تقرير: معركة اللغة الكتالونية تشعل إسبانيا‎
تقرير: معركة اللغة الكتالونية تشعل إسبانيا‎تقرير: معركة اللغة الكتالونية تشعل إسبانيا‎

تقرير: معركة اللغة الكتالونية تشعل إسبانيا‎

تمثل قضية اللغة المعركة الرئيسة للانفصاليين في كتالونيا، شمال إسبانيا، حيث يتصاعد الغضب مع فرض اللغة الإسبانية في برامج التعلم، وفق تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأوضح التقرير أنه منذ أن حصلت عائلة في بلدة "كانيه ديل مار" الصغيرة في "كوستا برافا" بإقليم كتالونيا، على حكم قضائي بأن 25% من الدروس التي تتلقاها ابنتهم البالغة من العمر 5 سنوات تُقدّم باللغة الإسبانية، يتصاعد الغضب في كتالونيا.

وتظاهر يوم السبت 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عدة آلاف من الأشخاص (35 ألفًا وفقًا للشرطة) في برشلونة للدفاع عن لغتهم، حيث كانت الكتالونية منذ العام 1983 هي اللغة المشتركة الوحيدة في التعليم.

وحضر المظاهرة رئيس الحكومة الكتالونية بيري أراغونيس من حزب اليسار الجمهوري لكتالونيا، وندد بما سماه "هجوم القومية الإسبانية".

ومع استعادة القادة الانفصاليين الكتالونيين الذين أدينوا بمحاولة الانفصال في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 حريتهم، بعد العفو الذي منحته الحكومة الإسبانية في يونيو/ حزيران، أصبحت قضية اللغة هي المعركة الرئيسة للانفصاليين، فهي العنصر الأخير الذي لا يزال يوحدهم.

في حين نفد زخم الحركة، حيث أن 39% من المستطلعين يؤيدون الاستقلال، مقابل ما يقرب من 53% يعارضونه، وفق التقرير.

ويوضح التقرير الفرنسي أن حزب اليسار الجمهوري لكتالونيا أعاد اتصالاته للتو مع رئيس السلطة التنفيذية التي يقودها الاشتراكي بيدرو سانشيز، للموافقة على قانون المالية لعام 2022 مقابل إصلاح قانون السمعيات والبصريات، الذي يجب أن يُلزم المنصات البصرية والإلكترونية بتخصيص جزء من الأرباح لتمويل الإنتاج في كتالونيا وزيادة الأموال المخصصة من قبل الحكومة للترجمة إلى اللغات الرسمية المشتركة للدولة.

وفي الأسابيع الأخيرة، تم إطلاق حملات في الجامعات الكتالونية للإبلاغ عن الأساتذة الذين يدرسون باللغة الإسبانية، وحثت سلطات التعليم المحلية مديري المدارس على التحكم بشكل أفضل في اللغة التي يستخدمها المعلمون، لكن جدل النقاشات نشأ بعد قرار المحكمة العليا ضمان استخدام اللغة الإسبانية بنسبة 25% من المواد الدراسية في المدارس الكتالونية.

ويؤكد مارسيل موري، أحد النشطاء في جمعية ثقافية لـ "لوموند"، أنه "تدخل لا يطاق للعدالة في نموذج تعليمي يحظى بإجماع كبير في المجتمع، ويتجنب الفصل بين التلاميذ حسب لغتهم الأم ويضمن تعلم اللغتين الكتالونية والإسبانية".

ويعلّق المتحدث باسم المناهج اللغوية في إسبانيا أوسكار أدريا: "بالنسبة للعديد من الأطفال تعد المدرسة واحدة من الأماكن النادرة لتطبيع استخدام اللغة الكتالونية على الرغم من أن 84% من سكان كتالونيا يتحدثون بها، وأن 94% منهم يفهمونها".

ويعتبر المدافعون عن اللغة الإسبانية أن الثقافة الإسبانية مهمشة في نظام التعليم الكتالوني، ويطلبون من المحاكم إعطاء أطفالهم الفرصة للدراسة بلغتهم الأم أيضًا، مذكرين أن الإسبانية هي لغة ما يقرب من 49% من سكان كتالونيا، بينما الكتالونية هي لغة 36% فقط، بحسب الأرقام التي طرحها التقرير.

وتنقل "لوموند" عن آنا لوسادو، المتحدثة باسم جمعية تابعة لمدرسة ثنائية اللغة قولها، إنه "مع وجود ساعتين من اللغة الإسبانية في المرحلة الابتدائية وثلاث في المرحلة الثانوية، يجد الطلاب صعوبة في تحقيق مستوى معياري أو عالٍ".

وأضافت أنه في السابق "كان هناك نزاع لغوي منذ سنوات لكن الآباء يخشون أن يتقدموا للقضاء".

ووفق التقرير، زاد حزب الشعب (يمين) في إثارة الجدل وذهب إلى حد الحديث عن "الفصل العنصري" على أساس اللغة.

واتهم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بـ "التخلي عن طفلة عمرها 5 سنوات"، أما حزب "فوكس" اليميني المتطرف فنظم مظاهرة أمام البرلمان الكتالوني في 14 ديسمبر الجاري، قائلا إن قرار المحكمة كان "نقطة تحول في إعادة احتلال كتالونيا".

وفي مواجهة التطرف في الخطابات، طالب سانشيز باحترام قرارات المحكمة ودافع عن "التنوع الإقليمي واللغات الرسمية المشتركة" وطلب من حزب الشعب "عدم تسييس اللغة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com