"محادثات فيينا" تثير جدلا واسعا في إسرائيل وسط عدم يقين بشأن الخيار العسكري
"محادثات فيينا" تثير جدلا واسعا في إسرائيل وسط عدم يقين بشأن الخيار العسكري"محادثات فيينا" تثير جدلا واسعا في إسرائيل وسط عدم يقين بشأن الخيار العسكري

"محادثات فيينا" تثير جدلا واسعا في إسرائيل وسط عدم يقين بشأن الخيار العسكري

رصد مراقبون ومحللون في إسرائيل انطلاقة الجولة السابعة من المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا، بين إيران والمجموعة الدولية التي تضم فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي.

وحاول هؤلاء وضع تقديرات بشأن النتائج المحتملة لهذه المفاوضات، التي انطلقت يوم الإثنين الماضي، من خلال رصد المواقف التي عبرت عنها الوفود المشاركة حتى الآن.

واتهمت إيران، إسرائيل بدورها "بترويج أكاذيب، بهدف إفساد محادثات فيينا حول إحياء اتفاق طهران النووي الموقع العام 2015، مع القوى الكبرى".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب، أمس الأربعاء، إن جميع الأطراف في المفاوضات تواجه اختبارا لإرادتها السياسية لإكمال المهمة، مضيفا: "النظام الإسرائيلي الذي يعتمد وجوده على التوتر عاد إلى ذلك مرة أخرى، ويروج أكاذيب من أجل تسميم محادثات فيينا".

وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الخميس، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه ينبغي تجهيز بدائل تحسبا لفشل المفاوضات النووية، في إشارة إلى الخيار العسكري.

وأضاف غانتس، الذي يعتزم التوجه إلى واشنطن خلال ساعات، إلى أن "هناك احتمالا بأن تصل الأمور إلى نقطة، لن تمتلك إسرائيل بعدها الخيار سوى العمل العسكري"، متوقعا أن تحظى أية عملية إسرائيلية عسكرية بغطاء أمريكي.

فشل المحادثات
وذكر المحلل السياسي بـ "مركز القدس للشؤون العامة والدولة" يوني بن مناحم، عبر حسابه على تويتر، إن استئناف المحادثات النووية في فيينا يأتي بالتزامن مع احتدام الخلاف بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت وبين البيت الأبيض، معتبرا أن هذا الأداء من جانب بينيت "لا يخدم مصلحة إسرائيل".



 

وقدر أن المحادثات ستفشل، لكن إسرائيل تظل في حاجة للولايات المتحدة الأمريكية في جميع السيناريوهات، لمواجهة الخطر الإيراني.

وكتب في تغريدة أخرى أن إسرائيل: "هي الخاسر الوحيد من استئناف المفاوضات في فيينا؛ لأن أداء الحكومة أمام البيت الأبيض وإيران غير صحيح"، وأضاف: "ينبغي التركيز على العمليات السرية أو العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، من أجل ترميم الردع الإسرائيلي، لقد آن الأوان لنزع القفازات".

ونشر بن مناحم، الخميس، عبر حسابه، صورة كاريكاتيرية، تظهر النظام الإيراني يتلاعب بالغرب، فيما يستجديه الأخير من أجل التوصل إلى اتفاق.

الخيار العسكري
وكتبت الصحفية والمحللة دانا فايس، من قناة "أخبار 12" الإسرائيلية، عبر حسابها على تويتر، أن "القتال الأمريكي – الإسرائيلي على إيران أصبح علنيا، وأنه في الوقت الذي تطالب فيه تل أبيب بترك الخيار العسكري على الطاولة، تفضل واشنطن الخيار الدبلوماسي".

ونشر حساب إسرائيل يحمل اسم "رجال الصمت" على تويتر، تغريدة، جاء فيها أن إسرائيل في حالة تشاؤم، وتشتري أسلحة بمليارات الشواكل لاحتمال شن هجوم على إيران، مشيرا إلى وثيقة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" تتحدث عن تقديرات بفشل محادثات فيينا، والاستعدادات لاحتمال العمل بشكل منفرد ضد البرنامج النووي الإيراني.

وأشار المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع، عبر حسابه إلى أن إسرائيل "تستعد بجدية لتفعيل الخيار العسكري ضد إيران"، وقال إن اللجنة الوزارية صادقت للجيش على إبرام صفقات بمليارات الشواكل، تشمل الصواريخ الخاصة بمنظومة "القبة الحديدية"، فضلا عن ذخائر دقيقة أنتجتها الصناعات العسكرية.



