرون التجارب بوتيرة سريعة للغاية، وهذا يكشف عن شعور بالذعر داخل قيادة بيونغ يانغ، من أنه يجب عليهم إنجاز شيء ما مع الولايات المتحدة في عام 2022 وإلا فقد تكون هناك مشكلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com