محللون: حزب الله يسعى لدفع حماس وفتح نحو مواجهة مسلحة في مخيمات لبنان
محللون: حزب الله يسعى لدفع حماس وفتح نحو مواجهة مسلحة في مخيمات لبنانمحللون: حزب الله يسعى لدفع حماس وفتح نحو مواجهة مسلحة في مخيمات لبنان

محللون: حزب الله يسعى لدفع حماس وفتح نحو مواجهة مسلحة في مخيمات لبنان

رأى محللون سياسيون، أن حزب الله اللبناني يسعى لدفع حركتيْ فتح وحماس للدخول في مواجهة مسلحة في المخيمات الفلسطينية بلبنان، مشيرين إلى أن ذلك يهدف إلى جر المخيمات إلى الصراع اللبناني الداخلي.

وحسب الخبراء، فإن حزب الله يستغل العلاقة الوثيقة بحركة حماس وعناصرها المسلحة في المخيمات الفلسطينية لإشعال شرارة اقتتال داخلي مع حركة فتح، وذلك من أجل استغلال سلاح حماس في الصراعات الفلسطينية واللبنانية.

يأتي ذلك، على إثر الأحداث التي شهدها مخيم البرج الشمالي، حيث اتهمت حركة حماس قوات الأمن الفلسطيني التي تديرها فتح بقتل ثلاثة من عناصرها شاركوا في تشييع جثمان عنصر آخر لقي مصرعه في انفجار مخزن لحماس بالمخيم، وهو الانفجار الذي تنفي حماس علاقتها به.

ودفع ذلك، حركة فتح في لبنان إلى إعلان قطع اتصالاتها مع حركة حماس، على كافة المستويات؛ الأمر الذي اعتبر أزمة جديدة بين الحركتين اللتين تعيشان حالة من الصراع التاريخي، والذي بلغ أعلى مستوياته عام 2007 وأدى لانقلاب حماس على السلطة الفلسطينية بغزة.

جولة اقتتال داخلي

وقال أستاذ العلوم السياسية، إبراهيم أبراش، إن "هناك محاولات من أحزاب وفصائل لبنانية كحزب الله الممول من إيران لجر الفصائل الفلسطينية الموالية لها إلى مربع الخلافات، بما يضمن إبقاء الحالة الفلسطينية ضمن الخلافات اللبنانية".

وأوضح أبراش، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "حزب الله يهدف من وراء ذلك الاستفادة من حالة الفلتان الموجودة في المخيمات للضغط على القيادة اللبنانية الحاكمة"، لافتا إلى أن هذه المحاولات ستؤدي لدخول المخيمات في صراع بين اللبنانيين.

وأضاف أبراش: "بتقديري هناك محاولات لجر بعض الفصائل الفلسطينية إلى حالة الخلاف الموجودة في لبنان واستخدام سلاح الفصائل الفلسطينية في غير موضعه، الأمر الذي سيزيد من الاحتقان اللبناني على الفلسطينيين مع وجود مبررات منطقية لذلك"، وفق تعبيره.

وأكد أبراش، أنه في "حال تطور الوضع في المخيمات الفلسطينية، فإن السلاح الفلسطيني سيصبح جزءا من الخلاف اللبناني الداخلي ومن الأزمة بين مختلف الأطراف اللبنانية"، مؤكدا أن "الأمر لن يتطور إلى حد تجربة الاقتتال الداخلي بين فتح وحماس في غزة عام 2007".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن أي "احتكاك مسلح جديد بين الحركتين سوف يحول ساحة لبنان إلى موجة كبيرة من العنف الفلسطيني الداخلي"، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة أعطت مؤشرات خطيرة حول إمكانية حدوث ذلك.

وأردف أبراش: "الاتهامات المتبادلة وحالة التسيب في لبنان ستؤدي إلى صب الزيت على النار بين فتح وحماس؛ الأمر الذي سيؤدي لتصعيد المواجهات المسلحة بينهما بكافة المخيمات"، لافتا إلى أن ذلك "سيعيد المطالبات اللبنانية بضرورة سحب السلاح الفلسطيني وتجريد المخيمات من السلاح".

حلف حماس وحزب الله

بدوره، اتفق المحلل السياسي يونس الزريعي مع ما قاله إبراهيم أبراش، مشددا على أن "حزب الله والذي يعتبر حليفا أساسيا وحقيقيا لحركة حماس من خلال الارتباط بإيران، يسعى لجر المخيمات الفلسطينية إلى الصراع اللبناني الداخلي".

