وسط تساؤلات عن التوقيت... ماذا تريد إسرائيل من الحديث عن دورها في اغتيال سليماني؟
وسط تساؤلات عن التوقيت... ماذا تريد إسرائيل من الحديث عن دورها في اغتيال سليماني؟وسط تساؤلات عن التوقيت... ماذا تريد إسرائيل من الحديث عن دورها في اغتيال سليماني؟

وسط تساؤلات عن التوقيت... ماذا تريد إسرائيل من الحديث عن دورها في اغتيال سليماني؟

أثارت تصريحات الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي "أمان"، اللواء تامير هايمان، بشأن دور إسرائيل في اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، علامات استفهام وأسئلة طرحها نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل.

وأعرب بعض النشطاء الإسرائيليين عن دهشتهم من سماح الرقابة العسكرية بالنشر، وقدر البعض أن مثل هذه التصريحات تبدو وأنها "استفزاز ومحاولة لاستدعاء رد انتقامي إيراني"، فيما طالب آخرون بمحاكمة المسؤول الاستخباري السابق.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (مكان)، الإثنين، تصريحات منسوبة لقائد "أمان" السابق، تحدث خلالها عن عمليتي تصفية كبيرتين وهامتين خلال ولايته، قتل في العملية الأولى القائد الإيراني سليماني، وفي الأخرى القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا، والذي تم اغتياله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

واستهدف هجوم صاروخي أمريكي موكب قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، قرب مطار بغداد مطلع العام 2020، ولم تقل إسرائيل صراحة أنها لعبت دورا في هذه العملية.

وعقب الاغتيال، نقلت قناة "أخبار 12" عن مصادر إسرائيلية، لم تسمها، أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت إسرائيل أنها بصدد اغتيال سليماني، وأنه تم اطلاع القيادة العسكرية الإسرائيلية بشأن عملية الاغتيال قبيل تنفيذها، كما أكدت أن رئيس الوزراء وقتها بنيامين نتنياهو، ألمح لمقربين منه أن الأمريكيين بصدد تنفيذ عمل كبير ضد إيران.

انتقادات حادة

وكتب أمير بوحبوط، الصحفي والمراسل العسكري بموقع "واللا"، عبر حسابه على تويتر: "حسنا، هذا العام، وبمصادقة الرقابة، أجرينا حوارا مع رئيس (أمان) اللواء هايمان، ذكر خلاله: في تلك الأيام كشفت الاستخبارات العسكرية معلومات حساسة حول أنشطة (فيلق القدس) بقيادة سليماني، ضد الولايات المتحدة ".

وقال بوحبوط، إن "المعلومات تسببت في تأثير إقليمي فوري، يجري الحديث عن معلومات حصلنا عليها، ليس أقل ولا أكثر من أن حاملة طائرات أمريكية أبحرت وعادت إلى الخليج".

وأضاف بوحبوط ناقلا عن هايمان: "تم التيقن من أن سليماني كقائد لفيلق القدس يشن حربا ضد الولايات المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت تتواجد بالمنطقة من أجل (داعش) وليس من أجل إيران، المعلومات المشار إليها ساعدت الأمريكيين بعد ذلك في اغتيال سليماني".

دور الرقابة

وذكر المحلل السياسي يوني بن مناحم، عبر حسابه على "تويتر"، اليوم الثلاثاء، أنه لا يستطيع استيعاب كيفية سماح الرقابة العسكرية ورئيس الأركان الإسرائيلي بالحديث عن دور إسرائيل في تصفية سليماني.

وأضاف مناحم "كيف يسمحون لرئيس (أمان) السابق، اللواء تامير هايمان، بكشف دور إسرائيل في اغتيال قاسم سليماني. هذه المعلومات الحساسة ليست ملكية خاصة، ولا يمكن استخدامها من أجل تجميل صورته، آن الأوان لكي يبدأ رئيس الأركان إصدار أوامر وتوبيخ الباحثين عن الشهرة".

وأعادت الناشطة السياسية سيمحا أهارون، التغريدة السابقة، وذكرت أنها تتفق مع بن مناحم، وكتبت: "للأسف لم يتدخل أحد ضد يوسي كوهين (رئيس الموساد السابق) وتفاخره من أجل إسكات المواطن العادي".

استفزاز إيران

وطالبت إليزابيث ريميني عبر حسابها على تويتر بسجن هايمان بدلا من مجرد توبيخه، وكتب مغرد يدعى موشي: "وماذا يفعل رئيس الأركان مع مسؤول سابق؟، هو الآن مدني، وهذا دور الشرطة والنيابة العامة".

وأعرب آخر يدعى دافيد عن دهشته وكتب: "هل تستعدي إسرائيل بيدها هجوما إيرانيا، ماذا حدث لمسؤولي المؤسسة الأمنية؟" فيما اعتبر مغرد يدعى ميخائيل، أن كانون الثاني/ يناير 2020، الذي شهد اغتيال سليماني، "كان الشهر الأسوأ للإيرانيين منذ زمن".

وتساءل المغرد الإسرائيلي آفشالوم ديان، بعد أن كشف هايمان وقوف إسرائيل في اغتيال قاسم سليماني: "لماذا هذا التفاخر؟، أين الرقابة؟، بأي شيء سيخدم هذا التسريب أمن البلاد؟، أمر لا يعقل".

 

خطة خداع؟

وكان رئيس "الموساد" السابق، يوسي كوهين، قد أدلى بحوار صحفي نادر في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أي قبل اغتيال سليماني بشهرين تقريبا، زعم خلاله أن قائد فيلق القدس "ليس ضمن قائمة الاغتيالات الإسرائيلية بالأساس".

وذكر وقتها إن سليماني "لم يرتكب الخطأ الذي يتسبب في ادخاله إلى قائمة الاغتيالات الخاصة بالموساد"، وأضاف: "يعلم سليماني جيدا مع ذلك إن اغتياله ليس بالأمر المستحيل، أنشطته معروفة ومحسوسة في كل مكان".

وبعدها بأيام نفى جهاز "الموساد" عبر بيان نادر بدوره، أن يكون رئيسه قد أدلى بحوار لصالح إحدى الصحف الإسرائيلية، تطرق خلاله لسياسة الاغتيالات التي ينفذها الجهاز، وورد فيه ذكر قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني.

تقديرات جديدة

وتجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت في الأيام القليلة الماضية، وعقب انتهاء الجولة السابعة للمحادثات النووية في فيينا، أن تل أبيب وجهت رسائل إلى الدول الكبرى، التي تباشر التفاوض مع طهران، تحمل تقديرات جديدة بشأن الملف الإيراني والتطورات المرتقبة بشأنه.

وجاء في هذه التقديرات، وفق ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قبل يومين، أن إيران "ستستغل السياسيات الضعيفة التي اتبعها المفاوضون الكبار وستعمل على استئناف العنف بالمنطقة، لتحقيق أهداف محددة منها تعزيز موقفها خلال جولة المفاوضات الثامنة".

وبينت إن المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل تقدران أن "إيران ستعود لمهاجمة أهداف دولية في الخليج العربي والشرق الأوسط عموما، بغرض ردع الغرب ومنعه من فرض عقوبات جديدة، ولتحسين موقفها في المحادثات". وحذرت من عودة الإيرانيين إلى ظاهرة استهداف السفن ومهاجمة منشآت دولية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com