إيران تبث "اعترافات قسرية" لمعارض عربي اختطفته في تركيا

بث التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الأحد، اعترافات قسرية  للمعارض الأحوازي العربي البارز "حبيب أسيود" الذي جرى اختطافه في تركيا وتسليمه إلى إيران، في 31 من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية باللغة الفارسية "بي بي سي"، أن البرنامج الوثائقي "الاعترافات والوثائق المكتشفة" هو على الأقل البرنامج الثالث الذي يبثه التلفزيون الإيراني عن نائب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب أسيود منذ العام الماضي.

وفي 12 من تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، بث التلفزيون الإيراني شريط فيديو قصيرًا لـ "اعتراف" حبيب أسيود الذي اتهم فيه بتنفيذ هجوم مميت على عرض عسكري في الأهواز جنوب إيران.

وتحمّل السلطات الإيرانية حركة النضال العربي مسؤولية الهجوم المسلح على استعراض عسكري للقوات المسلحة، في أيلول/ سبتمبر 2018، وقالت حركة النضال في وقت سابق إنه ليس لها دور في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل من قوات الحرس الثوري.

وفي الشهر الماضي، بث التلفزيون الإيراني فيلمًا بعنوان "السلام فقط من أجلي"، حيث تم توجيه التهم مرة أخرى ضد الحكومة السويدية بناءً على "اعترافات" حبيب أسيود.

وحبيب أسيود يحمل الجنسية السويدية والإيرانية، ويتعرض لخطر الإعدام بحسب التهم الموجهة إليه من قبل السلطات الإيرانية.

وفي البرنامج الجديد، يقول حبيب أسيود "إنه على اتصال بجهازي المخابرات السعودية والإسرائيلية، وشارك في تفجير أنابيب النفط والغاز، والمحافظة، وإدارة الإسكان والتنمية الحضرية، ومنظمة الإدارة والتخطيط، وبنك سامان في الأهواز، والسطو المسلح، وقتل وجرح أكثر من 400 شخص في خوزستان".

ولطالما قوبل وضع المتهمين أمام الكاميرا في إيران وتسجيل "اعترافاتهم" وبثها على شاشات التلفزيون باحتجاجات من النشطاء، ومنظمات المجتمع المدني، الذين يعتبرون ذلك انتهاكًا لحقوق الإنسان ومحاكمة عادلة.

وحبيب فرج الله كعب، الملقب بـ"حبيب أسعود"، هو الزعيم السابق، وأحد مؤسسي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الذي "اختطفه" رجال الأمن الإيراني في تركيا ونقلوه إلى إيران.

وأعلنت "المقاومة الوطنية للأحواز"، التي تدافع عن حقوق العرب القاطنين في خوزستان، عن وجودها قبل نحو 15 عامًا في أعقاب الاضطرابات في خوزستان، ويحتج نشطاء هذه المجموعة على التمييز ضد المواطنين العرب ويطالبون بـ "استقلال" خوزستان.

وتتكون المقاومة الوطنية الأحوازية من مجموعات مسلحة وغير مسلحة، وحركة النضال هي إحدى مجموعاتها المهمة.

وفي برنامج بث على التلفزيون الإيراني، أدلى العديد من الأشخاص الذين اختفت وجوههم ولم تذكر أسماؤهم والذين تم تقديمهم كأعضاء في "حركة النضال" بتصريحات.

كما يتابع هذا البرنامج روتين "الاعترافات" الذي يذاع على التلفزيون الإيراني منذ عدة عقود، حيث تمت تجزئة أقوال المتهمين، من بين صور أخرى، ويرويها المراسل.

وتتهم إيران الجماعات والأحزاب المعارضة لها من القوميات العربية والبلوشية والكردية بأنها "إرهابية" وتتلقى دعمًا من الخارج، وتقوم السلطات الأمنية بملاحقة تلك الجماعات ومؤيديها في داخل البلاد.