فريق إيران في المباحثات النووية.. غياب مهارة التفاوض وحضور لاءات خامنئي
فريق إيران في المباحثات النووية.. غياب مهارة التفاوض وحضور لاءات خامنئيفريق إيران في المباحثات النووية.. غياب مهارة التفاوض وحضور لاءات خامنئي

فريق إيران في المباحثات النووية.. غياب مهارة التفاوض وحضور لاءات خامنئي

ناقش محللون سياسيون يوم الأحد موقف وأداء فريق التفاوض الإيراني في المباحثات النووية، التي تستضيفها العاصمة النمساوية فيينا.

وأكد مسؤولون غربيون من الولايات المتحدة وفرنسا على عدم نجاح جولة المفاوضات الأولى مع إيران وتوقفها إلى إشعار آخر؛ وذلك نتيجة لما اعتبروه "مبالغة فريق التفاوض الإيراني في مقترحاته وعدم جدية طهران في المباحثات".

وفي هذا الإطار، قالت الكاتبة والمحللة الإيرانية يلدا أميري، "إن إعلان الأطراف الغربية عن عدم نجاح جولة المفاوضات مع إيران أمر مثير للقلق ويحمل رسالتين؛ الأولى هي إصرار الجمهورية الإسلامية على التوصل إلى السلاح النووي أو على الأقل بلوغ حد تخصيب اليورانيوم الذي يُمكنها بشكل كاف من تصنيع السلاح النووي".

أما "الرسالة الثانية من ختام جولة المفاوضات، فهي أن أعضاء الفريق الإيراني في فيينا يفتقرون إلى مهارة التفاوض والدبلوماسية"، حسب ما جاء في مقال أميري المنشور على موقع "زيتون" الإخباري المعارض.

مسلوب الصلاحيات

ورأت أميري أن "أعضاء فريق التفاوض الإيراني مسلوبون من الصلاحيات المعنية بالمفاوضات، رغم أنهم مختارون من قبل شخص المرشد الأعلى، علي خامنئي".

وأوضحت المحللة الإيرانية أن "المرشد الأعلى خامنئي يثق في رجال الحرس الثوري والأمنيين أكثر  من الدبلوماسيين، حتى أن خامنئي أصدر تعليمات بضرورة تنسيق المفاوضين مع المجلس الأعلى للأمن القومي وشخص أمين المجلس علي شمخاني".

وكشفت أميري نقلا عن مصادر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن "صلاحيات اتخاذ أي قرار أو حتى إصدار تصريحات صحفية قد سُلبت من أعضاء فريق التفاوض المنتسبين لوزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية".

ولفتت إلى أن أكثر أعضاء فريق التفاوض الإيراني تمتعا بالصلاحيات هو محمد مرندي؛ وذلك كونه مقربا من دائرة المرشد بصفته نجل علي رضا مرندي، مستشار خامنئي ورئيس الفريق الطبي للمرشد الإيراني.

وأكدت أميري أن الخطوط العريضة التي أصدرها خامنئي لفريق التفاوض الإيراني قبل بدء الجولة الحالية من مفاوضات فيينا تركز على "ضرورة مواصلة الأنشطة النووية وحتى استغلال المفاوضات لشراء مزيد من الوقت لتسجيل تقدم نووي جديد".

غير مُحترف

من جانبه، أشار الكاتب والمحلل الإيراني فرامرز دافر، إلى أن "أعضاء فريق التفاوض الحالي في فيينا قد تبنوا خلال السنوات الأخيرة هجوما وانتقادات لا تتوقف بحق الاتفاق النووي المبرم بين طهران والغرب عام 2015 في عهد حكومة الرئيس السابق، حسن روحاني".

وأضاف دافر في مقال منشور على موقع "إيران واير" المعارض، أن "فريق التفاوض الإيراني قد فشل في المرحلة الأولى من المفاوضات في إخراج الاتفاق النووي من حالة الإغماء رغم حاجة إيران الماسة إلى إعادة إحياء هذا الاتفاق؛ وذلك يعود لطبيعة عمل هذا الفريق".

ونوه إلى أن أعضاء فريق التفاوض الإيراني من "فلول فريق الدبلوماسي سعيد جليلي الذي كان يتولى قيادة المفاوضات النووية في عهد الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، وهو الفريق الذي أخرج ملف إيران النووي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن الدولي".

وأعاد المحلل الإيراني التذكير بأن تولي مجلس الأمن الدولي لملف النووي الإيراني انتهى بإصدار 6 قرارات أممية ضد طهران تبتعها مواد عقوبات دولية على قطاعات اقتصادية ايرانية عدة.

واتفق المحلل دافر مع الفرضية القائلة بتصدر رجال المرشد الإيراني من الحرس الثوري والمؤسسات الأمنية لفريق التفاوض في فيينا، لافتا إلى تكليف حميد رضا عسكري بالمشاركة في فريق التفاوض؛ وهو أحد أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سابقا.

تداعيات اقتصادية وعسكرية

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل الإيراني أحمد رأفت أن موقف فريق التفاوض في فيينا ضعيف؛ نظرا لأن مسألة اتخاذ القرار فيما يتعلق بالبرنامج النووي بشكل خاص والملفات الكبرى المتعلقة بالساحة الدولية بشكل عام ليست في يد حكومة طهران وإنما في يد المرشد الأعلى، علي خامنئي.

وقال في مقال منشور على الموقع الإلكتروني لصحيفة "كيهان.لندن" المعارضة إن "فشل هذه الجولة من المفاوضات النووية بين إيران والغرب في ظل المبالغة في مطالب فريق التفاوض يحمل تداعيات على طهران أهمها على المستويات الاقتصادية والعسكري".

وأوضح المحلل الإيراني أنه "في حال أصرت الجمهورية الإسلامية على سياساتها الراهنة ولم تعد للاتفاق النووي، فلن تتواصل العقوبات الاقتصادية الحالية فحسب، وإنما هناك احتمال قوي أن تواجه عقوبات جديدة، وهذه المرة لن تكون من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحدها".

وأشار رأفت إلى أن "عدم نجاح هذه الجولة من المفاوضات النووية سوف يعزز وجهة النظر الخاصة بالحكومة الإسرائيلية الحالية القائمة على عدم جدوى التباحث والحوار مع إيران لإيقاف برنامجها النووي، وضرورة اللجوء للخيار العسكري".

واستشهد المحلل الإيراني بزيارات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد إلى لندن وباريس التي تزامنت مع انعقاد جولة المفاوضات النووية في فيينا، حيث شدد لابيد على أن "التهديد العسكري الجاد" وحده ما سيجبر مسؤولي طهران على التراجع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com