ما تأثير استقالة حمدوك على الأوضاع في السودان؟
ما تأثير استقالة حمدوك على الأوضاع في السودان؟ما تأثير استقالة حمدوك على الأوضاع في السودان؟

ما تأثير استقالة حمدوك على الأوضاع في السودان؟

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في خطاب للشعب السوداني مساء الأحد، استقالته من منصبه مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

ويعيش السودان حالة من انسداد الأفق السياسي وضبابية الرؤية في ظل تطورات المشهد السياسي واستقالة حمدوك من منصبه بعد نحو عامين من تعيينه رئيسا للوزراء.

وسبق أن لوح حمدوك بتقديم استقالته بعد أيام قليلة من توقيعه اتفاقا سياسيا مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ورهن بقاءه في منصبه بتنفيذ الاتفاق السياسي.

وباستقالته ترك حمدوك المشهد السوداني في حالة احتقان وتعقيد شديد سيكون له تأثير بالغ وفقا لحديث محللين؛ في حين يرى آخرون أن مغادرة حمدوك أفضل لأنه لم يقدم أي شيء خلال فترة توليه منصبه، وأنه المتسبب الأول والأخير فيما وصل إليه السودان حاليا.

مغادرة حمدوك

وقال القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، إن استقالة حمدوك لفشله في ما كان يريد تحقيقه بالاتفاق السياسي.

وأشار في تصريح ادلى به لـ"إرم نيوز"، إلى أن مغادرة حمدوك منصبه لن تحدث أي تأثير أو تغيير في المشهد السياسي السوداني بعد أن ساءت الأوضاع عقب الاتفاق الذي وقع بينه والبرهان، مضيفا أن استقالته توضح للجميع أن الانقلابيين اتخذوا من حمدوك وسيلة لكسر وحدة قوى الثورة وقد فشلوا في ذلك.

ووقع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك اتفاقًا سياسيا في الـ21 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عاد بموجبه رئيس الوزراء إلى منصبه، وأطلق سراح الوزراء والقادة السياسيين المعتقلين.

إبعاد العسكر

وقال المحلل السياسي حسن دنقس، إن استقالة حمدوك تدل على انسداد الأفق السياسي داخل الدولة السودانية إذ إنه اجتهد في طرح مبادرات مثل "الطريق للأمام"، و"الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال"، إلا أن كلتا هاتين المبادرتين أجهضتا بسبب تمترس النخب السياسية حول مواقف تتمثل في إبعاد العسكر عن المشهد السياسي وإدخال وتعديل قوانين تتوافق مع طبيعة المرحلة دون أن تكون هنالك آلية متفق عليها.

وأشار إلى أن الشارع السوداني منقسم بشأن استقالة حمدوك، منهم من يقول إن حمدوك ليس بوسعه أن يقدم أكثر من ذلك، ومنهم من يطالب من حمدوك والبرهان مغادرة سدة الحكم وإفساح المجال لغيرهم.

وبين دنقس أن "الشاهد في ذلك أن الشخصية السودانية ألفت وربطت نفسها والبلاد بأفراد وهذه من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها الساسة في السودان لذلك آن الأوان بأن يكون مركز صنع القرار هو من يقود البلاد وهذا يحتاج لعمل وجهد مضن للوصول إلى هذه المرحلة".

تحمل مسؤولية

بدوره يرى الأمين السياسي في المؤتمر الشعبي كمال عمر، أن استقالة حمدوك وابتعاده عن المشهد السوداني لن يكون لهما تأثير.

وأوضح لـ"إرم نيوز" ، أن الفترة الانتقالية تحتاج إلى شخص لدية خبرة سياسية ومهتم لمصلحة الوطن ومعاش الناس، مبينًا أن حمدوك محسوب على اليسار والشعب السوداني لا يحتاج لذلك.

وأضاف عمر أن حمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يتحملان مسؤولي التدهور الاقتصادي وعدم استقرار السودان.

انهيار الاتفاق

ونوه القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير "المجلس المركزي"، بشرى الصائم، إلى أن استقالة حمدوك ستؤدي إلى انهيار الاتفاق المدني العسكري.

وقال لـ"إرم نيوز"، إن السودان سيكون في حالة خطرة وقد يؤدي ذلك إلى العودة إلى قانون الطوارئ بتسلم البرهان للسلطة والدعوة لانتخابات مبكرة.

وحذّر حمدوك من أن الثورة السودانية تواجه انتكاسة كبرى، وأن ”التمترس“ السياسي من جميع الأطراف يهدد وحدة البلاد واستقرارها.

وقال في وقت سابق "نواجه اليوم تراجعا كبيرا في مسيرة ثورتنا، يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة“، معترفًا بفشل محاولات الوساطة السابقة، لكنه دعا إلى "التوافق على ميثاق سياسي"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com