"ناشيونال إنترست": نزاعات الشرق الأوسط جُمدت دون التوصل لتسويتها
"ناشيونال إنترست": نزاعات الشرق الأوسط جُمدت دون التوصل لتسويتها"ناشيونال إنترست": نزاعات الشرق الأوسط جُمدت دون التوصل لتسويتها

"ناشيونال إنترست": نزاعات الشرق الأوسط جُمدت دون التوصل لتسويتها

اعتبرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن عوامل كثيرة أسهمت في خفض التوتر بمنطقة الشرق الأوسط؛ ما أدى لتجميد النزاعات بدون التوصل إلى تسويتها.

ولفتت المجلة، في تقرير لها الأحد، إلى أن تلك التطورات تشمل اتفاقات "إبراهام" بين إسرائيل ودول عربية، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وتوجه واشنطن لخفض تواجدها العسكري في الشرق الأوسط، والتركيز على الصين وروسيا.

وقالت المجلة، إن خفض التصعيد هو الأنسب لوصف الوضع الحالي؛ لأن التطورات الجارية ليست نتيجة طريقة جديدة بين القوى الإقليمية، بل هي نتيجة لمراجعة الجهات الفاعلة لمواقفها الجيوسياسية خاصة، وأن القوى الإقليمية والدولية تفضل خفض التصعيد على الصراع، و"ما نلاحظه هو تجميد مؤقت للصراعات الإقليمية، وليس حلها".

ورأت المجلة أن "التراجع عن التصعيد مدفوع بمجموعة من العوامل التي حولت الأولويات الاستراتيجية للقوى الإقليمية، بما في ذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مع نهج جديد لإدارة بايدن تجاه نزاعات الشرق الأوسط، والمآزق الكثيرة في مختلف ساحات المنافسة الجيوسياسية، والإرهاق الأيديولوجي بين المنافسين، والمقتضيات الاقتصادية الوطنية".

وبحسب المجلة، تشمل تلك العوامل التي أدت للوضع الجديد، الانسحاب الجزئي للولايات المتحدة من سوريا والعراق، والانسحاب الكامل من أفغانستان، وعدم الاستعداد لتحمل المزيد من المسؤوليات الأمنية إلى جانب التركيز على المحيطين الهندي والهادئ.

وأوضحت أنه من وجهة نظر الكثير من الأطراف الإقليمية، لم تقم الولايات المتحدة بتقليص التزاماتها الأمنية فحسب، بل أصبحت شريكًا لا يمكن التنبؤ به، مثل عدم انحياز إدارة بايدن لأي طرف في المواجهة بين دول الخليج وإيران، معتبرة ذلك تحولا كبيرا عن إدارة ترامب التي دعمت بقوة المعسكر المعادي لإيران.

وقالت: "بدلًا من ذلك، تدفع هذه الإدارة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، دون نجاح يذكر. دفعت هذه العوامل اللاعبين الإقليميين للتحوط في خياراتهم، وإصلاح العلاقات مع المنافسين، وإقامة علاقات أوثق مع القوى الخارجية الأخرى مثل الصين وروسيا".

وتابعت: "نتيجة ذلك، تعمل جميع دول المنطقة تقريبًا على تعميق علاقاتها مع بكين وموسكو، فيما زادت الصين وروسيا من حصتهما ودورهما في اقتصاد وأمن المنطقة".

وقالت: "في الوقت الذي يلوح فيه احتمال حدوث منافسة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا أيضًا، من المتوقع أن تصبح العلاقات العميقة لدول الشرق الأوسط مع موسكو وبكين مصدرًا رئيسًا للتوتر بينها وبين الولايات المتحدة".

كما أشارت المجلة إلى انتهاء أزمة الخليج، والحرب الأهلية في سوريا، فيما أوشكت أزمة ليبيا على الانتهاء دون منتصر أو خاسر، وعانى الإسلاميون السياسيون الذين كان يُنظر إليهم على أنهم الفائزون في بداية التحولات السياسية في وقت لاحق من انتكاسات وخسائر.

ولفتت المجلة، في تقريرها، إلى أنه "رغم كل الحديث عن دخول المنطقة في حقبة ما بعد الربيع العربي، من لبنان إلى الجزائر والعراق إلى السودان وتونس، استمرت الاحتجاجات العامة في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

ورأت أنه "يمكن لهذه الاحتجاجات أن تزيد من انعدام الأمن في الأنظمة الاستبدادية، وتعيد إشعال النضالات الأيديولوجية، فيما يمكن اشتعال النزاعات المجمدة لأسباب عديدة منها، انتخاب شخصية شبيهة بالرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2024.

كما قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روب مالي، إن احتمالات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران قاتمة بشكل متزايد، بحسب المجلة، التي أوضحت أنه يمكن أن تؤدي الأزمة المتصاعدة مع إيران لتفاقم التوترات في الخليج مع تداعياتها على المنطقة الأوسع.

وقالت: "لتجنب حدوث انعكاس في التراجع المستمر للتصعيد، يجب على اللاعبين الدوليين دعم الجهات الفاعلة الإقليمية بنشاط، من خلال أطر متعددة الأطراف تعمل على ترسيخ منافع التعاون على الصراع وجعلها مستدامة".

وختمت المجلة بالقول: "لا ينبغي أن تكون المبادرات مثل مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي عُقد في آب/ أغسطس عام 2021 بمشاركة كبيرة من قادة المنطقة، حدثًا لمرة واحدة بدعم من الولايات المتحدة، بل يجب أن تتحول إلى منصة وعملية لحوار أصحاب المصلحة المتعددين حول تحديات الأمن والتنمية المشتركة التي تواجه الشرق الأوسط اليوم، بما في ذلك الإرهاب واللاجئون والأمن الغذائي والهجرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com