تحليل: الأزمة الاقتصادية تفاقم استياء اللبنانيين من حزب الله

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن لبنان قد سئم من حزب الله، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو/ أيار المقبل، وهي الأولى منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عام 2019.

وأضافت، في تحليل إخباري نشرته اليوم الأحد على موقعها الإلكتروني "في البداية جاء جبران باسيل، زعيم التيار الوطني الحر، وصِهر الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي هاجم الحزب الشيعي اللبناني، حزب الله، وقال إنه ستكون هناك عواقب سياسية لأفعاله، إذا استمر في منع الحكومة من الانعقاد".

وذكرت أنه "بعد ذلك، قال الرئيس عون تصريحات مماثلة، وأشار إلى أن الإغلاق المنهجي والمتعمد وغير المبرر، والذي يفكك الدولة ويعمل على دفعها نحو الهلاك يجب أن ينتهي"، في الوقت الذي لم تنعقد فيه الحكومة اللبنانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التيار الوطني الحر حليف لحزب الله، وأن الأخير دعم انتخاب ميشال عون كرئيس للبلاد في عام 2016، بعد جمود استمر 29 شهرا.

وفي الوقت نفسه فإن حزب الله ردّ سريعا على البيان الصادر من عون، وقال إن باسيل، الذي يملك طموحات رئاسية بعد نهاية ولاية عون في العام المقبل، ربما يكون فقدَ الدعم، بينما قام الرئيس عون بتوقيع مرسوم يقضي بإقامة الانتخابات التشريعية في الـ15 من مايو/ أيار المقبل، قبل شهرين من الموعد الذي كان يريده البرلمان اللبناني.

وقالت إن الخبراء يتساءلون حول ما إذا كان قادة التيار الوطني الحر يراجعون علاقاتهم مع حزب الله، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وما الذي تقوله التصريحات والبيانات الأخيرة حول الغضب المتصاعد ضد حزب الله في لبنان.

ونقلت عن موران ليفانوني، خبير الشؤون السورية واللبنانية في مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، قوله إن "الانتقادات الموجهة إلى حزب الله تتصاعد سريعا، الكثير من الناس يوجهون تلك الانتقادات بصوت مرتفع، الصحف ،أيضا، شرسة في هذه الأيام، كما أن هناك انتقادات واضحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر".

وتابع ليفانوني "في الآونة الأخيرة، يبدو أن الاستياء يتزايد، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت. وعد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بتقديم حل لأزمة الطاقة، لكن محاولته لجلب سفن النفط من إيران باءت بالفشل. لم ينجح في فعل أي شيء ذي معنى. وبالتالي، فإن عون عندما يوجه مثل هذا الانتقادات، فإنه لا يستهدف الخارج فقط، ولكنه ،أيضا، يوجه رسالة إلى المواطنين في الداخل، المستاء مما يفعله حزب الله".

ونقلت عن بيار عقل، الصحفي والباحث اللبناني، قوله إن "الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان ألحقت أضرارا كبيرة بسمعة وشعبية حزب الله".

وأضاف "أعتقد أن شعبية حزب الله انتهت، وتقديري أن 80% من الناخبين أصبحوا الآن ضده. في النهاية فإن الشيعة اللبنانيين جوعى مثل الجميع، وحتى وإن كانت لديهم أموال في البنوك، فإنهم لا يستطيعون سحبها، إذ يوجد حد أقصى للسحب يبلغ 400 دولار شهريّا".