هل ينجح المبعوث الأممي خلال جولته المغاربية في إحداث "انفراجة" بقضية الصحراء؟
هل ينجح المبعوث الأممي خلال جولته المغاربية في إحداث "انفراجة" بقضية الصحراء؟هل ينجح المبعوث الأممي خلال جولته المغاربية في إحداث "انفراجة" بقضية الصحراء؟

هل ينجح المبعوث الأممي خلال جولته المغاربية في إحداث "انفراجة" بقضية الصحراء؟

اعتبر تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن الزيارة الأولى من نوعها للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا إلى دول المغرب العربي، تحمل عدة دلالات، مشيرا إلى أن استقبال الرباط للدبلوماسي الأممي يعكس اعتدالا في موقفها، كما تُظهر الزيارة رغبة من الأمم المتحدة في استعادة دورها وإطلاق الحوار لتقرير مصير الصراع في المنطقة.

وبدأ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء أول جولة له في المنطقة المغاربية يوم الأربعاء وتتواصل إلى يوم 19 يناير / كانون الثاني الجاري، ما يطرح احتمالات استئناف عملية التفاوض المتوقفة منذ عام 2019 أخيرًا.

وتشمل الزيارة المغرب ثم مخيمات تندوف حيث يلتقي قادة جبهة البوليساريو ثم الجزائر فالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

وينقل التقرير عن المحلل المتخصص في شؤون المغرب العربي دييري ديسريس قوله إنّ "ترتيب الجولة يبدو منطقيا تمامًا، لأن "الزيارة الأولى للمغرب أمر طبيعي، والجزائر وموريتانيا مراقبان رسميًا، حتى لو اعتبرت المملكة الجزائر طرفًا معنيًا بالصراع".

وبحسب ديسريس فإن حقيقة أن المملكة "توافق على استقبال ستيفان دي ميستورا أولاً" تبدو بمثابة "تنازل من وجهة نظر الرباط، وهو بالتأكيد موضع تقدير من قبل حلفائها والأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيرى فيه علامة على حسن النية والاعتدال"، وفق تعبيره.

ووفق إيمانويل دوبوي، رئيس معهد الأمن في أوروبا، "يمكن أن يحقق دي ميستورا انتصارًا صغيرًا من خلال تجسيد دور الأمم المتحدة في هذا الملف وإظهار قدرتها على أن تكون جهة فاعلة في التغيير، بينما يتم انتقادها بشدة في ليبيا ومالي".

لكن التقرير نبه إلى أنّ جولة دي ميستورا قد تتحول إلى إخفاق تام في ظل عدم وجود تغير كبير في قضية الصحراء الغربية، ومع عدم تحمس الجزائر لخطة الأمم المتحدة إطلاق "موائد مستديرة" حول ملف الصحراء، وانشغال موريتانيا بملف منطقة الساحل والصحراء، ما يجعل من الصحراء المغاربية ملفا ثانويا على أجندتها في الوقت الحالي.

وتماشياً مع القرار 2602، الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة في 29 أكتوبر / تشرين الأول 2021 سيدعو ستيفان دي ميستورا إلى استئناف الحوار السياسي المتوقف منذ عام 2019، من خلال شكل "موائد مستديرة" رباعية تجمع بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، لكن الجزائر وزعماء الجمهورية الصحراوية رفضوا بالفعل هذه الصيغة، ونددوا بما وصفوه بالقرار "الجزئي وغير المتوازن" ودعوا إلى "مفاوضات مباشرة" بين المغرب وجبهة البوليساريو بقيادة الاتحاد الأفريقي، بحسب التقرير.

ويشرح التقرير طبيعة مهمة دي ميستورا وكيفية توظيف خصاله الدبلوماسية للنجاح في المهمة، قائلا إن الدبلوماسي الإيطالي الأصل سيحاول في الرباط تقييم محتوى الدفء في العلاقات بين المغرب وألمانيا وإسبانيا.

وفي الجزائر العاصمة ليس هناك شك في أن نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق ستكون له كلمة واحدة تعبر عن موقف روما التي كثفت مؤخرا تعاونها مع الجزائر، كما سيلتقي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة حيث عمل الرجلان معا لوقت طويل عندما كان دي ميستورا ممثل الأمم المتحدة في أفغانستان (2010-2011) ، ثم في سوريا (2014-2018) ، بينما كان رمطان لعمامرة عضوًا في مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وهو تقارب يفسر جزئيًا معارضة الرباط لترشيحه في صيف 2021 قبل أن يوافق أخيرا.

ويشير التقرير إلى أنّه على الرغم من أن ستيفان دي ميستورا ليس معاديًا للجزائر إلا أن هناك دعمًا واسعًا داخل الأمم المتحدة للموقف الدبلوماسي المغربي وخطة الحكم الذاتي التي طرحها عام 2007.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com