نيويورك تايمز: روسيا دعمت انقلاب السودان
نيويورك تايمز: روسيا دعمت انقلاب السوداننيويورك تايمز: روسيا دعمت انقلاب السودان

نيويورك تايمز: روسيا دعمت انقلاب السودان

خلصت سلسلة من المقابلات، أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، مع محللين ومسؤولين أمريكيين وسودانيين وأوروبيين، إلى أن الجيش السوداني أصبح محبطا من شركائه المدنيين، وكان عازما على الحفاظ على موقعه المتميز، وتجنب أي تحقيقات في الشؤون التجارية للدولة أو انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي نفس الوقت، كما أظهرت استقصاءات الصحيفة، انتقد البعض المعارضة المدنية لفشلها في تهدئة مخاوف الجنرالات من الملاحقة القضائية أثناء الانتقال إلى الديمقراطية، بينما قال مسؤول أمريكي إن روسيا شجعت الانقلاب؛ على أمل الحصول على مزايا تجارية وميناء على البحر الأحمر.

وأظهر تقرير نيويورك تايمز أن القيادة المدنية في السودان، على مدار 18 شهرا على الأقل، كانت تعيش في خوف من انقلاب عسكري.

وفي نهاية الأسبوع قبل الماضي، بينما كان المتظاهرون المؤيدون للجيش يخيمون خارج القصر الرئاسي، وأغلقت جماعة قبلية موالية للجيش المرفأ البحري الرئيسي في البلاد، بدا الأمر وشيكا، حيث عطلت احتجاجات نظمتها هذه الجماعة الواردات الضرورية من ميناء بورتسودان.



 

وأضافت الصحيفة أن الأمور بلغت ذروتها بعد 21 سبتمبر، عندما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلابية عزتها إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين لعمر البشير.

الدور الأمريكي في الأزمة
وينقل التقرير أنه قبل أيام من إطاحة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بالحكومة، كان المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان يتنقل بين البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك؛ في محاولة لتفادي الانفجار، حيث نجح في تضييق الخلافات بين البرهان وحمدوك.

وفي وقت متأخر من الأحد الماضي، تحدث البرهان، في الاجتماع الأخير مع فيلتمان، عن ضرورة إقالة الحكومة السودانية واستبدالها بأخرى تكنوقراط، لكنه لم يشر إلى أنه يستعد للاستيلاء على السلطة.

وفي اليوم التالي، قال البرهان للصحفيين إنه بحث مع فيلتمان الانقسامات السياسية التي تهدد أمن البلاد، وإنه عرض على حمدوك عدة خيارات لحل الأزمة.

لكن فيلتمان عند وصوله قطر، فوجئ لدى تشغيله هاتفه بخبر مباغت، وهو سيطرة الجيش على الحكم في السودان.

واقتطف تقرير نيويورك تايمز من خبر كانت بثته وكالة رويترز، نقلا عن دبلوماسي اطلع على ما دار في اجتماع فيلتمان الأخير مع البرهان، قوله إن فيلتمان مارس "ضغطا كبيرا على البرهان حتى لا ينفذ أي تحرك يستهدف مجلس الوزراء والعمل على التهدئة".



غير أن الدبلوماسي قال إن البرهان تعرض أيضا لضغوط للتشدد مع المدنيين من فصائل في الجيش ومن نائبه في المجلس السيادي الذي يتولى توجيه الانتقال السياسي ومن قائد قوات الدعم السريع الذي يتمتع بنفوذ كبير، بحسب رويترز.

وقال الدبلوماسي: "خلال الاجتماع قرروا تنفيذ الخطة البديلة، وكانت هذه الفرصة الأخيرة لإقناع حمدوك بالمشاركة".

وتنقل نيويورك تايمز عن نور الدين ساتي، الذي كان سفير السودان في الولايات المتحدة قبل إقالته، الأسبوع الماضي، قوله إن المبعوث الأمريكي تعرض للكذب عليه.

وأضاف السفير: "هذا أمر خطير للغاية، لأنك عندما تكذب على الولايات المتحدة، عليك أن تتحمل العواقب".

وقد حصل فعلا، حيث ردت الولايات المتحدة بقرار لتجميد صرف 700 مليون دولار مساعدات اقتصادية للسودان.

وكانت رويترز نقلت عن مصدرين سودانيين رسميين أن العسكريين سعوا قبل خطوتهم الأخيرة إلى الحصول على ضوء أخضر من موسكو، وحصلوا عليه، وذلك في محاولة لحماية أنفسهم من أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي تقرير منفصل لرويترز، قال دبلوماسيون واثنان من مساعدي حمدوك، إن الجيش كان يأمل حتى اللحظة الأخيرة في إقناع حمدوك بعزل أعضاء مجلس الوزراء، حتى يمكنه تشديد قبضته على عملية الانتقال، دون استخدام القوة، وفي الوقت نفسه الإبقاء عليه في منصبه، لكن حمدوك رفض التعاون في ذلك.

وفي 16 أكتوبر بدأت جماعات متمردة وأحزاب منحازة للجيش اعتصاما في الخرطوم؛ لمطالبة الجيش بحل الحكومة، وردا على ذلك نظم معارضون لسيطرة الجيش على السلطة مظاهرات ضخمة، في 21 أكتوبر.

وفي حوالي ظهر الإثنين الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ، وحل الهيئات الحاكمة واللجان التي تدير النقابات العمالية في البلاد، واعتقل رئيس الوزراء، وحظر الإنترنت، بينما اعتقلت قوات الأمن كبار القادة المدنيين، وتعرض أحدهم على الأقل للضرب المبرح، وفقا لمسؤولين غربيين تحدثوا لنيويورك تايمز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com