صحف عالمية: جيل يفقد طفولته في لبنان.. وطالبان غير قادرة على محاربة الإرهاب
صحف عالمية: جيل يفقد طفولته في لبنان.. وطالبان غير قادرة على محاربة الإرهابصحف عالمية: جيل يفقد طفولته في لبنان.. وطالبان غير قادرة على محاربة الإرهاب

صحف عالمية: جيل يفقد طفولته في لبنان.. وطالبان غير قادرة على محاربة الإرهاب

سلطت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الأربعاء، الضوء على عدد من أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية والعربية، حيث ناقشت الوضع اللبناني مع وجود تقارير تكشف عن مأساة حقيقية يتعرض لها الأطفال هناك، وتحدثت عن "جيل يفقد طفولته وسط انهيار، وأزمة اقتصادية متفاقمة".

كما تناولت صحفٌ آخر تطورات محادثات إحياء البرنامج النووي الإيراني في فيينا، مسلطة الضوء على تحذير إسرائيلي شديد اللهجة "في حال فشلت الدبلوماسية"، وتحدثت صحف أخرى عن دعوات متزايدة لدعم "جبهة المقاومة الأفغانية" للقضاء على الإرهاب هناك.



جيل يفقد طفولته

سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على الأزمة اللبنانية، ولكن هذه المرة تحدثت عن مأساة حقيقية يتعرض لها الأطفال، إذ ذكرت أن هناك جيلا كاملا يفقد طفولته الآن في البلد الذي ينهار، مشيرة إلى أن "عدد الأطفال العاملين قد تضاعف في 18 شهرا إلى نحو واحد من كل عشرة" بعد أن أصبحت الأسر أكثر عرضة للعيش في فقر.

وقالت الصحيفة إن تعلم الحِرف المهنية قد يكون حلما لبعض المراهقين، لكنه أصبح حقيقة الآن بالنسبة لمئات الأطفال في جميع أنحاء لبنان الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة.

واستشهدت الصحيفة بالمناطق المختلفة على طول سهل البقاع، حيث يكون معظم العمال من الأطفال.

وأضافت الصحيفة في تحليل لها أن "الأرقام الأولية للأزمة الاقتصادية في لبنان منذ عامين صادمة ويصعب فهمها، حيث انهارت قيمة العملة المحلية (الليرة اللبنانية) بنسبة 95% منذ تخلف الحكومة عن سداد ديونها في مارس من العام الماضي، وبلغ معدل التضخم 170%، علاوة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من 400% منذ أواخر عام 2019."

وأشارت "التايمز" إلى أن هؤلاء الأطفال في نهاية المطاف لديهم فهم أفضل للإحصاءات أكثر من معظم البالغين في أي مكان آخر، ووضح ذلك جليا تقرير أعده أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع، عقب زيارة له في الشهر الماضي.

ويقول التقرير "لقد علم الأطفال بمعدلات الدولار، والأزمة الاقتصادية، والزيادة في أسعار الغذاء والدواء، وهي موضوعات لا ينبغي أن يفكروا فيها إلا بعد فترة طويلة من حياتهم".

وتابعت "تسببت جائحة فيروس كورونا في إغلاق المدارس لأكثر من عام، وبينما تم فرض التعليم المنزلي على العديد من اللبنانيين، فمن الصعب الترتيب للاجئين (معظمهم من السوريين) الذين ليس لديهم أجهزة كمبيوتر محمولة، والذين يعيشون في الخيام.. إن نحو 80% من اللبنانيين، وأكثر من السوريين، يعيشون الآن في فقر، وفقا لبيانات البنك الدولي.. وتشير التقديرات إلى أن 77% من الأسر ليس لديها ما يكفي من الطعام أو المال لشراء الطعام".



واختتمت "التايمز" تقريرها بالقول "إن الأمر الأصعب في الفهم من حجم الأزمة في لبنان هو كيفية إنهائها.. كان للبنان آمال كبيرة بتشكيل حكومة جديدة، لكنها تقوضت بسبب الخلافات الطائفية الغامضة حول تقاسم السلطة، ومراجعة حسابات البنك المركزي، والتحقيق القضائي في انفجار ميناء بيروت العام الماضي، ودور جماعة حزب الله، التي أدت في النهاية إلى فشل الحكومة في الاجتماع لمدة شهرين".

تحذير إسرائيلي

ناقشت صحيفة "الغارديان" البريطانية آخر التطورات الخاصة بمفاوضات إحياء البرنامج النووي الإيراني، ولكن من وجهة النظر الإسرائيلية التي اعتبرت أن نهج طهران في محادثات فيينا أصبح متشددًا للغاية لدرجة أنهم "وصلوا إلى آخر امتداد للدبلوماسية".



وقالت الصحيفة إن مسؤولين إسرائيليين أعربوا عن أملهم في أن توافق الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تقديم اقتراح طارئ إلى مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ينص على أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) والاتفاق النووي لعام 2015.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مثل هذا الاقتراح، والمخطط له الشهر الجاري، سيكون بداية لعملية أوسع لمحاولة إجبار إيران على تغيير سلوكها بشأن المسألة النووية.

