ماكرون: فرنسا ستبني مفاعلات نووية جديدة لتقليل اعتمادها على إمدادات الطاقة الأجنبية

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن فرنسا ستبني مفاعلات نووية جديدة للمساعدة بتقليل اعتماد البلاد على دول أجنبية في إمدادات الطاقة، والوفاء بأهداف الاحترار العالمي، وإبقاء الأسعار تحت السيطرة.

وفي بدايات فترة رئاسته، تعهد ماكرون بخفض مساهمة المفاعلات النووية في مزيج الطاقة في فرنسا إلى 50 % من 75 % بحلول عام 2035، لكن أزمة الطاقة غيرت المزاج العام في باريس قبل 5 أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

وفي كلمة وجهها إلى الشعب عبر التلفزيون، قال ماكرون: "للمرة الأولى في عقود، نتجه إلى إعادة إطلاق تشييد المفاعلات النووية، ومواصلة تطوير الطاقة من المصادر المتجددة."

وأضاف أنه من الضروري الإبقاء على أسعار الطاقة عند مستويات "معقولة". وبينما تعاني أوروبا من زيادات حادة في أسعار الطاقة، تأخذ فرنسا مسارًا مختلفًا عن جيرانها، مثل ألمانيا التي دفعتها كارثة محطة فوكوشيما النووية في اليابان إلى تسريع خروج البلاد من المفاعلات النووية.

ولم يقدم ماكرون تفاصيل، لكن حكومتة من المتوقع أن تعلن عن تشييد ما يصل إلى 6 مفاعلات نووية جديدة تعمل بالماء المضغوط في غضون الأسابيع المقبلة.

وتشكل رغبة فرنسا في اعتمادها بالمستقبل على مفاعلات نووية صغيرة الحجم وأكثر تطورًا تغييرًا إستراتيجيًا في مجال توليد الطاقة الكهربائية، حيث كانت تعتمد في السابق على مفاعلات نووية كبيرة الحجم وأكثر استهلاكًا للطاقة.

وكشف ماكرون، الشهر الماضي، عن خطة طموحة لإنعاش قطاعي الصناعة والتكنولوجيا في فرنسا، وخصص لأجل ذلك ما لا يقل عن 30 مليار يورو لغاية العام 2030.

ومن بين الأهداف الأساسية التي تطمح الحكومة الفرنسية إلى تحقيقها، "بناء مفاعلات نووية حديثة وصغيرة الحجم لتوليد الكهرباء حتى 2030 فضلًا عن التصدي للمنافسة الصينية".

وقال جيورجيو لوكاتيلي، مختص في أنظمة المفاعلات النووية وأستاذ في المدرسة متعددة التقنيات بمدينة ميلانو الإيطالية لفرانس24: "تنتج هذه المفاعلات، كل واحد بمفرده، حوالي 300 ميغاوات، أي أقل بكثير مما تنتجه المفاعلات النووية الفرنسية الحالية، والتي بإمكانها أن تصل إلى ما بين 940 و1300 ميغاوات".

وأضاف: "بعض المحطات النووية مثل محطة فلامونفيل قادرة على إنتاج حوالي 1600 ميغاوات".

لكن السعي الفرنسي إلى بناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم يشكل في الحقيقة تراجعًا إلى الوراء في هذا المجال، بحسب المختص الإيطالي الذي قال: "بدأنا في الستينيات بناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم، لكننا غيَّرنا الإستراتيجية وأصبحنا نصنع مفاعلات كبيرة الحجم من أجل اقتصاد المال".