الجزائر 2021.. تراجع حضور الحراك الشعبي وتصاعد التوتر مع المغرب
الجزائر 2021.. تراجع حضور الحراك الشعبي وتصاعد التوتر مع المغربالجزائر 2021.. تراجع حضور الحراك الشعبي وتصاعد التوتر مع المغرب

الجزائر 2021.. تراجع حضور الحراك الشعبي وتصاعد التوتر مع المغرب

شهدت الجزائر خلال العام 2021 تطورات سياسية وأمنية، ألقت بظلالها على الداخل والخارج.

وتم تنظيم موعديْن انتخابييْن في مسعى لإحداث تغيير يطالب به الحراك الشعبي الذي تراجع زخم حضوره على الأرض.

كما طُبع 2021 بتصاعد التوتر مع المغرب، فيما بلغ الأمر حد قطع العلاقات الدبلوماسية معه.

وخلال 2021 دُعي الجزائريون إلى صناديق الاقتراع في مناسبتين، حيث تم انتخاب المجلس الوطني الشعبي (البرلمان) في 12 يونيو / حزيران الماضي، وتم انتخاب أعضاء المجالس المحلية لمحافظات البلاد الثمانية والخمسين أواخر نوفمبر / تشرين الثاني.

وهاتان خطوتان أقرّهما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لـ "طي صفحة النظام القديم" وإحداث "تغيير جذري" طالب به الحراك الشعبي.

ورغم أن بداية العام طُبعت بتحركات لافتة للحراك في الشارع، حيث يخرج المحتجون كل يوم جمعة إلى الجزائر العاصمة وكبرى المدن الجزائرية للمطالبة بالتغيير، إلا أنه منذ مارس / آذار تراجع حضور الحراك في الشارع مع التطمينات التي قدمها الرئيس عبد المجيد تبون والخطوات التي أعلن عنها آنذاك.

وتمثلت هذه التطمينات في حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات برلمانية سابقة لأوانها، وإجراء تعديل وزاري على حكومة عبد العزيز جراد آنذاك، إضافة إلى إطلاق سراح 60 من المسجونين على خلفية نشاطهم في الحراك الشعبي.

وضع الرئيس الجزائري الإصلاح السياسي على قائمة أولوياته لسنة 2021، وأكد في أكثر من خطاب أنه عازم على إحداث التغيير الجذري الذي يطالب به الحراك.

وكان تبون يستميل هذا الحراك باستعماله صفة "الحراك المبارك" للحدّ من تداعيات تأثيره على الشارع الجزائري وإرساء حالة من الاستقرار الداخلي وإضفاء الشرعية على نظامه الذي يصفه كثير من المتابعين بأنّه يشكو أزمة شرعية، بالنظر إلى ضعف المشاركة في الانتخابات التي أدت إلى توليه الرئاسة، وضعف الإقبال على المواعيد الانتخابية التي جرت أيضا في 2021.

كل هذه الأمور عكست حالة من السخط الشعبي على أداء الرئيس، الذي عاش أواخر العام 2020 وبداية العام 2021 أزمة صحية امتدت على عدّة أشهر وقادته إلى ألمانيا للعلاج، بعد إصابته بفيروس كورونا.

ومثّلت المحطة الانتخابية الثانية التي عاشها الجزائريون في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، محطة جديدة راهن عليها تبون لطي صفحة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، لكنها كانت فاترة ولم تستقطب اهتمام الجزائريين واتسمت كالانتخابات السابقة بضعف المشاركين في التصويت، ما أضعف من مصداقية نتائجها، وفق متابعين.

كما لم تُحدث نتائج هذه الانتخابات تغييرا يُذكر على خريطة المشهد السياسي الجزائري، حيث حافظت الأحزاب نفسها التي كانت مهيمنة على المشهد في الفترة السابقة على مكانتها، مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، مع صعود قوى جديدة من "المستقلين"، الذين باتوا يحتلون المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد في البرلمان، لكنهم يبدون ولاء مطلقا للرئيس تبون.

وبعيدا عن الاستحقاقات الانتخابية عاشت الجزائر صيفا ساخنا، مع اندلاع حرائق استمرت لأيام متتالية وأتت على مساحات شاسعة، وطالت 26 محافظة من أصل 58 محافظة، وخلفت أضرارا بشرية ومادية جسيمة، لا سيما في منطقة القبايل.

وتسببت الحرائق في مقتل العشرات بينهم جنود من الجيش الجزائري وعناصر من فرق الحماية المدنية، إضافة إلى إتلاف أكثر من 5000 هكتار من الأشجار المثمرة غالبيتها من أشجار الزيتون في تيزي وزو، إضافة إلى 19 ألف رأس من الحيوانات، بحسب حصيلة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية في 23 أغسطس / آب الماضي.

وذهبت السلطات الجزائرية إلى حد اتهام حركة تقرير المصير في منطقة القبايل، المعروفة بحركة "ماك" الانفصالية بتدبير هذه الحرائق لزعزعة النظام.

وصنّفت السلطات الجزائرية هذه الحركة ضمن التنظيمات الإرهابية، فيما اتهمت جارها المغربي بالتحريض على إضرام هذه الحرائق والعمل على زعزعة استقرار البلد.

وبعد أيام قليلة من إخماد النيران شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توتّرا غير مسبوق مع إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع علاقات بلاده مع الرباط، في 24 أغسطس / آب 2021.

وفي 22 أيلول / سبتمبر 2021، اتخذت الجزائر خطوة أخرى تصعيدية عبر إغلاق مجالها الجوي فوريا أمام كل الطائرات العسكرية والمدنية المغربية، وبررت في بيان رسمي قرارها بمواصلة الرباط ما سمته "استفزازاتها وممارساتها العدائية" دون توضيح طبيعة هذه "الاستفزازات".

وبحسب متابعين، فإنّ الجزائر بإقدامها على هذه الخطوة ومع المشاكل الداخلية التي واجهتها خلال العام 2021 باتت تلعب على "حبال قومية قديمة تتمثل غالبا في إيجاد كبش فداء لصرف النظر عن المشاكل الداخلية وتوجيهه نحو عدو خارجي مشترك لكل الشعب".

وفي أواخر أكتوبر / تشرين الأول الماضي، أنهت الجزائر تعاقدها مع المغرب، والذي يقضي بتصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا مرورا بالأراضي المغربية، في خطوة زادت من التنافر بين البلدين الجارين.

وتتطلع الجزائر إلى مواجهة ما تعتبره "حملات عدائية" لا تحدد مصادرها بدقّة، وتسعى إلى بناء إستراتيجية اتصالية قائمة على تجنيد كل طاقات الدولة وفي مقدمتها الإعلام للتصدي لهذه الحملات، كما قال رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، في 21 ديسمبر / كانون الأول 2021.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com