 

خيال محض
تجدر الإشارة إلى أن الصفقة التي تخص نظام "القبة الحديدية" تأتي في وقت يجري فيه الحديث عن نظام دفاعي، مخصص للصواريخ قصيرة المدى والطائرات المُسيرة؛ ما يعني أن إسرائيل تتحسب لرد فعل المنظمات المتاخمة لحدودها حال شنت هجوما على إيران.

ورأى المؤرخ شاؤول ياناي، عبر حسابه في تويتر أن الخيار العسكري لتدمير المفاعلات الإيرانية "هو خيال محض يروج له منذ ربع قرن من قبل الساسة الإسرائيليين".

وأضاف: "فيما يتعلق بحزب الله والردع، لقد بنت إيران حلقة نيران حول أعدائها، ولا سيما السعودية وإسرائيل، في كل من اليمن والعراق ولبنان وغزة وداخل إيران نفسها، ولو أراد كيان واحد عدم الانصياع للأوامر الإيرانية، فإنها تحظى بغطاء كيانات أخرى".



 

حيلة إيرانية
وتحدث محلل الشؤون العسكرية بموقع "واللا" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، عبر حسابه على تويتر، عما وصفها "الحيلة الإيرانية"، وذكر أن التقديرات في إسرائيل "ترجح استمرار المفاوضات فترة طويلة، ستستغلها إيران لكي تتقدم على صعيد البرنامج النووي".

وتابع أن مصادر بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت حذرت في اجتماعات مغلقة، من أن طهران تكثف من تهديداتها وضغوطها لكي تحصد مكاسب أكبر من المفاوضات.

تحيز صيني
ونقل حساب إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهال" على تويتر، عن رئيس الموساد الأسبق، أفرايم هاليفي، أن الصين "تعد لاعبا محوريا في محادثات فيينا، وأنها ليست مستعدة حاليا لمواجهة دولية نووية، لذا لديها اهتمام كبير بأن يحقق الإيرانيون نجاحا في أي اتجاه، وحرصت من جانبها على رؤية كيف سيعمل الإيرانيون، والأهم كيف سترد الولايات المتحدة الأمريكية".

هذا، ومن بين الملاحظات التي دونها المحلل السياسي الإسرائيلي المخضرم، أيهود يعاري، حول المفاوضات، ما يتعلق بموقف الوفد الصيني.

واقتبست صحيفة "معاريف" العبرية، أمس الأربعاء، تصريحات متلفزة أدلى بها يعاري، لقناة "أخبار 12"، أشار خلالها إلى أن المفاوضات "شهدت تحيزا صينيا لصالح الموقف الإيراني".

ولفتت إلى أنه بعد أسابيع طويلة من الإرجاء، عادت المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى، ناقلة عنه أن "ما حدث مجرد انطلاقة، قبيل بدء المفاوضات الحقيقية، وأن لدى الإيرانيين مواقف تعني أنه لن تحدث طفرة في أسبوع أو اثنين، بل على مدى زمني يصل إلى الثلث الأخير من شهر آذار/ مارس 2022".

وذكر المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية، أن روسيا "لا تعد المشكلة الأكبر"، مضيفا أن "الوفد الصيني ذهب إلى فيينا وبحوزته تغييرات جوهرية في موقف بكين تجاه طهران".

وتابع أن "الجانب الصيني أعطى الإيرانيين إشارات بأنه يدعمهم من وراء الكواليس".

وبين يعاري أن "لدى الإيرانيين حساب مع نظام العقوبات المفروضة عليهم منذ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ويرون أن كل ما تم الاتفاق عليه في جولات التفاوض السابقة مفتوح للتفاوض من جديد".

نظام العقوبات
وذكر أن الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي وبتشجيع إسرائيل "أدت في نهاية المطاف إلى تقدم إيراني سريع (على صعيد البرنامج النووي) أكثر مما كان يسمح بحدوثه في إطار الاتفاق الموقع عام 2015".

وأوضح أن العقوبات التي فرضها ترامب ومن سبقوه على إيران "لم تفلح في زعزعة النظام الإيراني، هذا إن لم يكن العكس هو الصحيح".

وذهب إلى أن الرسالة الأساسية التي حملها الوفد الإيراني التفاوضي إلى فيينا، كانت واضحة، وهي رفع العقوبات.

ورأى أن موقف طهران "ينص على أنه لو كان عليها دفع ثمن باهظ يتعلق بتقييد البرنامج النووي من أجل رفع العقوبات، ستفكر في الأمر بشكل عميق"، لافتا إلى أن لسان حال طهران يقول: "نحن لم ننكسر، بل ننجح في التأقلم مع العقوبات، ونطلق على الأمر -اقتصاد المقاومة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com