تقرير: أمازيغ ليبيا يخشون عودة "الاستبداد" ويطالبون بدستور جديد قبل الانتخابات
تقرير: أمازيغ ليبيا يخشون عودة "الاستبداد" ويطالبون بدستور جديد قبل الانتخاباتتقرير: أمازيغ ليبيا يخشون عودة "الاستبداد" ويطالبون بدستور جديد قبل الانتخابات

تقرير: أمازيغ ليبيا يخشون عودة "الاستبداد" ويطالبون بدستور جديد قبل الانتخابات

أبدى أمازيغ ليبيا مخاوف من "عودة الاستبداد والتضييق على حرياتهم"، مطالبين بـ "دستور جديد قبل الذهاب نحو أي استحقاق انتخابي".

وبحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، اليوم الأربعاء، فإن "المشاكل بين الأمازيغ والسلطات الليبية باتت اليوم عميقة".

ولا يقتصر الأمر على تحفظ الأمازيغ على بعض الأسماء المترشحة للانتخابات الرئاسية، مثل خليفة حفتر أو سيف الإسلام القذافي، بل يتعلق أيضاً بالدستور نفسه.

وينقل التقرير عن فتحي خليفة، زعيم حزب "الليبو" قوله: "لن تكون هناك انتخابات رئاسية دون أساس دستوري واضح".

ولفت التقرير إلى زيارة رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لمدينة الزوارة الساحلية الكبيرة (وهي من أقطاب الأمازيغ في ليبيا) في تشرين الثاني/ نوفمبر، وقد وضع العلم الأمازيغي حول عنقه.

وتناول التقرير تصريح الدبيبة أمام رؤساء البلديات والمسؤولين المدنيين والعسكريين من جميع الطوائف البربرية المجتمعين لهذه المناسبة، والتي قال فيها: "حقوق الأمازيغ غير قابلة للتصرف".

وبين التقرير أن هذا التصريح يعتبر الأول من نوعه من مسؤول ليبي، ما مثّل لفتة قوية للبعض لكنها "مناورة انتخابية بحتة" للآخرين مثل المحامي الأمازيغي هشام أحمدي، العضو السابق في المجلس الأعلى للأمازيغ في ليبيا، وفق ما نقله التقرير.

وكانت المجتمعات الناطقة باللغة البربرية أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، رفضها بالإجماع إجراء الانتخابات الرئاسية.

وأعربت مجالس الأعيان والحكماء والمجالس البلدية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات العسكرية والثورية في بلدات نالوت وزوارة وكاباو ودجادو بشكل ملحوظ عن رفضها الترشيحات المثيرة للجدل، وفق تعبيرها.

وتتركز المناطق الناطقة باللغة البربرية في ليبيا في الغرب بطرابلس، وأهمها منطقة ويلول حول مدينة زوارة الساحلية الكبيرة والتي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 50000 نسمة.

أما القطب الكبير الآخر الناطق بالأمازيغية فهو جبل نفوسة، جنوب غرب طرابلس مع بلديات نالوت وإفرين وكاباو ودجادو وقلعة.

كما يتركز مجتمع الطوارق في الجنوب، على طول الحدود الجزائرية إلى النيجر، وتتمتع العاصمة طرابلس بحضور قوي للأمازيغ الذين يبدون تمسكا بعاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم.

ووفق التقرير فإنه "بعد أن شارك الأمازيغ بشكل كبير في ثورة 17 شباط/ فبراير 2011 يعتزمون تأكيد حقوقهم على أرض أجدادهم وفي ليبيا الجديدة" لكنهم يبدون تحفظا على بعض الترشيحات للانتخابات الرئاسية.

ونقل التقرير عن مهندس الفيزياء النووية والرئيس السابق للمؤتمر العالمي الأمازيغي فتحي خليفة، قوله، إن المجتمع الدولي فشل في تحمل مسؤولية الشعب الليبي عندما دفعه نحو انتخابات رئاسية دون دستور، واصفا الأمر بـ "الخطير".

وأضاف: "الانتخابات الرئاسية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، ما زلنا لم نختر نظام بلدنا فكيف نختار رئيسًا؟".

ووفق فتحي خليفة، فإنه "يجب تهيئة الأرضية لهذه الديمقراطية التي حرمت البلاد منها منذ سبعين عاما، من خلال بناء دولة على أسس متينة، أي القوانين".

وقال: "لقد أجرينا بالفعل انتخابات ثلاث مرات ولكن دون نتائج، وهذه الانتخابات التي ليست اختيار الشعب الليبي هي مجرد زينة".

من جانبه، يوضح المدرس والباحث بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، ماسين فيركال، أنه على الدستور أن يكرّس حقوق الأمازيغ.

ويضيف فيركال: "بالنسبة إليهم، لن تكون هناك مفاوضات محتملة حول هذا الموضوع، أمازيغ ليبيا يرفضون إخضاع مبدأ الاعتراف بهم للاستفتاء وهذا الموقف ثابت منذ رفضهم المشروع الدستوري في آب 2011 "، وفق تأكيده.

ولفت الباحث ماسين فيركال إلى أنه "على مدى السنوات العشر الماضية سيطر الأمازيغ بشكل كامل على البلدات والأقاليم الأمازيغية، التي تعتبر المدن والمناطق الأكثر أمانًا في ليبيا".

وأضاف: "الأمن في أيدينا والجماعات الإرهابية مثل داعش لم تترسخ".

وأكد فيركال أن "المناطق الناطقة باللغة البربرية هي التي تبذل قصارى جهدها منذ سقوط معمر القذافي، هناك أمن نسبي وفساد أقل من أي مكان آخر".

وتابع: "هذا الأمر يجعل بربر ليبيا يتمتعون بحكم ذاتي بحكم الأمر الواقع، حيث أنشأوا المؤتمر الوطني للأمازيغ في ليبيا ثم، اعتبارًا من العام 2013، أنشأوا المجلس الأعلى للأمازيغ في ليبيا الذي تم تجديد هياكله للتو، إضافة إلى أنه لكل مدينة مجلسها العسكري الخاص بها".

وزاد خليفة بقوله "عندما يتعلق الأمر بالثقافة والتعليم، فإننا نفعل ما نريد، في المناطق الناطقة باللغة البربرية، حيث تعتبر الأمازيغية لغة رسمية في الإدارات ووسائل الإعلام، ويتم تدريسها أيضًا في المدارس، فقررنا تدريسها وواجهت الحكومة المركزية التي لم يتم التشاور معها أمرًا واقعًا، لكن في النهاية يتم وضع الأمازيغ في ليبيا في نفس القارب مع مواطنيهم"، بحسب تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com