عام سقوط الإخوان والقطيعة مع الجزائر.. أبرز الأحداث السياسية في المغرب بـ 2021

شهدت السّاحة السياسية المغربية خلال العام 2021 مجموعة من الأحداث البارزة والمؤثرة، والتي كان في طليعتها سقوط حكومة الإخوان المسلمين، والقطيعة مع الجزائر.

وغيّرت بعض الأحداث التي شهدها المغرب الخريطة السياسية في البلاد، فيما فتحت أخرى آفاقاً جديدة، وفيما يلي أبرز هذه الأحداث:

سقوط "العدالة والتنمية"

مُني حزب العدالة والتنمية "إخوان المغرب" ذو المرجعية الإسلامية بهزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 8 أيلول/سبتمبر الماضي.

وحلَّ الحزب الإسلامي في المرتبة الأخيرة بعد حصوله على 13 مقعدا فقط، مقارنة بـ 125 مقعدا حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية عام 2016.

وتكبد الإسلاميون هزيمة قاسية بعد 10 أعوام قضوها في رئاسة الحكومة، لصالح حزب "التجمع الوطني للأحرار" المصنف ضمن الصف الليبرالي.

وتسبب هذا السقوط المدوي بخروج أعضاء الأمانة العامة للحزب الإسلامي بقيادة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، من المشهد، حيث قدموا استقالة جماعية من مهامها.

ووصفت الأمانة العامة للحزب حينها نتائج الانتخابات بأنها "غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية في بلادنا، ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي".

واعتُبرت الاستقالة الجماعية للأمانة العامة للحزب بمثابة اعتراف ضمني بسوء تدبير المرحلة، والاعتراف بالتصويت العقابي الذي فرضه المغاربة على الحزب بسبب قراراته الارتجالية.

وبمجرد فقدانه لكرسي رئاسة الحكومة أفل نجم "العدالة والتنمية"، واندلعت صراعات داخلية ما زالت مستمرة داخل الحزب.

عودة بنكيران 

بعد الاستحقاقات الانتخابية فقد حزب "العدالة والتنمية" مكانته في الساحة السياسية المغربية وأضحى معزولا في المجالس المنتخبة، ولم يجد أي وسيلة لمحاولة العودة سوى عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة.

وانتخب المؤتمر، يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، أمينا عاما جديدا للحزب.

وبأغلبية ساحقة، عاد بنكيران الرجل المثير للجدل إلى زعامة الحزب خلفا لسعد الدين العثماني، ليطوي "إخوان" المغرب بذلك مرحلة هذا الرجل التي تعد الأسوأ في تاريخ الحزب.

ويأمل "إخوان" المغرب في أن يتجاوز الحزب صدمة نتائج الانتخابات الأخيرة وتداعياتها، كما تتطلع أصوات كثيرة إلى أن يعيد بنكيران وهج حزب "المصباح" من جديد.

اعتراف بايدن بـ"مغربية الصحراء"

وخلال العام 2021، جددت الولايات المتحدة التأكيد على أنه ليس هناك "أي تغيير" في موقفها بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم 2 تموز/ يوليو الماضي، أن "هذا سيظل موقف إدارة" الرئيس جو بايدن.

وشدد على أنه "ليس هناك تغيير" حول هذه القضية، وذلك في استمرار واضح لموقف الولايات المتحدة بشأن موضوع الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

وقبل فترة وجيزة من مغادرته البيت الأبيض، اعترف الرئيس السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على كامل الصحراء الغربية، في مقابل تطبيع علاقات الرباط مع إسرائيل.

الأزمة المغربية – الإسبانية

تشُوب حالة من التوتر العلاقات المغربية الإسبانية، على خلفية استقبال مدريد قبل أشهر زعيم جبهة "البوليساريو" المطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، إبراهيم غالي، بهوية مزورة؛ من أجل تلقي العلاج.

وتفاقمت الأزمة بين الرباط ومدريد منتصف شهر أيار/مايو الماضي، حين تدفق آلاف المهاجرين -معظمهم مغاربة- على مدينة سبتة المحتلة الخاضعة للإدارة الإسبانية؛ ما فسِّر في مدريد حينها بأنه رد على استقبال زعيم "البوليساريو".

ورغم مغادرة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا منصبها،  والتي كانت سببا رئيسيا في الأزمة، إثر تعديل حكومي جزئي؛ لم تطوى صفحة الخلافات بين الرباط ومدريد إلى حدود الساعة، ولم تعد سفيرة المغرب إلى مكتبها في إسبانيا.

واليوم، تعيش العلاقات المغربية الإسبانية توترا كبيرا؛ بسبب تشييد المغرب مزرعة أسماك قرب الجزر المحتلة؛ وبسبب قرار الرباط إعادة رعاياها العالقين في أوروبا، جراء تفشي فيروس كورونا، إلى البلاد عبر البرتغال بدلًا من إسبانيا.

العلاقات المغربية الجزائرية

نهاية تموز/ يوليو الماضي، جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس دعوته للجارة الشرقية الجزائر للعمل "سويا دون شروط"؛ من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها "الثقة والحوار وحسن الجوار"، وذلك بمناسبة الذكرى الـ22 لتربعه على العرش.

لكن بعدها بشهر، أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وسحبت سفيرها من العاصمة الرباط.

واتهم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، حينها، المغرب بـ"شن حملة إعلامية دنيئة" ضد بلاده، و"التعاون مع منظمات إرهابية"، و"التجسس على مواطنين ومسؤولين جزائريين"، و"التخلي عن التعهدات بشأن الصحراء الغربية".

وفي مساء نفس اليوم، أعرب المغرب عن أسفه لقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، ووصفت الخارجية المغربية حينها القرار بأنه "غير مبرر تماما"، وأنه متوقع بالنظر لما سمته منطق التصعيد المسجل خلال الفترة الأخيرة.

والعلاقات بين المغرب والجزائر متوترة منذ عقود لأسباب، أهمها قضية الصحراء الغربية والحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994.

وتساند الجزائر جبهة "البوليساريو" التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، في حين تعتبر الرباط المنطقة جزءا من الأراضي المغربية.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت الجزائر أيضا إغلاق مجالها الجوّي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان حينها، إنّ القرار "اتّخذ خلال اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس عبد المجيد تبّون، خصّص لدراسة التطوّرات على الحدود مع المملكة المغربية، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي".

ولم يعلق المغرب على هذا القرار.

العلاقات المغربية الإسرائيلية

منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين الرباط وتل أبيب برعاية واشنطن، في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، تسير العلاقات بين المغرب وإسرائيل في منحى تصاعدي.

وزار وزير الخارجية الإسرائيلي يائيير لابيد، في آب/ أغسطس الماضي، المملكة وافتتح ممثلية بلاده في العاصمة الرباط.

وزيارة لابيد كانت أول زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، منذ استئناف العلاقات بين البلدين.

وقبلها بأسابيع قليلة، حطت أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب في مراكش أقلت 100 سائح إسرائيلي.

ونظمت شركة "إسرائير" الإسرائيلية حينها الرحلة الجوية بين تل أبيب ومراكش.

كما وقع المغرب وإسرائيل اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وفي تموز/ يوليو الماضي، وقع البلدان أول اتفاقية تعاون في مجال الحرب الإلكترونية.

كما وقعا، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقا لتعاون أمني "غير مسبوق" خلال زيارة هي الأولى من نوعها لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.

ووقّع غانتس ونظيره المغربي مذكرة تفاهم في مجال الدفاع، تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا، وكذلك التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.