"فورين بوليسي": الفوضى في ليبيا جرس إنذار بمزيد من الاضطرابات العالمية
"فورين بوليسي": الفوضى في ليبيا جرس إنذار بمزيد من الاضطرابات العالمية"فورين بوليسي": الفوضى في ليبيا جرس إنذار بمزيد من الاضطرابات العالمية

"فورين بوليسي": الفوضى في ليبيا جرس إنذار بمزيد من الاضطرابات العالمية

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الفوضى في ليبيا تمثل تحذيرا للعالم، بأنه بعد 10 أعوام على رحيل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، فإن ليبيا بمثابة نذير للاضطرابات العالمية المقبلة.

وأضافت في تقرير نشرته مساء أمس الثلاثاء على موقعها الإلكتروني "منذ 10 سنوات تقريبا، احتفل الكثير من الليبيين وقطاع عريض من الساسة الدوليين بسقوط الرجل الليبي القوي معمر القذافي.. الآن فإن البعض يسيء التقدير، ويظن أنه سيحتفل قريبا بعد الانتخابات الليبية المقررة في الـ24 من ديسمبر المقبل، برعاية الأمم المتحدة، إذ ستكون الحكومة الليبية الأولى غير المؤقتة في حقبة ما بعد القذافي".

ومضت "فورين بوليسي" تقول "هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى التشكيك في هذا التفاؤل. تشير التطورات على الصعيد الدولي وفي ليبيا إلى أن القوى التي تعزز الاضطرابات وتشعل التنافس بينها ربما تضرب الجهود الهادفة لتحقيق النظام عبر التنسيق الدولي".



وتابعت "تفتقر عمليات الوساطة الدولية للقوة اللازمة لمعاقبة المخربين، كما أن تلك الجهود تعرضت للاختطاف من جانب لاعبين على الساحة الليبية، من بينهم رئيس البرلمان عقيلة صالح، والعائلات الممتدة لرئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، والفريق خليفة حفتر، وكلهم لديهم علاقات واسعة مع شبكات الحكم التابعة للنظام السابق".

ورأت المجلة الأمريكية أن كل اللاعبين الرئيسين، وبشكل مأساوي، لا يزالون يريدون الاستفادة من ليبيا الناجحة، والقادرة على إنفاق مليارات الدولارات على تحديث خطوط الأنابيب، وتوظيف المهاجرين، ومراقبة حدودها، وسداد مستحقات الدائنين الدوليين، وتوفير مستوى معيشي أفضل لليبيين. ومع ذلك، فلا يزال فشل التنسيق الدولي يؤدي إلى نتائج أقل من السياسات المرغوبة.

وأردفت قائلة "كان هناك شعور بأمل كبير، في أعقاب سقوط نظام القذافي عام 2011، وذلك بمستقبل ليبي وعالمي أفضل، مع انتعاش إنتاج النفط، وتم تحديد موعد انتخابات حرة ونزيهة، مع استئناف بعض مشروعات البنية التحتية المتوقفة".

ولكن مع مرور عام 2012، ودخول عام 2013، وتحت سطح التقدم، ظهرت قوى الفوضى، ووقفت الدول الغربية على الهامش، وانقسمت ليبيا إلى سلطتين متنافستين. تم تهريب الأسلحة والمتطرفين إلى البلاد، وعانت الجماعات التي فقدت السلطة من الانتقام العنيف. وبدلا من تكاتف كل تلك الدول التي كانت ستستفيد من النمو الاقتصادي الليبي لحماية مصالحها، فقد تصارعوا حول من سيستفيد أكثر من الغنائم.

وقالت "فورين بوليسي": " بعد مرور 10 سنوات على وفاة القذافي، تفتقر ليبيا إلى الدستور، والدولة القوية، والمؤسسات الاقتصادية القادرة على تنظيم الاقتصاد بعقلانية. ليبيا غارقة في مفاصل القوى المتنافسة: الميليشيات، القبائل، المتصارعين على السلطة، المؤسسات الاقتصادية شبه السيادية، والمرتزقة الأجانب".



وأضافت أنه من أجل التخلص من هذه الفوضى في ليبيا، فإن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للحوكمة العالمية، ومن المفارقات أن تلك الحوكمة العالمية أقل فاعلية من أي وقت مضى في التاريخ الحديث.

وختمت المجلة الأمريكية تقريرها بالقول "في الظروف الحالية، لا ترغب القوى الكبرى في استثمار رأس مال سياسي كبير لتحقيق الاستقرار، سواء في ليبيا أو على مستوى العالم، على المدى القصير أو المتوسط. القوة الأسرع صعودا في العالم، وهي الصين، غائبة إلى حد كبير عن تعزيز النظام في النقاط الجيوسياسية المشتعلة، في هذا النظام العالمي الجديد، بدلا من استخدام قوتهم لتعزيز الاستقرار، فقد لجأ القادة الاستبداديون الجدد مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إثارة الفوضى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com