وأضاف الزريعي، في حديثه لـ "إرم نيوز": "يحاول حزب الله اللبناني الضغط على حركة حماس للدخول في موجة اشتباكات مع فتح بما يؤدي إلى جر المخيمات لاشتباك مسلح سيؤدي في نهاية الأمر إلى إشعال الساحة اللبنانية بالكامل".

وأشار الزريعي، إلى أن "محاولات الحزب اللبناني لجر حماس لمربع الاقتتال يهدف لسيطرة الحزب عبر الحركة الفلسطينية على المخيمات الفلسطينية، خاصة وأن حزب الله لا يمكن له أن يتدخل في أمن المخيمات وفق الاتفاق بين أجهزة الأمن اللبنانية وقوات الأمن الفلسطيني التابعة لمنظمة التحرير".

وبين الزريعي، أن ذلك يمثل "محاولة من الحزب لإيجاد موطئ قدم له في المخيمات يستطيع الاستفادة منها كورقة ضغط على القيادة اللبنانية، وستكون بمثابة محاولة لتنفيس الحزب عن الضغوط التي يواجهها نتيجة الأزمة اللبنانية الداخلية".

ولفت إلى أن "أي اقتتال داخلي ستدخل فيه حركة حماس مع فتح أو أي فصيل فلسطيني سيكون بالتأكيد بتحريض وتمويل من حزب الله اللبناني، خاصة وأن الحزب هو من أكثر الأطراف التي تهدف إلى السيطرة الأمنية على الأوضاع في لبنان".

وشدد المحلل السياسي، على أن "أي اشتعال للأوضاع الأمنية داخل أحد المخيمات الفلسطينية، سيؤدي إلى أن تكون لبنان كلها عرضة للدخول في موجة اشتباكات مسلحة واسعة"، مؤكدا أن جميع الأطراف ستخسر حال اندلاع مثل هذه الاشتباكات.

واستطرد: "حزب الله لا يريد أن يكون أي سلاح لأي جهة في لبنان إلا تحت ذراعه، وبالتأكيد فإن سلاح حركة حماس تحت إمرة حزب الله، وهذا الأمر الذي يخيف الجميع بحيث يمكن أن تنفذ الحركة أوامر الحزب؛ الأمر الذي قد يشعل المخيمات الفلسطينية في لبنان وكافة المدن اللبنانية".

مكاسب سياسية

من ناحيته، يقول أستاذ العلوم السياسية، باسم الزبيدي، إن "المخيمات الفلسطينية في لبنان تمثل برميل البارود الذي يمكن أن يشعل لبنان بأسره في حال اشتعلت نيران الاقتتال الداخلي فيه"، لافتا إلى أن ذلك قد يمثل دافعا لبعض الأطراف لاستغلال الأوضاع بالمخيمات لتحقيق مكاسبه السياسية.

وأوضح الزبيدي، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "التحالف الوثيق بين حزب الله اللبناني وحركة حماس قد يدفع بالحركة للدخول في الصراعات الداخلية اللبنانية، عبر الاقتتال المسلح مع حركة فتح وقوى الأمن الفلسطيني"، مبينا أن حزب الله يريد من وراء ذلك الضغط على قيادة لبنان السياسية وتحقيق مكاسبه الخاصة.

وأضاف الزبيدي: "من المعروف أن قرار حماس مرهون بعلاقاتها الخارجية وتحديدا مع إيران، كما أن الحركة لا تفكر في ظل الظروف الراهنة أن تكرر تجربة القطيعة بينها وبين حلفاء إيران على إثر موقفها من الأزمة السورية".

وأشار الزبيدي، إلى أن "مسارعة حماس لإرسال وفد بقيادة رئيسها بالخارج خالد مشعل إلى بيروت للقاء القيادة اللبنانية، تؤكد وجود مخاوف لدى لبنان من سلاح الحركة ومن تحالفها مع حزب الله، إلى جانب القلق اللبناني من تخزين حماس للأسلحة في المخيمات".

وشدد الزبيدي، على أن "حماس وإن كانت غير معنية في الوقت الراهن بالدخول في خلافات مع لبنان؛ لكنها قد تكون مجبرة على ذلك لاحقا، خاصة وأنها تواجه أزمات سياسية ومالية، ستدفعها للانصياع لأوامر إيران وحزب الله"، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com