رئيس حزب التحالف من أجل تونس: تعديل الدستور ضروري و"النهضة" انتهت سياسيا (فيديو إرم)

أكّد رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري أن الدستور التونسي باطل ولا بدّ من تعديله وعرضه على الاستفتاء الشعبي؛ حتى يمكن الدخول إلى مرحلة جديدة وطي صفحة حكم الإخوان، مشيرا إلى أن حركة النهضة الإسلامية انتهت سياسيا وأخلاقيا.

واعتبر الناصري، في حوار مع "إرم نيوز"، أنّ "دستور 2014 قام على الباطل، ويتضمن كثيرا من الإخلالات والقوانين والتشريعات التي تم وضعها على مقاس أطراف و"لوبيات" بعينها، ولذلك لا يمكن مواصلة العمل به لبناء تونس الجديدة، رغم أن هناك مكاسب في هذا الدستور لها علاقة بالحريات خصوصا"، بحسب تعبيره.

وأشار الناصري إلى أنّ "جلّ فصول الدستور تستوجب التعديل، وقد طالبنا في وقت سابق بتعليق العمل به وعرضه على الاستفتاء".

"النهضة"

وتعليقا على المشهد السياسي الذي نشأ في تونس بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها قيس سعيد في 25 تموز/يوليو الماضي، قال الناصري إنّ حركة "النهضة" الإسلامية انتهت سياسيا ومجتمعيا وأخلاقيا، وإنّ الاستقالات التي شهدتها في المدة الأخيرة ليست سوى "مسرحية" لإعادة التموقع في الساحة السياسية.

وقال الناصري إنّ "هذه الحركة انتهت مع بداية مسار 25 تموز/يوليو، وفقدت كل سند وكل مشروعية، ولكن ليس من السهل على قياداتها التفريط في حقها في الحكم، موضحا أنّ الاستقالات التي شهدتها والتي شملت كل مكونات الحركة، من مكتب تنفيذي ومجلس شورى وقيادات في الجهات، "مسرحية مفضوحة وسيئة الإخراج".

وأضاف: "هؤلاء خرجوا من أجل التأسيس لمشروع سياسي جديد، لن يكون حداثيا ولا وطنيا ولن يقطع مع الإسلام السياسي؛ لأن من نشأ على أفكار الإخوان المسلمين لا يمكن أن يغير أيديولوجيته".

وتابع الناصري قوله: "هم يريدون التهرب من العقاب وتغيير صورة حركة النهضة باسم جديد وشعارات جديدة، وهذا لن ينطلي على الشعب التونسي، ومن تعود على العمل السياسي داخل حزب ذي مرجعية دينية لا يمكن أن ينجح في مشروع جديد".

ملف الحوار الوطني

وحول رؤية حزبه لملف الحوار الوطني قال سرحان الناصري: "طالبنا رئيس الجمهورية بأن يسرع بإجراء الحوار الوطني، وقد طلبنا من مكونات المشهد السياسي في الفترة الأخيرة الابتعاد عن مسار تشكيل الحكومة ومناقشة هذا المسار أو طرح أسماء، لكن التأسيس لحياة سياسية جديدة ونظام سياسي جديد ونظام انتخابي جديد، هذا يخص كل التونسيين، وهنا نطالب الرئيس بفتح باب الحوار، وما نعلمه أنه سيتم الإعلان قريبا عن إطلاق الحوار في الجهات مع الشباب وهذا مهم جدا، وسيرتكز بالأساس على المنحى التنموي ومشاغل الشباب والتشغيل."

أولويات الحكومة الجديدة

وعلّق الناصري على الأولويات المطروحة للحكومة التونسية الجديدة، قائلا: "هي حكومة الأزمة الحالية، مهمتها مجابهة الملفات الساخنة في المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي، رغم أن برنامج الحكومة لا يزال غير واضح، ولكن هناك ملفات خاصة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي ينتظر منذ فترة جهة محاورة بصفة رسمية".

وأضاف أنّ "هناك ملفات اجتماعية يجب أن تتعامل فيها حكومة نجلاء بودن مع المنظمات الوطنية حتى تصل إلى نوع من السلم الاجتماعي، لا سيما أن هذه المرحلة ليست سهلة".

وأشار رئيس حزب "التحالف من أجل تونس" إلى أنّ "أول توصية من سعيد لرئيسة الحكومة كانت مكافحة الفساد، واليوم مع عودة عمل القضاء بعد العطلة القضائية وتوفر الملفات نطلب من رئيسة الحكومة أن تبدأ فعليا في مكافحة الفساد، وأن يتم التعجيل بالنظر في القضايا المطروحة، لا سيما القضايا الانتخابية وقضايا الاحتكار والفساد المالي."