هل تعيد إدارة بايدن إحياء "صفقة القرن"؟
هل تعيد إدارة بايدن إحياء "صفقة القرن"؟هل تعيد إدارة بايدن إحياء "صفقة القرن"؟

هل تعيد إدارة بايدن إحياء "صفقة القرن"؟

رأى خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، تعمل في الوقت الراهن على إعادة إحياء خطة السلام الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي وضعتها إدارة سلفه السابق دونالد ترامب، والمعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن".

وبحسب الخبراء، فإنه على الرغم من تجميد إدارة بايدن، العمل ببنود صفقة ترامب، وتأكيدها عدم رغبتها في التعاطي مع الخطة، إلا أنها تنفذ فعليًا تلك البنود بالتوافق مع إسرائيل.



وأكدوا أن "ذلك يظهر جليًا في المماطلة الأمريكية، بتنفيذ الوعود الخاصة بإعادة فتح القنصلية بالقدس، واستئناف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية".

يأتي ذلك، إثر اتهامات وجهها عبد الإله الأتيرة، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في تصريحات سابقة لـ"إرم نيوز"، أكد فيها أن "إدارة بايدن تحاول تطبيق بقايا صفقة ترامب، إلا أن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك بأي حال من الأحوال".

وأضاف الأتيرة، أن "إدارة بايدن عرضت قبل عدة أشهر على القيادة الفلسطينية إقامة كيان سياسي في قطاع غزة، الأمر الذي رفضته القيادة".

واعتبر أن واشنطن تدفع بالفلسطينيين نحو القبول بكيان سياسي في غزة، وهو الأمر الذي يعتبر جوهر "صفقة القرن" التي وضعتها إدارة ترامب.

وشدد، على رفض القيادة الفلسطينية لأي حل سياسي، خارج إطار حل الدولتين، ملمحًا إلى رفض السلطة عرضًا آخر، بشأن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.

وأضاف: "إدارة بايدن لم تقدم أي شيء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي متلكئة في جميع خطواتها".

"خلل في التفكير"

وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إبراهيم أبراش، إن هناك "خللًا في طريقة التفكير لدى الطبقة السياسية والقيادة الفلسطينية فيما يتعلق بالتعامل مع الولايات المتحدة".

وأشار أبراش، إلى أن الفلسطينيين تعاملوا مع ترامب، على أنه أساس المشكلة، وليس في إطار سياسي.



وأضاف في حديثه لـ "إرم نيوز": "الحقيقة أن المشكلة في الدولة الأمريكية ككل، وتعاطف الرؤساء مع الفلسطينيين، لا يغير في الإستراتيجية الأمريكية الثابتة، والتي بالأساس منحازة لإسرائيل، ومعادية لحقوق الفلسطينيين".

ولفت أبراش، إلى أن القرارات التي نفذها ترامب، كنقل السفارة الأمريكية، من تل أبيب للقدس، وتصنيف منظمة التحرير الفلسطينية، كمنظمة إرهابية، وإغلاق مكتبها بواشنطن، "موجودة من قبل ترامب بسنوات طويلة، وهو فقط، أصدر أوامر بتنفيذها".

وبحسب المحلل السياسي، فإن تصريحات الإدارة الأمريكية، ومنذ الانتخابات الرئاسية، كانت مبهمة، وأنه على الرغم من ذلك، راهنت القيادة الفلسطينية عليها.

وأضاف: "تناسى الفلسطينيون، أن الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، هو من دعم أحزاب الإسلام السياسي في المنطقة، ومول ما يسمى بالربيع العربي".

وبين أبراش: "إدارة بايدن تعبر في الوقت الراهن عن الإستراتيجية الخاصة بالإدارة السابقة، كما أنها لا تختلف في نهجها كثيرًا عن نهج إدارة ترامب، خاصة وأن النهج الأمريكي لا يمكن أن يتغير بتغير الرؤساء والمسؤولين".

ورأى أن "الفلسطينيين في مواجهة واضحة مع أمريكا، وإدارة بايدن بتقديري ملتزمة بصفقة ترامب والحل الاقتصادي للقضية الفلسطينية، كما أنها تدعم بشكل مطلق سياسة اليمين الإسرائيلي، خاصة في الضفة الغربية".

واعتبر أبراش، أن "صفقة القرن التي أعلن عنها ترامب، لم تُلغَ، ولكنها تنفذ من طرف واحد، وهو أمريكا وإسرائيل، كما أنه يتم تنفيذها بصمت، وبطريقة متدرجة".

وتابع: "على الرغم من إعلان القيادة الفلسطينية أنها ضد الصفقة، إلا أنها تنفذ بمشاركة السلطتين في رام الله وغزة".



وزاد: "كل الأموال التي تدخل الأراضي الفلسطينية، سواء الضفة الغربية، أو قطاع غزة هي جزء من صفقة ترامب، وبالتالي، فإن من يقبل بدخول تلك الأموال، يعتبر شريكًا في صفقة ترامب، وأداة تنفيذية لها"، وفق قوله.

"سياسات متشابهة"

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تطبق بشكل واقعي وغير معلن، سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، معتبرًا أن إدارة بايدن متواطئة مع السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وأوضح عوكل في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن ذلك يظهر جليًا في إطلاق الإدارة الأمريكية وعودًا، دون أي تنفيذ على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق برفع منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الإرهاب، واستئناف الدعم المالي للفلسطينيين، وافتتاح السفارة في القدس الشرقية.

وأضاف عوكل: "هناك نظرة أمل من قبل السلطة الفلسطينية تجاه الإدارة الأمريكية، والقيادة ما زالت تنتظر إيفاء واشنطن بوعودها؛ إلا أن ذلك لن يحدث، وسيكتشف الفلسطينيون أن الإدارة الحالية إدارة أزمة، وليس لديها أي حلول لتقدمها بشأن التسوية السياسية".

وتابع: "للأسف، بالرغم من وضوح الموقف الأمريكي، إلا أن هناك تعويلًا على الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل عدم وجود دولة أخرى، يمكن لها أن تتسلم ملف عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باستثناء الولايات المتحدة".

و"صفقة القرن" الأمريكية، هي خطة سلام في الشرق الأوسط لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث تشمل الخطة، إنشاء صندوق استثمار عالمي، لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول المجاورة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com