هل تنجح إسرائيل في شن هجوم على إيران دون دعم عسكري أمريكي؟

ناقش خبير عسكري إيراني، الحديث المتصاعد لدى القادة العسكريين في إسرائيل بشأن شن هجوم ضد إيران وتحديدا لاستهداف المنشآت الخاصة ببرنامج طهران النووي، ومدى نجاح تل أبيب في شن الهجوم العسكري المحتمل منفردة دون الدعم العسكري الأمريكي.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، "أبلغ الولايات المتحدة، بإعطاء التعليمات للجيش الإسرائيلي للاستعداد لهجوم ضد إيران، حيث شملت هذه التعليمات كل ما يتعلق بمسألة تطوير الأسلحة النووية الإيرانية".

وجاءت هذه التصريحات في ظل جولة لقاءات عقدها وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، في الولايات المتحدة مع كبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين، وذلك لبحث الخيارات المحتملة للتصدي لبرنامج إيران النووي في حال فشلت المفاوضات النووية الراهنة في العاصمة النمساوية فيينا.

وفي إطار مناقشة استعدادات إسرائيل لشن هجوم عسكري ضد إيران، قال الخبير العسكري الإيراني، بابك تقوايي: "إن هجوم إسرائيل على المنشآت النووية في إيران وتحديدا عبر القوات الجوية الإسرائيلية ستكون مهمة مستحيلة في حال لم يتم الهجوم دون الدعم العسكري الأمريكي".

وأضاف تقوايي فيما نقلت عنه صحيفة "الإندبندنت" بنسختها الفارسية "أن القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب بمفردها على ضرب المنشآت النووية الإيرانية منذ عام 2008 وحتى اليوم، وذلك عبر إجراء مناورات عسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط تحاكي ضرب المنشآت النووية في إيران".

وكشف الخبير العسكري أن "مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي قد أجرت مناورات في جزيرة كريت بمشاركة وحدات دفاع جوي روسية، بحيث منحت هذه المناورات الطيارين الإسرائيليين الخبرة اللازمة لتنفيذ عمليات الحرب الإلكترونية للحفاظ على مقاتلاتهم مقابل نيران قوات الدفاع الجوي لكل من الجيش الإيراني والحرس الثوري، في حال شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوما ضد منشآت إيران النووية".

وأوضح أن "إسرائيل ربما تفقد فرصة نجاح الهجوم الجوي ضد منشآت إيران النووية، وذلك بعدما عززت إيران مؤخرا قدرات قوات الدفاع الجوي في الجيش والحرس الثوري، خاصة بعد استلام طهران منظومات الدفاع الجوي من طراز اس -300 بي ام يو -2، إلى جانب الاستعانة بأنظمة رادارات روسية الصنع قادرة على رصد المقاتلات من طراز اف – 35 أي".

وأشار الخبير "تقوايي" إلى أن "المقاتلات الإسرائيلية من طراز اف – 35 أي في حال نجحت في الهروب من رصد الرادارات الإيرانية، فإنها لن تقدر على حمل قنابل مخترقة للتحصينات وصواريخ كروز اللازمة لقصف المنشآت النووية الإيرانية بعد مهمة التصدي لخطر منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الإيرانية".

وأكد أن الحل الأمثل لنجاح الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد المنشآت النووية في إيران هو "مشاركة القوات الجوية الأمريكية لنظيرتها الإسرائيلية، وذلك عبر الاستعانة بطائرات الإنذار المبكر وتزويد الوقود وقاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية، وحينها سيتم أولا تدمير شبكة الرادار ومنظومة الدفاع الجوي الإيرانية، ثم ضرب المنشآت النووية".

وتابع قائلا: "ولهذا فمن المتوقع أن تشارك القوات الجوية الأمريكية في مناورات مشتركة مع سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ عمليات محاكاة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وذلك على وقع الاتفاق الأخير بين وزير الدفاع الإسرائيلي ومسؤولي الدفاع الأمريكيين".

وتحدثت تقارير إعلامية عبرية مؤخرا عن أن الجيش الإسرائيلي يخطط لإجراء مناورات جوية ضخمة في الصيف المقبل تحاكي توجيه ضربة ضد إيران.

وكانت إيران قد علقت على التقارير والتصريحات الإسرائيلية حول استهداف منشآتها النووية، إذ توعدت إسرائيل على لسان عدد من قادتها العسكريين من بينهم وزير الداخلية، أحمد وحيدي، وقائد الجيش، عبد الرحيم موسوي بالرد المناسب على الهجوم المحتمل.