وأضافت الصحيفة أنه لطالما سعت إسرائيل إلى إبعاد حلفائها عن المفاوضات مع عدوها اللدود (إيران)، قائلة إن مثل هذه المحادثات قد تكون غير مثمرة، وإن إيران ستظل تسعى سرًّا إلى تعزيز برنامجها للأسلحة النووية "ما لم تجبَر على التخلي عنه".



وتابعت "تعتقد إسرائيل أنها تربح الجدل مع المسؤولين البريطانيين والأمريكيين بأن النظام الإيراني الجديد برئاسة إبراهيم رئيسي قد قرر أنه لا يحتاج إلى العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة المتفق عليها في عام 2015، لكنه سيحاول بدلا من ذلك كسب الوقت لبناء قدراته النووية".

وأردفت "تحذر إسرائيل من أن تراكم الخطوات التي اتخذتها إيران يعني أن البلاد على بعد أسابيع من النقطة التي سيكون فيها اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 90%، وهو الموقف الذي وصف بأنه لحظة الانهيار في الاتفاق النووي لعام 2015".

تعميق جديد للخلافات

في سياق متصل، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا ألمحت من خلاله إلى أن تعميقا جديدا للخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة يلوح الآن في الأفق، بعد أن طلبت تل أبيب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن، تسريع تسليم طائرات من طراز "KC-46" المعنية بالتزود بالوقود، والتي يمكن أن تكون حاسمة في قصف المنشآت النووية الإيرانية، لكن قيل لها إن الطائرات قد أعيد طلبها ومن غير المرجح أن تكون أولى طائراتها جاهزة حتى أواخر عام 2024.



ووسط توترات جديدة بشأن كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، قالت الصحيفة "بينما أخبر المسؤولون الأمريكيون غانتس أنهم سيعملون على التخفيف من تراكم الإنتاج، فإن توقيت التسليم يمثل قضية حاسمة، حيث يشعر مسؤولو إدارة بايدن بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يحاول إحياء التهديد بضربة عسكرية ضد إيران، بعد أن جادلت بأن الدبلوماسية قد فشلت وأن البلاد أقرب من أي وقت مضى إلى عتبة القدرة على بناء سلاح نووي".

دعم المقاومة الأفغانية

رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن الإدارة الحالية برئاسة بايدن والإدارات المتعاقبة، لا تستطيع تصديق أو الاعتماد فقط على حركة "طالبان" الأفغانية المتشددة في القضاء على الإرهاب، على الرغم من أن الحركة نفسها معادية لواشنطن والمتحالفين معها، محذرة من أن الجماعات الإرهابية هناك سوف تتكاثر في الفترة المقبلة.

وأشارت المجلة إلى أن الهدوء الذي تعيشه أفغانستان الآن "خادع"، ولا يعكس قبول الأفغان لحكم "طالبان" أو نفوذ القوى الأجنبية التي تدعمها، مؤكدة في الوقت نفسه أن هناك حقيقة لا يمكن إغفالها؛ هي أن العناصر الأكثر راديكالية في "طالبان" نفسها وكذلك تنظيم "القاعدة" وفرع تنظيم "داعش" في أفغانسان يزيدون الآن من وجودهم في جميع أنحاء البلاد.



وقالت المجلة الأمريكية في تحليل لها "كانت القدرة على محاربة أي تهديد إرهابي بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي، والتي استشهد بها بايدن، مخادعة.. وتعد جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود، نجل بطل الحرب الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، هي الحليف الأخير المتبقي المصمم على محاربة الجماعات الإرهابية في أفغانستان، وهي أفضل بديل لطالبان، بل هي الوحيدة أيضًا".

وأضافت "يجب على البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة المخابرات المركزية أن يدركوا أن طالبان لن تكون قادرة على مواجهة إرهاب القاعدة؛ هما متشابكان جدا ليس فقط سياسيا ولكن أيضا اجتماعيا.. إن توقع قتال طالبان للقاعدة هو توقع أن يقاتل الأخ شقيقه، حيث توفر قيادة طالبان اليوم ملاذا لمقاتلي القاعدة والعديد من قادة التنظيم".

وتابعت "يعلم قادة طالبان جيدا أنهم إذا حاولوا الابتعاد عن القاعدة، فإن أعضاءها العاديين سينضمون ببساطة إلى القاعدة أو داعش.. بعد كل شيء، في حين أن قيادة مثل هذه الجماعات قد تكون متميزة، فإن عضويتها منقسمة.. وإذا كانت رغبة الولايات المتحدة هي القتال وحرمان القاعدة أو داعش من الانتشار، فعندئذ مرة أخرى لا يوجد بديل لجبهة المقاومة الوطنية."

واختتمت "ناشيونال إنترست" تحليلها بالقول "إذا احتاجت الولايات المتحدة إلى العودة إلى أفغانستان لأن جماعة إرهابية استخدمت البلاد مرة أخرى كقاعدة لمهاجمتها، فستحتاج واشنطن إلى جبهة المقاومة الوطنية لتحرير أجزاء من البلاد مثلما استخدمت التحالف الشمالي في أكتوبر 2001 (الغزو الأمريكي لأفغانستان).. ببساطة، لا يتطلب السلام في أفغانستان، والدبلوماسية ذات المصداقية والنفوذ، والأمن القومي لأمريكا دعما أعمى لطالبان، بل يتطلب شراكة مع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com